315
01126
0699
1669
0932
039
063
071
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11884
05554
05551
05164
04854
0عند الحديث عن اللغات علينا دومًا أن نتذكر العائلة التي تنتمي إليها اللغة، ورحلة التطور التي مرت بها، فكما أن لغتنا العربية تنتمي إلى عائلة اللغة السامية التي هي فرع من عائلة اللغات الإفريقية الآسيوية، وتنحدر منها اللغة العربية والعبرية والآرامية (السيريانية)، ولغات آخرى مثل: الآشورية، واللغة المالطية، واللغة الأمهرية (وهي من اللغات الإثيوبية)، واللغة التغرينية ، ولغة الماندنيك، واللغة التيجرية. فيما يخص لغتنا فقد نشأت أبجدية شبه الجزيرة العربية في الألفية الثانية قبل الميلاد، والتي كانت مزيجاً بين السامية الشمالية (الفينيقية والآرامية)، والسامية الجنوبية (المسند)، ثم تطورت ما بين القرن الثالث والسادس الميلادي إلى ما يُعرف (العربية النبطية)، وكان الإسلام عاملاً هامًا ورئيسًا في تطورها وازدهارها، مما يجعل نتذكر أن المملكة العربية السعودية حاليا تعد مهد الكتابة العربية.
كذلك هي اللغة الإنجليزية تنتمي لعائلة اللغة الهندية الأوروبية (Indo-European language family)، وتعد الجرمانية إحدى اللغات المنتمية إلى هذه العائلة، واللغة الألمانية، ولغة الفريزيان، واللغة الأيسلندية، وقد نشأت اللغة الإنجليزية وتطورت عبر عناصر لغوية متعددة مثل التجارة، والفتوحات، والاستعمار، والهجرة، والتفاعلات الثقافية الواردة القبائل الجرمانية، والفايكنج، والنورمان، واتخذت ثلاثة أنماط متطورة: اللغة الإنجليزية القديمة (450 – 1066) واللغة الإنجليزية الوسطى، واللغة الإنجليزية الحديثة.
ارتبطت اللغة الإنجليزية القديمة تحديدًا ارتباطًا وثيقًا بلغات الشعوب التي هاجرت إلى إنجلترا، مثل اللغات الفريزية القديمة والألمانية والهولندية (تسمى في بلجيكا الفلمنكية)، لذا فهي تعتبر إحدى اللغات الجرمانية، حيث انقسمت اللغة نفسها إلى ثلاث لهجات منفصلة ولكنها متميزة: لهجة كنتيش، ولهجة غرب سكسونية، واللهجة الأنجليكانية، وقد سادت اللهجة الغربية الساكسونية التي كانت لهجة حاكم انجلترا ألفريد العظيم، بل من المحتمل أن الغالبية العظمى من النصوص الإنجليزية القديمة التي بقيت من هذه الفترة كانت باللهجة الغربية الساكسونية، وقد تأثرت بالثقافة اللاتينية، والشريعة المسيحية، والغزو النورماندي؛ لذلك لم تكن اللغة الإنجليزية القديمة لغة متجانسة لإنحدارها من لغات ولهجات العديد من القبائل المختلفة، وكانت تكتب بالأحرف الرونية، وبالرغم من هذا النشوء والتطور المتعدد، فقد كان لها إنتاج أدبي تم عرضه أغلبه في المقالات السابقة في زاوية سيروتونين الأدب.
ومن الإنتاج الأدبي السائد لهذه الفترة، والمكتوب باللغة الإنجليزية القديمة: الشعر والنثر. تميّز الشعر الإنجليزي القديم بنوعين: شعر بطولي يصّور الفترة الجرمانية الوثنية من حيث الاحتفال بالمحارب والمغامر والفاتح، وقد حُفظ وانتقل بالمشافهة، إما الشعر الديني التاريخي امتزج بالشريعة المسيحية، واعتمد على الكتابة في حفظه وتوارثه، والسمة الرئيسية لمواضيعه الخير مقابل الشر، قوة المستضعف، الشجاعة، القوى العليا، وحتمية الموت، كما اعتمد الشعر الإنجليزي القديم بشكل كبير على ظاهرة الجناس الأدبي، والذي يعد المفتاح لفهم بنية القصيدة، تلك البنية التي تعتمد على تقسيم السطر إلى سطرين بإيقاع وقياس محدد بين تخفيف وثقيل على كلمات ومقاطع.
وعند الحديث عن الشعراء والكتّاب في أدب اللغة الإنجليزية القديمة، فيما يخص الشعر فإن أغلب القصائد المحفوظة لم تنسب إلى شاعر بعينه، وما تم حفظه من أسماء قليلة جدًا نبسطها في هذا المقال الأخير عن فترة ما بين (450 – 1066) في تاريخ الأدب الإنجليزي:
والذي تم الإشارة عنه في مقال بعنوان :(Caedmon)كيدمون
أقدم قصيدة مكتوبة باللغة الإنجليزية في مخطوطة جونيوس (Junius Manuscript)
سينولف أو كينولف (Cynwulf or Kynewulf) الذي ظهر اسمه في كتاب فرشيلي ( Vercelli Book) شاعر بدون تفاصيل عن سيرته الذاتية، وناظم قصيدتي: “أقدار الرسل” (The Fate of Apostles)، وقصيدة “ألين” (Elene)، وقصيدة القديس جوثلاك (St. Guthlac)، وقصائد عن المسيح عليه السلام ( The Christ) في كتاب إكستر (The Exeter Book)، تعكس قصائده عن خيال إبداعي قوي، وتعّمق جلي في العقيدة المسيحية، مع توظيف حاذق للرمزية التي تظهر أثر المسيحية على الثقافة الجرمانية،واتصالها الثقافي مع رومان واللاتينية عمومًا، والانجذاب إلى التيار العام لأفكار في أوروبا، وتمكّن في صناعة الشعر التقليدي باستخدام التشبيهات الكثيرة والحوار الدرامي.
فيما يخص النثر والكتابة والتأليف فقد تقلّدت السلطة الحاكمة مبدأ رفاهية الشعب الإنجليزي من خلال تزويدهم بالكتب والترجمات من الثقافات السائدة من الدول المجاورة وعلى رأسها اللاتينية، وتدوين التاريخ الإنجليزي وتسجيل أحداثه المهمة، لذا برزت بعض الأسماء التي كان لها دور هام في مجال الكتابة والنثر، من أهمهم:
١- بيدي (Bede)
عاش القديس بيدي الأنجلو سكسوني ما بين الفترة 673- 735 ، ويعد مؤرخ وكاتب التاريخ الكنسي للشعب الإنجليزي، والذي يعد وهو مصدر حيوي لتاريخ تحول القبائل الأنجلو ساكسونية إلى المسيحية، ويُنظر إليه أهم كاتب ومؤلف في العصور الوسطى، وتنقسم أعمال بيدي الكتابية إلى ثلاث مجموعات: التعليقات النحوية و “العلمية”، والتعليقات الكتابية والتاريخية، والسيرة الذاتية، كما تضمنت أعماله المبكرة أطروحات في التهجئة والترانيم، وأجزاء الكلام، والشعر والحكم.
كتب كتابه الأول عن التسلسل الزمني مع إرفاق تأريخ موجز بعنوان “في الأوقات” (De temporibus) ، ثم أكمله في كتاب آخر “حول حساب الوقت” (De temporum ratione)، وهدف الكتابين إلى حساب عيد الفصح (Easter)، ربما كان أول تعليق له في الكتاب المقدس هو ما ورد في سفر الرؤيا إلى يوحنا (the Revelation to John)؛ في هذا الكتاب والعديد من الأعمال المماثلة ، كان هدفه هو نقل وشرح المقاطع ذات الصلة من آباء الكنيسة، ووقع كتابه التاريخ الكنسي للشعب الإنجليزي”Ecclesiastical History of the English People” في خمس مجلدات، والذي سجل الأحداث في بريطانيا من غارات يوليوس قيصر (55-54 قبل الميلاد) إلى وصول القديس أوغسطين من كانتربري إلى كينت في عام (597 م)، وكان له ترجمة إنجيل القديس يوحنا ( A translation of the Gospel of St. John) وتميّز أسلوب بيدي التفسيري للكتاب المقدس بالمجازية والرمزية لتحقيق بعدًا أعمق في فهم المعاني، كما اعتمد على النقد، ومحاولة تبرير التناقضات،
٢- الملك ألفريد (King Alfred)
الذي يعد المؤسس الحقيقي للنثر الإنجليزي، والمحرك الرئيس للترجمة، حيث قام بتزويد شعبه بأهم كتب التاريخ الإنجليزي باللغة الإنجليزية، حيث بدأ بتعلم اللغة اللاتينية شابًا، وترجم العديد من الكتب بنفسه، وجعل آخرين يترجمون له، وقام بترجمة الكتب الدينية والتي كانت تعد أدلة إرشادية لرجال الدين، ثم ترجم للتاريخ لكي يعرف الناس عن ماضيهم، و يكون ذلك مصدرًا ملهما لتطوير الكتابة لديهم، ولعل من أبرز ما تُرجم في عصره:
مما ترّجمه الملك الفريد الكتب التالية:
(The Pastoral Care of St. Gregory I the Great, The Consolation of Philosophy of Boethius, The Soliloquies of St. Augustine of Hippo, and The first 50 Psalms.)
وكل هذه الكتب الأربعة كانت لأغراض دينية وتوعوية عن المسيحية للشعب الإنجليزي، وقد تنوع في أساليب الترجمة ما بين حرفية، وتوضيحية للرسالة المسيحية كما رآها المعلقون في العصور الوسطى، وإعادة جذرية بما يراه قساوسة عصره.
مما ترّجم في عهد الملك الفريد الكتب التالية:
كتاب بيدي( Ecclesiastical History of the English People” ( Bede “
كتاب القس الإسباني أوروسيوس Paulus Orosius’s Historiarum adversum paganos libri vii (Seven Books of History Against the Pagans) الذي أعطى خلاصة وافية للمعرفة التاريخية، ودحض فكرة ارتباط انهيار الإمبراطوريات بسبب اعتناق المسيحية.
حوارات The Dialogues of Gregory
من الإنتاج الأدبي بعض القصائد المتوفرة في كل من مخطوطتين:
The Vercelli Book and The Blickling Manuscript
٣- الراهب ألفريك (Aelfric)
من أغزر كتّاب القرن العاشر وبدايات القرن الحادي عشر الراهب ألفريك، حيث شملت كتاباته مواعظ دينية، أطروحات في الوقت والتاريخ، رسائل، والعديد من الترجمات، جاءت كتاباته واضحة وممتعة، مستخدمًا الأدوات البلاغية للأدب اللاتيني بشكل متكرر، لعباراته إيقاع وجناس يقلّد فيه الشعر القديم، وكتابه هو (Catholic Homilies, 2 vol., and the Lives of the Saints)
٤- القس ولفستان (Wulfstan)
كتب العديد من القوانين والمواعظ الدينية، الذي كانت خطبه للغة الإنجليزية نداءًحماسيًا من أجل الإصلاح الأخلاقي والسياسي، وله كتاب (Sermo Lupi ad Anglos” (Wulf’s Address to the English “
ويعد كل من ألفريك (Aelfric) و ولفستان (Wulfstan) من أشهر القرن العاشر، و يتمتعان بشعبية كبيرة.
٥- القس بيرتفرث (Byrhtferth of Ramsey)
كتب العديد من الكتب اللاتينية، وله كتاب تميّز بتعمّقه وتوسعه في التاريخ والتقويم الميلادي، ( The Enchiridion)
ترجمات مبكرة إلى اللغة الإنجليزية:
من أقدم الأعمال النثرية في القرن الخامس:
ترجمة قانون الملك إثيلبيرت الأول ملك كينت ( The law code of King Aethelbert I of Kent) عند وصول القديس أوغسطين من كانتربري إلى إنجلترا في 597 .
ترجمة قوانين ووصايا ومواثيق القس يتضمن كوثبرت (Cuthbert, a monk at Jarrow)، خلال القرن السابع والثامن.
من إنتاج منتصف القرن العاشر، والذي يعد إنتاجًا أدبيًا مميزًا في النثر، حيث ارتبط بالحركة الإصلاحية التي سعت إلى فرض النظام والانضباط على مؤسسة رهبانية كان يُعتقد أنها أصبحت متساهلة ( The Benedictine Reform):
ترجمة أحد قادة الإصلاح أيثيلولد (Aethelwold) قانون القديس بنديكت (Aethelwold).
ترجمة كتاب القصة الرومانسية اللاتينية (Apollonius of Tyre)
بهذه المقال نختم الحديث عن أدب اللغة الإنجليزية خلال القرون الوسطى (450 – 1066)، والتي أُنتج فيها العديد من الأعمال المجهولة المصدر، بعضها اتسمت بجودة عالية جدًا، و تمحورت المواضيع حول الوعظ الديني، وحياة القديسين، والحوارات، وترجمات الأناجيل والعديد من كتب العهد القديم، والنصوص والقواعد الرهبانية، وكتيبات التوبة، وبحلول نهاية هذه العصور، تم تأسيس اللغة الإنجليزية كلغة أدبية لا مثيل لها بين اللغات العامية الأوروبية.
مصادر المقال:
الموسوعة البريطانية (britannica)
كتاب تاريخ اللغة الانجليزية (A History of the English Language)
*فنانة تشكيلية و كاتبة سعودي
حساب فيس بوك – تويتر: Fatima Al-Sharif
التعليقات