703
1271
0358
2523
0578
029
0122
051
049
099
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11820
04751
04746
04593
04414
17شاهيناز العقباوى*
يعتبر عنصر الخيال أحد أهم مقومات قصص الأطفال، إذا لم يكن هو الأساس الذى تقوم عليه القصة بأكملها ذلك إلى جانب العناصر الأخرى، حيث إن الطفل عبر مراحل عمره المختلفة بتميز بخياله الواسع الخصب المليء بالأفكار والأحداث اللا محدودة وغير المتناهية، هذا ما يوصف به خيال الطفل، لكن الأمر مختلف تماما بالنسبة لقصص الأطفال فعلى الرغم من كونها قائمة على الخيال وتشبع احتياجاتهم وتجذبهم لمحتوى القصة، في الوقت نفسه هناك عدد من القواعد والقيود التي يلتزم بها المبدع عند تعامله مع هذا العنصر الشيق الحيوي حيث لا يستطيع أن يطلق لخياله العنان بل هو ملتزم بعدد من الحدود والقوانين العامة والخاصة وفقا لكل مجتمع .
لا توجد قواعد موثقة حول ما هو مسموح ومتاح ومحدد فيما يخص عنصر الخيال في قصص الأطفال، لكن من الضروري أن يكون مقبولا لحد كبير ويخاطب العقل ولا يتجاوز حدود الدين والأخلاق، هذا فضلا عن أهمية توظيفه لخدمة العمل حتى لا يكون مجرد موقف خيالي أو حدث لاستكمال شروط نجاح القصة فكلما كان الخيال موظفا لخدمة الحدث والارتقاء بمستوى القصة، يلعب ذلك دورا كبيرا في إنجاح العمل بل ووصوله لمستوى محمود من حيث الاهتمام بين الفئة المخاطبة من الأطفال بمختلف مراحل عمرهم.
حيث إن لكل فئة عمرية من الأطفال التي تخاطبهم القصة شكلا وصيغة خيالية مختلفة عن الأخرى لاسيما أنه كلما نما عقل الطفل أصبح أكثر إدراكا وتوظيفا للخيال المطروح والمتناول في القصة، حيث إن خيال الطفل في مراحل عمره الأولى يتميز بالتنوع والبحث عن كل شيء غريب ومختلف، وطبقا لخبراء علم النفس فكلما كان الطفل جامح الخيال أصبح أكثر إبداعا، وعليه يتطور الخيال ويرتقى مع المراحل العمرية المختلفة والتي يدركها أدب الطفل عند مخاطبته الفئات المتنوعة ذلك لأن الخيال في بدايته يكون بسيطا ثم يبدو أكثر تركيبا بحيث يلائم الرقى الفكري للطفل في كل مراحله.
وكلما كان الخيال المطروح راقيًا وموظفًا بحيث يتم الاستعانة به لتدعيم الهدف الأساسي للقصة سواء للتنمية الأخلاقية أم لتحقيق خدمات تعليمية أم دينية أم تاريخية وحتى أدب الخيال العلمي، كل هذه الفئات المختلفة لا تستغنى عن الخيال فى طرحها ولكن كلا على حدة فهناك قصص قائمة في الأساس على الخيال، وأخرى تعتمد في تزكية خيال الطفل من حيث تركيزها على العمارة أو الملابس وحتى أشكال أبطال القصة فحقيقة الأمر أن أدب الطفل قائم برمته على الخيال في مختلف عناصره، لأنه يعتبر العصا السحرية التي يتعمد عليها المبدع فى جذب انتباه الطفل، وتنمية الكثير من قدراته وتوصيل رسالته.
الخيال وأدب الطفل يسيران جنبا إلى جنب منذ فجر التاريخ، بداية من القصص الشفاهية بأنواعها المختلفة والتي كانت قائمة بشكل كلى على عنصر الخيال، والراوي يحاول بكل الوسائل الممكنة ليدعمه لدى المستمع والمتابع، وصولا إلى القصص المقروءة التي بدأت تصنف وتطرح أنواعا مختلفة من الخيال التي يعتمد عليه أدب الطفل، ومؤخرا وفى عصر الرقمية ارتدى الخيال حللا مختلفة وأصبح أكثر تجديدا ومحاكاه، وأزداد تطورا.
هو ذلك العالم الخفي لأدب الطفل، كما أنه الطريقة التي لا تخطئ أبدا في توصيل الرسالة التي يسعى إليها المبدع بكل بساطة وسهولة، هذا فضلا عن قدرته على تدعيم وتزكية وتطوير قدرات الأطفال الإبداعية، وتطويرها وتوجيهها نحو الأفضل والأجمل والأكمل، والوصول بها إلى أعلى درجات السمو الأخلاقي والمعرفي والإدراكي.
كاتبة _ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com
التعليقات