18
041
0132
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11822
04784
04756
04676
04416
17
فيتشر/ خديجة إبراهيم
بين كيمائية الشعر وسينمائية المشهد ..فاح ورد الطائف في المنصات شعراَ ..حيث جادت قريحة الشعراء ..واصفة “الورد ” باللون والرائحة والجمال ولاح ً في الأغنيات طرباً التي شدا بها المطربون حيث استلهمت “الموروث ” ووظفت “التراث ” في سيمفونية تحولت الى حديث ذو شجون يرتبط بالمدينة وأهلها وحدث ذو متون يربط السائح بالأزمنة ويشد الزائر للأماكن
في الطائف المدينة الحالمة الواقعة على سفوح جبال الهدا والمطلة على تهامة الحجاز والواقعة في استراتيجية المكان بين الجنوب والغرب يأتي الورد كأصل للتاريخ وركن للجغرافيا ونبع للوصف ومنبع للتوصيف وأصلا للعطاء وشكلا للانتماء ..حيث تعددت الأوصاف والمقصود واحد وهو “الورد ” الذي ابدعت له نظم القوافي ..وشهدت له أنحاء الفيافي بالحضور الزاهي كحلة مستديمة لعروس المصائف .
يحتضن الطائف مئات المزارع والحقول والواحات المنتشرة على جنباته الخضراء ليأتي الورد عنواناً لكل الفصول وتفصيلاً لكل الأصول التي جعلته “بصمة للتأليف والألفة معاً في صفحات “الأدب “وجاء الشعر والطرب ليكوناً ضيفين على مائدته المجللة بأنفاس الأصالة والحضارة ونفائس الإبداع والإمتاع في أن واحد ..
يفوح الورد في أِشعار الكبار الذين رسموا “خارطة ” الإبداع بريشة الشعر ورائحة الورد ليأتي البوح مكللاً بالغزل تارة وبالجزل تارات أخرى ..
من على سفوح الهدا نظم طاهر زمخشري ..ببيتين من العيار الجميل النبيل
:أنت الربيع والورد في خديك ..أهدى عبيره للأقاحي
فيك مافيه من جمال و ورد .. زاده الحسن قوة الإفصاح
ونظم شاعر الحجاز الجهبذ حسين عرب ..قائلاً:
حبذا العيش بأكناف المصيف . . بين نفح الورد والجو اللطيف
ملعب للحسن يجلوه الهوى . . وظلال الدوح والغصن الوريف
– وبين ورد الهدا والشفا نظم الشاعر إبراهيم علاف..
وأنعم بجو الشفا وشقيقه .. هدا الورد كنا للوصول نغامر
– أما الشاعر أحمد بن إبراهيم غزاوي …فألبس الورد رداء العبق قائلاً:
واقبل رسالة شاعر .. كادت بأجنحة تطير
كالورد يعبق في الهدا .. في طلعة اليوم المطير
جاء الشاعر فاروق بنجر ليشكل الورد كلوحة تتباهي بها الطائف وتتماهى بها شجونه حيث شعر قائلاً:
وقف بالطائف المأنوس وقتاً .. نلملم فيه أطراف الشجون
يطيف بنا هديل الورد آنا .. ويفرع في ربا عنب وتين
-ويقول الشاعر عبدالكريم العبادي ..
إن شئت في قمم الشفا فرحيقها .. عسل جنته من الزهور الحورا
أو شئت في سفح الهدا متنفساً .. فلقد لقيت مع الورود زهورا
اما الشاعر عبدالله السفياني فقد استلهم الشعر من وحي الطبيعة حيث أنشد
على جبيني وفوق الجيد أنظمه .. عقداً من الورد يزهو في محيانا
ويرقص النحل في شوق وفي طرب .. بين الأزاهير يجني الذوب ألوانا
اما الطرب فكانت له قصص آخرى حيث تحول الورد الى صديق حميم للذاكرة حيث ظلت أغنية الراحل طارق عبدالحكيم الشهيرة ارثا من التعلق والتذوق باغنيته ” ياريم وادي ثقيف التي حملت معها عبق ورد هذا الوادي
وجاء الفنان الطائفي عبدالله مرشدي ليتغنى في الورد على طريقته عندما غنى
تحت ظل الورد ياما .. اجتمعنا في الهدا
ياما قضينا عصاري .. نمشي عا الهدا
بالله يا دول القماري…
وكتب الشاعر إبراهيم خفاجي بيتين شكلت عزفاً على وتر الشجون
ياجاني الورد من الطايف .. وبكفوف الصبايا
يا كاديانة في وادي .. وج وإلا في حوايا
وللوطن موعد مع الورد الذي جاء كبشرى تتراقص في متون الاحتفال حيث كتب الشاعر سعود بن عبدالله في أوبريت مولد أمة عام 1989م..بيتاً جميلاً حيث قال
غرد القمري وفي الطائف شدا.. والشفا تضحك لها وورود الهدا
وفي أوبريت التوحيد قال الأمير الشاعر خالد الفيصل ..أنا الطائف أنا ورد الهدا …
ويأتي هذا الترابط بين الأدب والورد الطائفي في متون الشعر وفنون الغناء حيث دأبت الطائف أن تعزف سنويا على وتر فصولها الأربع بسيمفونيات سياحية بدءا بسياحة الصيف وتاج عروس المصايف الذي لبسته من عشرات السنين ومروراً بسياحة جاذبة بفضل اجواءها وانتهاء باحتضان أرضها أجود أنواع الورد والمعروف بالورد الطائفي ..
حيث تختال الطائف كثيراً بوردها وألوانه ورائحته الساكنة في قلوب سواحها وزوارها ..وتتغنى بروائع الربيع والخريف والشتاء والصيف فلكل فصل قصته الخاصة المنبثقة من عبق مدينة تجمع الفصول الأربعة في بوتقة سياحية وإبداعية منفردة ..
ولديها مهرجان خاص للورود يقام في كل عام وبدأ من عام 1426هـ، حيث يوجد بالمحافظة اكثر من 860 مزرعة غالبيتها تتوزع على الهضاب والمرتفعات والتلال والسهول ويبلغ الإنتاج السنوي 500 مليون وردة، ويوجد بها اكثر من 36 معملا متخصصا لتقطير ماء الورد الطائفي الشهير .
التعليقات