338
0812
0265
0647
0112
018
041
0132
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11822
04785
04756
04676
04416
17الطائف_متابعات فرقد
فُجعت الأوساط الثقافية السعودية برحيل الأديب والشاعر والتربوي علي حسن العبادي، أحد مؤسسي نادي الطائف الأدبي، والذي تولى رئاسة النادي لأكثر من ثلاثين عامًا. وهو أحد أبرز شعراء الطائف وأدبائها والمعنيين بعلم العروض والتاريخ والأنساب.
فقد ولد العبادي في مكة المكرمة عام 1350 هجريًّا الموافق 1931 ميلاديًّا، وتلقى علومه بالمعهد العلمي السعودي فيها حيث نالشهادته العليا، والتحق للعمل بمجال التدريس وأمضى فيه أكثر من أربعين سنة، حيث عمل مدرسًا في المدرسة المحمدية بمكةالمكرمة، ثم انتقل إلى الخرمة وأسس مدرستها الأولى وتولى إدارتها، ثم عمل مديرًا لمدرسة الملك عبد العزيز بالطائف.
نشر بعض من أشعاره في المجلة العربية وجريدة المدينة، وكتب عمود (للبناء فقط) في جريدة الندوة وقد تولى الإشراف علىصفحة (ندوة الأدب) بها في ثمانينات القرن العشرين،
مؤلفاته:
– نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب.
– المحفوظات والأناشيد لبعض السنوات الدراسية.
– ما هكذا يكتب الشعر (جزءان). استدراكات وتصويبات لغوية وعروضيَّة في بعض قصائد الشعراء.
حصل على درع إمارة مدينة الطائف، والميدالية الذهبية من هيئة التدريس بمدرسة الملك عبد العزيز بالطائف.
وببالغ الحزن والأسى ذكر رئيس نادي الطائف الأستاذ عطاالله الجعيد في كلمته: رحم الله الفقيد الأديب والمربي الفاضل الأستاذ علي العبادي وعظم الله الأجر لأهله وذويه ومحبيه.
لا يمكن أن ننسى ما قدمه هذا الأديب الكبير للثقافة والتعليم بالطائف كونه أحد مؤسسي نادي الطائف الأدبي ورئيسه لمدة ثلاثين عامًا وأحد أساتذة اللغة وعلم العروض الذي يرجع إليه في هذا المجال من الشعراء والمتخصصين ولا زالت مقالاته التي كان يكتبها بعنوان (ما هكذا يكتب الشعر) على مدى سنوات شاهدة على تميزه والتي كان يقوم بتصحيح وتعديل ما يقع فيه بعض الشعراء في كتابة قصائدهم، وجمعت في كتاب من جزءين طبعها النادي الأدبي بالطائف.
أضف إلى ذلك دوره في مجال التعليم فهو يعتبر رائدا من الرواد في التعليم بالطائف على مدى٤٢ عامًا ساهم في تدريس عدد من الأمراء وأصحاب المعالي وغيرهم وكان له أثر واضح في تعليم النشء والأخذ بأيديهم ودعمهم لتحقيق طموحاتهم وآمالهم.
ونحن في النادي الأدبي قبل سنوات ساهمنا في تكريمه رحمه الله في حفل بهيج حضره عدد كبير من أعضاء النادي القدامى ومحبيه وعدد كبير من شباب وشابات الطائف وتدشين الطبعة الثانية من كتاب (نظرات في الأدب والتاريخ والأنساب وقصائد ومقتطفات من شعر الأستاذ علي العبادي) ومنحه العضوية الشرفية للنادي عرفانا بالدور الكبير الذي قدمه للنادي وللحركة الثقافية والأدبية بالطائف.
كما قال الدكتور أحمد الهلالي رئيس مجلة فرقد الإبداعية بحزن بالغ في ذكرى الفقيد بقوله:
الأستاذ علي العبادي ـ يرحمه الله ـ منذ قادتني الخطى للطائف عام 1423هـ، كان أدبي الطائف أول محطة أبحث عنها، وكان رئيسه العبادي أول شخصية ألتقيها فيه، ولا أنسى تلك الليلة التي سلمت عليه لأول مرة، كان مكتبه في الدور الأرضي، مكتظ بالكتب، على الرفوف المحيطة به من جميع الجهات، وعلى طاولة المكتب أرتال من الكتب، و كان الدكتور زيد الفضيل جالسًا معه في المكتب، وهو من خلصائه، سلمت عليهما وعرفتهما بنفسي، وأبديت رغبتي في ارتياد النادي، فتلقاني بالترحاب وابتسامته المشرقة، وعرفني على مرافق النادي، ثم أهداني كتابه: (ما هكذا يكتب الشعر)، ونبّه إلى أهمية قراءته، وزاد عليه بمجموعة من إصدارات النادي، ثم دعاني إلى حضور الفعاليات.
بعد أسبوع حضرت قبل الأمسية ومررت بمكتبه، فناولته قصيدة لي، قرأها وحين وصل المنتصف تقريبًا، رفع نظره إلي مبتسمًا ثم أكمل، وقال: هذه القصيدة لك؟ قلت: نعم، فأثنى وقال استمر في كتابة الشعر، وأردف بكلام تحفيزي أعتز به، ملأني طاقة حينذاك، وظللت ملتزمًا بحضور مناشط النادي.
قبل أزمة كورونا سعدنا في أدبي الطائف بالاحتفاء بالفقيد ـ يرحمه الله ـ وتدشين كتابه في فندق إنتركونتنينتال الطائف في شوال 1440هـ، بحضور معالي محافظ الطائف آنذاك الأستاذ سعد الميموني وجمع غفير من المثقفين والمثقفات من داخلالمحافظة وخارجها، وكانت سعادته غامرة جدًا في تلك الليلة، وكنت أرجو أن يكرم في سوق عكاظ، وسبق أن طرحت اسمه في مهرجان الجنادرية حين شاركت في لجنة المشورة التي تسبق المهرجان، لكن لم يحصل ذلك لكثرة الأسماء التي طرحت، وأحمدالله كثيرا أن وفق أدبي الطائف ليقوم بدوره في تكريم هذا الرمز الثقافي السعودي، سائلا الله له الرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وذكر الأديب والكاتب عبده الأسمري متأثرًا بخبر وفاته بقوله:
الأستاذ القدير علي العبادي رحمه الله من أركان الحركة الأدبية في الحجاز وأهم أعمدة الضياء في دروب التعليم
فقد عاش مؤسساً للتعليم والثقافة مؤنساً للعلم والأدب معتقاً بأصول الدوافع متشرباً من فصول المنافع فظل عقوداً يرسم مشاهد العطاء في ميادين الشعر وفي مضامين التأليف.
عرفه الجميع بمبادراته وسيذكره الكل بخبراته وستظل تلك الشموع التي أضاءها بنور النجاح وأشعلها بوقود الكفاح مضيئة ومشعة في كل المواقع التي عمل بها لتعكس البصمات الجلية التي أبقاها
كان من المؤسسين لنادي الطائف الادبي والذي أمضى فيها ثلاثون عامًا وهو يرسم خرائط الإبداع ويؤسس مناهج الإمتاع وهو أيضاً من المؤثرين في مسيرة التعليم العام بمكة المكرمة طوال أربعة عقود.
عزاؤنا لأسرته ولكل محبيه وتلامذته وزملاءه وأصدقاءه وللأوساط الأدبية والتربوية في رحيل هذا الجهبذ ونسأل الله له الرحمة والغفران وأن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
وشاركنا مشاعر الفقد الأستاذ عائض الثبيتي بقوله:
لقد فقَدَت الساحةُ الأدبيةُ والتعليمةُ أباً مربياً وأديباً بارعاً تكن له القلوب كل الحب والإجلال والتقدير فقد كان بمثابة المدرسة العليا لكل من رجع إليه من أجل الأستفادة من خبرته الواسعة ورأيه السديد في مجال الأدب والشعر حيثُ امضى فترةً طويلة في رئاسة نادي الطائف الأدبي اتسمت بوافر العطاء يقابلها وافر الثناء، بالإضافة إلى المجال التعليمي الذي لا تُغفله الذاكرة، أذكر أنني في بداية مشواري الشعري عرضتُ عليه مجموعة من قصائدي وحظيتُ منه بالتوجيه والتشجيع والتبنّي الأدبي الذي أعتز به ما حييت، وقد أتيحت لي الفرصة بالمشاركة بقصيدة شعرية في حفل تكريمه في تلك المبادرة الكريمة من نادي الطائف الأدبي برئاسة الأستاذ عطا الله الجعيد حفظه الله.
رحم الله الفقيد الفاضل والمربي والأديب الذي لا ينمحي اسمه من صفحات التاريخ ومخازن القلوب الأستاذ علي العبادي وجمعنا به في مستقر رحمته ودار غفرانه،
إنا لله وإنا إليه راجعون.
هذا ويتقدم جميع منسوبي نادي الطائف الأدبي وجماعة فرقد الإبداعية وأسرة تحرير مجلتها بخالص التعازي والمواساة لذوي الفقيد وللوسط الثقافي في وفاة الأديب والمربي الفاضل الأستاذ علي حسن العبّادي، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته وأسكنه فسيح جناته وجبر مصاب أهله وذويه ومحبيه وألهمهم الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
التعليقات