مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

يختلفُ النَّاس عن بعضهم البعض من خلال طبائعهم المختلفة، ورغباتهم، فكل له سجايا و …

طبائع النَّاس المختلفة

منذ سنتين

343

0

يختلفُ النَّاس عن بعضهم البعض من خلال طبائعهم المختلفة، ورغباتهم، فكل له سجايا ورغاب مختلفة عما لدى الآخرين.

هذا الاختلاف أمر طبيعي بين البشر، لكن الذي تستغربه ويستدعي دهشتك وحيرتك من بعض النَّاس، أنك تجده لا يؤمن بهذا الاختلاف، وإنما يرى أن على الجميع أن يكونوا في مثل طباعه ولهم الرغبات نفسها! هذه الشخصية التي لا ترى إلا رغباتها وطبائعها تكون إقصائية، وتسعى جاهدة إلى أن تحارب كل من لا ينتمي إليها ولا يتوافق معها.
شخصية تظل تطارد المختلفين معها من خلال التقريع بالانتقادات وكيل الشتائم لمن لا يحمل تلك الطبائع، بل وتجريمه.
يقلل من مكانتهم، في كل نادٍ، ويصادر حريتهم.
والأعجب من ذلك أن صاحب هذه الشخصية لا يرضى أن يقترب أحد من انتقاد طبائعه أو تبيين سلبياته، مهما كانت وأياً كان المنتقد.
لا يقبل المساس بطبائعه ورغباته، ويلهث خلف الآخرين بانتقادهم والسخرية من طباعهم.
ما الذي يجعل الإنسان يشغل نفسه بالآخرين ولا يؤمن بالاختلاف؟

هل هي الأنانية؟ لقد جعلته هذه الأنانية المفرطة لا يرى غيره، ويوجب على الذين يعرفهم أن يكونوا مثله برغباتهم. يحاول أن يسحب الجميع معه، سواء من خلال الترغيب، أم بمهاجمتهم بكل ما أوتي من قوة، حتى يصبحوا مثله وبخصائصه ذاتها.

الاختلاف من طبيعة الحياة، ومن المستحيل أن يصبح جميع البشر على سواء في رغباتهم وأحلامهم وطبائعهم. كل إنسان تتشكل شخصيته بحسب بيئته وثقافته وفكره، ومنها تنشأ طبائعه، وربما تتغير طبائعه مع كل مرحلة من حياته، فلا يوجد ثبات في ما يخص شخصية الإنسان، فكل شيء على وجه هذه الأرض يتغير كل حين ولا يثبت… فلماذا كل هذه الحرب مع من اختلف معك؟

يجب أن يمضي الجميع دون الالتفات إلى الآخرين، فكل إنسان مسؤول عن السبيل التي يسلكها، وعن خياراته، وعن مصيره.

*كاتب من السعودية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود