حصة مطر الغامدي*

إن نقدّ أي عمل هو ليس مجرد استحسان أو استهجان أنها محاولة حثيثة لخلق وإبداع وتفرد للعمل، والتخلص من نواقصه، أسئلة كثيرة تنساق حول نقد أدب الطفل ومنها:

-هل دُور النشر العربية لها نقاد متخصصين بشكل دقيق لمجال الطفولة المبكرة؟

-ماهي معايير أدب الطفل؟

-هل هناك دورات تدريبية لكتاب أدب الطفل؟

-الرسومات المقدمة لأدب الطفل ماهي نوعيتها ومناسبتها وخصائصها؟

-‏كُل هذه الأسئلة نافذة عميقة تسلط الضوء على أهمية نقد أدب الطفل وربطها بالخصائص النفسية واللغوية والاجتماعية والثقافية.

-‏المتمرس بحقل الطفولة والدارج بين أحضانها إلا ما يجد أدب موجه للطفل غير مكتمل وأكبر إشكالية لتمحور أدب الطفل او غيابه او جودة البناء داخله تكمن في عدة أمور منها ” اختلاف المفاهيم، لا يتناسب مع خصائص المرحلة، غياب الرؤية، ركاكة النصَّ، الاستخفاف بالطفل سواء من ناحية الفكرة أو ومن حيث الرسومات المعروضة، قد يكون الهدف من القصة غير واضح، قلة دور النشر المتخصصة للطفل، غياب الناقد الحقيقي”.

-‏وهنا وقفة تفحصيه نقدية من الملام على ذلك قدّ لا نلقي اللوم بشكل دائم على المؤلف بل أن اللوم الأعظم يقع على دار النشر التي قدمت النص دون تمحيص أو تدقيق على أيدي مختصين بالطفولة المبكرة.

-أما ما يحتاج إليه النص المقدم للطفل من جهة النقد والتمحيص فذلك يطال (بناء شخصيات النص، تماسك النص وترابطه، اختيار موضع الكلمات، الرسومات وملائمتها للنص، الوقفات وتوظيفها داخل النص)، كما إن الأدب الموجه للطفل ليس المغزى الدائم منه منصب نحو التعليم والتربية بل هو حالة جمالية مشاعرية أدبية تتسم بالرشاقة المغموسة بالمغامرة الممتعة كما أننا كبالغين علينَّا ان نحترم هذا الفن ونعتبره فلسفة مقدمة للطفل تحوي الثقافة والعلم والجمال.

-وهناك أسئلة متواترة قدّ لا تتعلق بالنص بذاته ولكنها تتعلق بفكرة أدب الطفل بالإجمال ومنها:

-‏لماذا هناك عزوف عن أدب الطفل من ” الأدباء، رواد الثقافة، الأكاديميين”؟

-‏متى نتخلص من تلك النظرة الدونية المتعلقة بأدب الطفل؟ ” باعتبار أن أدب الطفل اتجاه للطفل واعتباره صغير في كل شيء؟

-‏ماذا عن التنافس بوجود قصص للطفل بنفس الفكرة؟ دون تخطيط؟

-‏لذلك ليس المهم من وجود كُتاب لأدب الطفل بقدر أهمية وجود محررين مهنيين مؤهلين لنقد الأدب الموجه للطفل.

-‏ماذا عن النصّ:

-‏وضوح الفكرة ومناسبتها للطفل وعمره.

-‏التدقيق بالمفردة وعدد حروفها بما يناسب عمر الطفل.

-‏مناسبة النص لقدرات الطفل العقلية.

-‏الاهتمام بأدب الخيال العلمي القائم على الحقائق وعدم قلبها مع ضرورة احترام فكر الطفل.

-البعد عن الأدب الديني المتطرف.

-‏النهايات تميل إلى البهجة بخلاف وسط الحبكة، كون الطفل بحاجة الى أن يثق بتفاؤل محظ اتجاه بالمستقبل.

-‏الرسومات ماذا عنها؟

-‏منطقية الرسم بما يتناسب مع الحدث.

-‏البعد عن التناقض في الرسومات.

-‏استبعاد التفاصيل التي ليس لها علاقة.

-‏الاهتمام بالألوان وجاذبيتها وعدم تنافرها.

*كاتبة سعودية
@hsmtaaw