246
0372
0449
0633
1264
0107
046
046
096
059
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11817
04749
04730
04540
04410
17
يسمو المرء بحسن أخلاقه، وطهر سريرته، ومد يد العون إلى الآخرين بما يستطيع، وليس – كما يعتقد بعضهم – بجاهٍ أو حسبٍ، أو بعلاقاته مع أبناء الطبقات «المخملية» أو العليا.
يوماً ما سيذهب كل شيء، وتبقى أخلاق الإنسان العطرة يفوح عبقها عبر الزمان، وتتناقلها الألسن جيلاً بعد جيل. يبقى الإنسان أثراً خالداً يُروى في المجالس، بفضل أخلاقه السامية وتعامله الطيب مع الآخرين.
من يسعى إلى إضافة ميزة لنفسه، غير الصفات الحميدة، من حسن أخلاق وغيرها، فهو حتماً يجهد نفسه بلا فائدة؛ لأنه سيظل يشعر في أعماقه – مهما كابر – بعقدة النقص التي تقضّ مضجعه وتجعله لا يرضى عن نفسه مهما حقق من علاقات ومعارف ذات قيمة عالية في المجتمع، إذ تظل النفس تلهب عقله وتشعره بعقدة النقص في كل حين.
من يترك التمسك بالقيم الأخلاقية أو يهملها، ويصب اهتمامه الكامل على بناء علاقاته، بحسب طموح يقوده ليُرى صاحب النسب والجاه والمنصب في مكانة مرتفعة عن بقيّة البشر؛ فسيظل يلهث بنفسه خلف تحقيق هدفه وكسب مثل هذه العلاقات، ويحاول أن يضع ذاته بجانب هؤلاء وكأنهم الضوء الذي يلفه من كل جهة ويزينه أمام النَّاس، كما يتوهم!
فإذا استمر على هذه الحال وأسرف فيها فسيظل قابعاً في قاعٍ عُمقٍ لا يستطيع الخروج منه، وهذا الأمر سيكون بوابة الصراع الداخلي الذي تعيشه رغبته المسرفة في الظهور والعلاقات، ونفسه التي تجلده دائماً بعقدة النقص، التي لا يستطيع التخلص منها أبداً مهما فعل.
مشكلة الإنسان الحقيقية أنه يهدم ذاته على حساب جمال صورته، التي يحاول دائماً أن يضعها في إطار خاص يعجب من يلاحظها ويراها، في حين يهمل الأشياء الداخلية التي تنبعث من أعماقه ولا تُرى بالعين المجردة، فيكون مضطرباً ومنكسراً في دخيلته، ويعاني أشد المعاناة، أما صورته التي تظهر للنَّاس فتظهر باهتة على رغم الزينة التي أحاط بها صورته الخارجية وحاول إبرازها بشكل يكون جاذباً للآخرين.
من المهم جداً أن يخلق الفرد توازناً بين داخله وظاهره، وأن يكون بسيطاً متواضعاً قانعاً في كل شيء، ويكون راضياً عن نفسه في كُلِّ حالاتها.
*سليّم السوطاني
*كاتب من السعودية
التعليقات