الأكثر مشاهدة

عادل عباس* ألِفَ البُعـــــادَ وشطَّ في شكــــواهُ ماكانَ عن وجـــــعِ الهـــوى …

إطلالة النور

منذ 3 سنوات

439

2

عادل عباس*

ألِفَ البُعـــــادَ وشطَّ في شكــــواهُ

ماكانَ عن وجـــــعِ الهـــوى أغنــاهُ!

 

من أيــن لي قلبٌ ينــاسبُـهُ النــوى؟

أوَّاهُ مـــن جمـــــرِ النــــــــوى أوَّاهُ!

 

خبِّـــرْ سعــــــادَ بأنَّ كعبـــــاً زارني

وتــوهجـتْ في خلـــوتي عينـــــاهُ

 

مـــازالَ ينشــــدُ بـــردةً عذريـــــــةً

وتضـــجُّ بين جـــوانحي أصـــــدَاهُ

 

(بانتْ سعـــــادُ) وبنتُ عيني توَّهَتْ

عيني، فتهتُ كمـــن بها قــد تاهــوا

 

أنا من أنا؟ وضـــاحُ أم صندوقُـــهُ ؟

أم حســـنُ وضـــاحِ الذي أغـــــواهُ؟ُ

 

أم حظُّهُ المنحوسُ في صندوقِهِ الـ

ــكانَ الرشيـــدُ بجوفِـــــهِ أخفــــاهُ؟

 

مـــازلتُ أســـألُني وأجهـــلُ من أنــا

وإجــــــابتي وتســــاؤلي أشبــــــاهُ

 

أبكي وأضحـــكُ، بل أهُــمُّ وأرعـوي

أهــــذي وتُنكِـــــرُ صمتيَ الأفــــواهُ

 

والكلُّ حــــولي تائهــــونَ وكلُّـهْــــمْ

يبــكي بـــلا سببٍ على ليـــــــــــلاهُ

 

والشــــوقُ من جنباتِ روحي عــابرٌ

يرنـــو اشتعــالي فاغــــراً لي فـــــاهُ

 

وأنا أمـــــوسقُ بردتي في أحمــــــدٍ

وبكــــلِّ جهــــــدي مــابلغتُ مَــــداهُ

 

مـــــاذا عســـاني قد أزيــدُ بمدحِـــهِ

وعليــهِ في الملكوتِ صلى اللـــــهُ؟!

 

بل كيــفَ أمضي في تكلفِ وصفِـــهِ

والمبـــــدعُ الخـــــلاقُ قـــد زكـــاهُ؟

 

في الأرضِ أحمـدُ في السماءِ محمدٌ

سبحــانَ من في الذكــرِ قد سَمَّـــاهُ!

 

ياخيـــرَ من سعــدتْ بمقدمِــهِ الدُّنَـا

وأنـــارَ ليــــــلَ التائهيـــــنَ سنــــــاهُ

 

لا دربَ يُـوصِـــلُ للسعـــادةِ ظاعنــاً

إلَّا وأنتَ دليــلُـــــــــهُ وحُـــــــــــدَاهُ

 

رَغِمَتْ أنـــوفُ الزيفِ منــذُ وسمتًهـا

للحــــــقِّ دانتْ أنـــفـسٌ وجِبَــــــــاهُ

 

من مثـــلُ أحمـــــدَ ظللتْـهُ غمامــــةٌ

وإليـــهِ حَـنَّ الجــذعُ حيـــن سَبـاهُ؟

 

دانتْ عـــروشُ العالميــــــنَ لنــــورِهِ

والعالَـــــمُ المخـــدوعُ قـــادَ خُطَــاهُ

 

وتزلزلَ الجبــــروتُ في عينيـــهِ لـم

يغريــــهِ قيصـــــــرُهُ ولا كســـــــرَاهُ

 

ذاكَ اليتيـــمُ المُعـــدَمُ الفــــردُ الـذي

دونَ الأنــــامِ اختــــــــارَهُ مــــــولاهُ

 

قد قــــامَ للديــنِ الحنيـــفِ مبلغــــاً

حتى مـــلا هــــــذا الوجـــودَ هُـدَاهُ

 

لم يُثنــــهِ عن عزمِــــــــهِ أعـــــداؤهُ

أو فقــــرُهُ في قومِـــــــــهِ أغنَـــــاهُ

 

فإذا ربـــوعُ الكـــونِ تلهـــجُ باسمِــهِ

والأفــــــــقُ قد أدناهُ من أقصـــــاهُ

 

صــــوتُ الأذانِ يــــرنُّ في جنباتِـــهِ

والأرضُ تهتــــفُ كلُّهــــــا : رَبَّـــــــاهُ

 

وخُرافـــةُ الأصنـــامِ خابَ نصيرُهــا

والشـــركُ خــــابَ وأُبطِلَتْ دعــــواهُ

 

وتزينتْ بطحـــــاءُ مكــــــةَ وانحنتْ

للـــــهِ فيهـــا بالصـــــلاةِ جِبَــــــــــاهُ

 

ومدينـــةُ النــــورِ احتفتَ بقدومِـــهِ

وتهيَّــأتً شـــوقـــاً إلى لُقيــــــــــــاهُ

 

وتطلـــــــــعَ الأنصـــــــارُ كلٌّ يرتجي

لــــو أنَّــــــــــهُ في بيتــــــــــــهِ آواهُ

 

لكنًّـــــهُ قد جــــــاءَ ينشئُ دولـــــــةً

للحـــــقِّ، سخرَ في البنـــــاءِ قِــــوَاهُ

 

فبنى بإخـــــلاصٍ وبلَّـــــغَ ناصحــــاً

ياسُعــــدَ مـــن دونِ الــــــورى وَالَاهُ

 

يـــاربِّ صَـــلِّ عليــــهِ مـاغيثٌ هَمَى

أو لاحَ بـــــرقٌ واستمَـــــرَّ ضيــــــاهُ

 

*شاعر من السعودية

التعليقات

  1. يقول عادل عباس:

    شكراً مجلة فرقد لهذه اللفتة الكريمة بنشر قصيدتي إطلالة النور
    شكراً للقائمين على هذه المجلة الرائعة فردا فردا كلٍ بإسمه وصفته
    شكراً للأخت الفاضلة هدى الشهري وجودها الجبارة الظاهرة للعيان للرقي بالمجلة

  2. يقول يحيى عواجي:

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ماغفل عن ذكره الغافلون
    شكرًا لك أنت ايها المبدع عادل عباس وشكرًا لمجلة فرقد ولكل القائمين عليها ان اتحفونا بهذه الخريدة الفريدة في ذكر النور وفضله الذي يعجز الكون عن إحصائه وبلوغ مداه او ادراك كنهه.
    “إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود