168
0186
0121
0141
0337
080
040
020
046
0204
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
3108
02111
02057
01636
01436
12
شاهيناز العقباوي*
كل طفل يحمل في داخله الشخص الذي سيكون عليه في المستقبل، هذا هو المبدأ الذي قام عليه منهج مونتيسوري الذي يعتمد على فلسفة تربوية أرست دعائمه الدكتورة ماريا مونتيسوري، من خلال دراساتها وبحوثها وتطبيقاتها الميدانية، معتبرة أن العملية التربوية يجب أن تهتم بتنمية شخصية الطفل بصورة تكاملية في النواحي النفسية، والعقلية، والروحية، والجسدية والحركية.
قامت الطبيبة الإيطالية بتطوير نظام تعليمي يركز على الطفل نفسه، وليس طريقة التدريس.
تسعى من خلاله إلى النمو به والإرتقاء بقدراته الإبداعية ومساعدته على حل المشكلات التي تواجهه.
طورت ماريا هذا النظام في أوائل القرن العشرين، وابتكرت من خلاله بيئة تنموية خاصة مهمتها الرئيسية رؤية تكيف الأطفال الصغار مع المجتمع وتنمية مهاراتهم في الرعاية الذاتية، حيث حقق المنهج نجاحا تربويا وأدبيا وتعليميا على كافة المستويات، لاسيما لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التواصل، وقدرة مباشرة على سرعة التعلم والتجاوب.
يركز منهج منتسوري على الطفل نفسه، وعلى قدرته العقلية، أكثر من التركيز على التلقين.
حيث أنه ضد التعليم التقليدي الذي لا يراعي الفروقات الفردية التي تميز كل طفل عن الآخر.
تؤمن ماريا أن للطفل قوة مجهولة إذا وجهت بالطريقة الصحيحة في أول عامين من حياته، فمن المتوقع أن تقودنا هذه القوة إلى مستقبل زاهر وعالم أفضل، لذلك يجب أن يكون التعليم قادرًا على كشف القوى الداخلية للطفل، وهذا لا يمكن أن يكون عن طريق التعليم التقليدي الذي يعتمد على الكلام.
حصل المنهج على دعم العديد من المؤسسات الأدبية والتربوية كبيئة تعليمية مثالية من الطفولة المبكرة إلى الصفوف الإبتدائية، وتتبنى العديد من المدارس معظم المبادئ الأساسية له، من حيث يجب احترام الأطفال وقدراتهم لاسيما أنهم يمتلكون دوافع جوهرية أو طبيعية للتعلم، وتزداد إذا تم توفير الموارد والفرص المناسبة في الفصل الدراسي.
تعد السنوات الست الأولى من حياة الطفل هي الأهم والأكثر تكوينا، ويعتبر البالغون في الفصل الدراسي مجرد ميسرين ومراقبين لعملية التعلم فقط، يمتلك الأطفال القدرة على توجيه تعلمهم، ويتم التركيز على تنمية الطفولة المبكرة حيث أن عقول الأطفال تكون أكثر قابلية للتكيف لتعلم معلومات جديدة.
مما لا شك فيه أن هناك علاقة وثيقة تجمع بين أدب الطفل وخصائصه وأهدافه ومبادئ منهج المونتيسوري، حيث أن أدب الطفل هو نتاج أدبي روعي فيه العديد من الخصائص اللغوية والنفسية والعقلية التي تسعى إلى تنمية وتطوير الطفل، وتساعده على الإرتقاء بكل ميزاته وصفاته الفردية المميزة عن الآخرين، وهي بالتأكيد نفس الأهداف التي وضعها المنهج ويهتم بتطبيقها على الأطفال لتنمية مهاراتهم وتذكية صفاتهم.
والأدب يسعى دائمًا إلى الإستفادة من كل النظريات التي تساهم في الإرتقاء بالطفل، وتساعده على تحقيق أهدافه وتسعى إلى تطويره، بل وتهتم بدعمه بالمزيد من الصفات والخصائص التي يصعب عليه الوصول إليها بمفرده وعليه، يستفيد أدب الأطفال وكُتّابُهُ من المبادئ التي يهتم المنهج بالسير عليها، بل ويلتقي كلاهما في العديد من النقاط المشتركة.
لا يعلن أدب الطفل ومبدعوه مباشرة عن تأثرهم في كتابة قصصهم بمنهج أو نظرية ما، لكن يبدو ذلك جليا من خلال سرد القصة بكل تفاصيلها وأحداثها والتي تُظهر بكل تأكيد اتباع الكاتب كل بنود وتفاصيل المبادئ أو بعضها التي وضعها منهج المونتيسوري، فالهدف إلى جانب كونه تربوي هو أدبي تنموي، يهتم بالأساس بالطفل ويسعى إلى أن يصل به إلى أفضل مستوى أخلاقي وتربوي وتعليمي فى مختلف مراحل حياتة .
كاتبة _ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com
التعليقات