مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

ميسون السعدي* يوم الجمعة، جلست مع أمي في باحة الدار، حملت لها علبة صغيرة زرعت في …

أنا الأشقر الجميل

منذ سنتين

109

0

ميسون السعدي*

يوم الجمعة، جلست مع أمي في باحة الدار، حملت لها علبة صغيرة زرعت فيها غرسة حبق صغيرة مثلي، قربتها من أنفها كي تشمها وتتفاجأ بهديتي، أبعدتها قليلا قائلة: جميلة رائحتها، لكنني أريد منك هدية أخرى.

انتفضت من حضنها، تهيأت لأحضرها

ما هي يا أمي؟!.

رشت رغيف الخبز بالزيت والسكر، سخنته على الموقد الصغير أمامها حتى تورد، ناولتني إياه، أريد منك أن تروي لي حكاية سعيدة.

استغربت كثيرا، لعلها نسيت أنها هي من يفعل، لم أجد ما أقول، لكنني أخبرتها بالتفصيل ما حصل معي منذ أيام قليلة.

تذكرين يوم رحت أنا وصديقي إلى المسبح الصغير، أقصد تلك البركة عند أطراف البلدة؟.

نعمالأسبوع الماضي.

بعد عودتي كنت غاضبا من شكلي، حتى أنني بكيت، بل انتحبت وشهقت، سحبت الطاولة الصغيرة تلك، انظري هناكقد كسرت زجاجها منذ أيام قليلة.

كسرت زجاجها الذي يبرق كمرآة !!!.

دعيني أخبركِ:

فردت كتبي عليها، نظرت إلى سطحها اللامع، رأيت شعري بنيا، خشنا منكوشا، لا يمكنني سدله على جبيني كما فعل صديقي عند خروجنا من الماء، وجهي شديد السمرة منمش، قبل أن أمسح دموعي وتخفت شهقاتي، نظرت إلى وجهي مرة أخرى، لم أصدقكان شعري ناعما ذهبيا يتطاير، وعيوني زرقاء صافية كلون البحر، فركت عيوني، ضغطت عليهما بشدة ..

مرة أخرى وجدت نفسي على الطاولة بهيئة مختلفة، ملابسي جميلة، أنتعل حذاءً ساقه عال من الجلد الأسود اللامع، نظرت ورائي رأيت أناذي الشعر الأشقر وأنا ذي الحذاء اللامع يتسامران ينتظران مني أن أنهي وظائفي، أمي لا تستغربي .. كما أقول لككنت سعيدا جميلا غنيا كما أشتهي .. لكن سعادتي لم تدم طويلا .. جارنا ناداني، أجبناه نحن الثلاثة معا، ركضنا إلى الباب كي نأخذ ما يحمل، عندها غضبت، لماذا يأخذون ما لي، رميت طاولتي، كسرت زجاجها، فاختفوا من حولي.

قصتك ليست سعيدة، كنت أظنك ستعتلي غيمة زرقاء تناديك، تأخذ معك بذور الورود الجميلة، تزرعها على سطحها، تنبت وترتفع ساقها بعد ثوان قليلة، تقطف أجملها ملوحا لي أن ألحقك دون تباطؤ.

أمي كنت سأفعل تماما، لكن نسيت أن أخبرك، عندما نادتني غيمتي حاول الأثنان أيضا الصعود إليها قبلي فامتنعت عن الذهاب، عندها خبأتهما في الزجاج المكسور، لكن لا تقولي أن حكايتي حزينة فقد جلست بعدها في حضنك، بدأت تمشطين شعري الخشن بأصابعك كماتفعلين الآن وتغنين حتى أصبح ناعما فغفوت.

*كاتبة من سوريا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود