534
029
0122
051
049
099
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11820
04751
04745
04593
04414
17
هناك أعمال كثيرة لا تكلفنا كثيراً من الوقت أو الجهد، ويكون أثرها في النفس عظيماً وإيجابياً ودافعاً مهمّاً لمواصلة البذل والعطاء وبث السعادة بين جوانح الآخرين.
من يساعد الآخرين بدافع من إيمانه الحقيقي بالإنسانية الحقة فحتماً سيكون من أنبل النَّاس وأكثرهم سعادة ونقاءً!
عندما يكون الدافع حقيقياً إلى فعل الخير فقط من أجل الإنسانية، وشيء داخلي يحثه على هذا العمل؛ هنا يرتقي الفعل والعمل إلى الطهر والنقاء.
أما إذا كان هذا الفعل بدافع ما من أجل إرضاء نهم الإنسان في حبِّه للسيادة أو تصدر المشهد العام؛ وهنا تجد حرصه الكبير على توثيق اللحظة عبر الفلاشات التي تشي بالوحشية الرابضة داخل هذا الإنسان وحوّلته إلى إنسان انتهازيٍّ وماديٍّ لا يفعل الخير للآخرين إلا طمعاً بثمرة أخرى، ويتعمد استعراض فعله وإشهاره على الملأ لإرضاء غروره المقرف، فهذا أبعد ما يكون من الإنسانية.
فرق كبير بين هذا وذاك؛ من يعمل الخير من أجل إسعاد الآخرين فقط، ويحرص كل الحرص على عدم إظهاره، ويشعر بلذة السعادة في أعماق قلبه، وتزداد السعادة كلما كان الفعل بعيداً عن عيون الآخرين وفلاشات الكاميرات، حقا هذا الفاعل هو المؤمن بحق الإنسانية، وهو إنسان بكل ما لهذه الكلمة من عمق في المعنى.
وهنا يعتز الإنسان بذاته الباحثة عن الخير والسعادة.
أما النقيض الآخر الذي يفعل الخير لجذب إعجاب الآخرين، ولكي يكبر في عيونهم فلن تستمر سعادته بهذه اللذة المؤقتة، وستختفي قريباً، لأن السعادة لم تنبع من داخله فتضيء روحه وقلبه وتجعله أكثر نقاءً وطهراً!
من الغباء أن يضيع الإنسان كل أفعاله تحت وطأة أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع، وكل ذلك من أجل مدح الآخرين له، لأنه مهما فعل ستكون سعادته مؤقتة وعديمة الفائدة، ولن تزيده إلا طمعاً وقبحاً!
*كاتب من السعودية
التعليقات