18
041
0132
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11822
04785
04756
04676
04416
17يقول المتنبي:
ذو العَـقـلِ يشـقى في الـنَّعـيمِ بِعـقـلِـهِ
وأخـو الـجَـهـالةِ في الـشَّـقـاوةِ يَـنْعَـمُ
لا أعلم؛ هل الخيال والتفكير نعمة أم نقمة؟
أجنحُ في أحايين كثيرة إلى خيال سافر يهتك كثيراً من المسلمات، ويحرّض تفكيري على الغوص في أعماقها، محاولاً إيجاد الإجابات على الأسئلة التي يكون معظمها محملاً بغبار الشتات، ومن هذه الأسئلة التي تتردد عليَّ دائماً: هل هناك زمن آخر غير الذي نعيشه؟
إلى أين يركض بنا الزمن؟
هل هناك أسرار تختبئ خلف «عجلة الزمن»؟
منذ نشأة الإنسان يجري الزمن بلا توقف، وتتعاقب الفصول، ويمضي النهار ويعقبه الليل، وننمو في الحياة، وهذا يدل على أن الزمن يسير دائماً إلى الأمام.
لا تتوقف ساعاته على رغم تعاقب الأجيال والخليقة، وتبدل الأحوال والأمكنة، إلا أنه هو الثابت دائماً الذي لا يتغير.
كل ما حولنا من أسرار كونية وآيات لم يكتشف منها الإنسان إلا النزر اليسير، ربما هناك أمور فوق قدرة التفكير، وحتى لو طرقها عقل الإنسان فإنها تظل فوق التصور، وحتى لو صل إليها من طريق الخيال، وجمح بخياله متجاوزاً الحدود البعيدة فسيخرج نفسه منها، وكأنه وقع في جنون وهلوسة قد تقوده إلى قلق فكري لا يستطيع الخروج منه، إلا بعد مراجعة المختصين النفسيين.
استخدام الخيال يجعل العقل يحلق بالتفكير عالياً، وينطلق إلى آفاق رحبة وأماكن لم يصل إليها من قبل.
من المهم جداً، كي لا يدخل الإنسان في متاهات، أن يتسلح بالعلم في جميع المجالات، قبل أن يشغله التفكير ويجعله غريباً بأفكاره وتصوراته.
أعترفُ بأنني لم أطَّلع كثيراً على كلام العلماء عن الزمن، وربما كان الذي وقف حائلاً أمامي هو النظريات العلمية، واختلاف علماء الفيزياء والكون والمصطلحات، التي تجعلك تبحث عن معانيها وتأخذ منك الوقت الكثير.
أتساءل وكلي حيرة: مَن يستطيع أن يوقف عقل الإنسان عن التفكير في أشياء خارجة عن نطاق التصور، ولا يمكن الوصول إليها إلا بمساعدة الخيال؟
أرى أهمية التفكير الكبرى في حياة البشر، ولا بد أن تنمّى هذه المهارة وتزرع في النشءِ منذ الصغر، ليُخلق معه البحث من صغره، فيسأل، ويناقش، وأجزم بأن مدارك التفكير فيه ستكبر، وسوف تتنامى الأسئلة والإجابات حتى يصل إلى مكان يجعله يقدم اختراعاً أو فكرة تمهد لخدمة المجتمعات.
كذلك يجب اقتران التفكير بالعقلانية، وألّا يكابر الإنسان ويراهن على فكرته، إذا لم يجد لها أي صحة بعد التفكير العميق والبحث والاستقراء، ومن المهم أن يتراجع ويبدأ من جديد.
نحن في كون مليءٍ بالأسرارِ، وكل ما يحيط بنا يدعونا إلى التفكر والتدبر والتأمل.
*كاتب من السعودية
التعليقات