1143
01453
0355
1278
010
0103
0121
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11784
04713
04364
174298
03997
0
في بداية مقالتي أحب أن أبدأ بطرح سؤالين مهمين، ليكونا مدخلاً لموضوع مهم جداً.
– ما المثقف؟
– ما الثقافة؟
تبدو كلمة «الثقافة» كلمة رنانة ذات وقع موسيقي تجذب عموم النَّاس، وكلُّ إنسان يسعى جاهداً لأن يطلق عليه لقب «المثقف».
هذه الكلمة، على رغم قيمتها، تواجه كثيراً من الاستخفاف من بعض العقول السخيفة، إما بالتوجس من الثقافة وأهلها، وإما من خلال السخرية منهم، ويختزلونها بأن المثقف عليه أن يقرأ ويحتسي القهوة فقط، وبذلك يصبح مثقفاً!
كذلك ثمة معاناة من قصور الفهم لدى بعض المحسوبين على الثقافة، فتجده يميل إلى النظر بفوقية إلى جميع الأمور المحيطة به، ويتسربل بالتكلف، ويبتعد عن البساطة في أمور حياته أو في اجتماعاته مع النَّاس، فتجد أصحاب هذا النمط كأنهم يسكنون أبراجاً عالية ولا يعيشون مع العالم وأحداثه الصغيرة.
من المهم أن نؤمن بأن الثقافة سلوك، والمثقف الحقيقي – من وجهة نظري – هو من يستطيع التعايش مع المجتمع والإحساس بهمومهم، ويحاول الإسهام في بناء مجتمعه. الثقافة ليست فقط حفظ عناوين الكتب واللباقة في الكلام. الثقافة أكبر من أن ننظر إليها هذه النظرة القاصرة، وإنما هي حياة أخرى تنقلنا إلى عالم آخر من الدهشة، وتحسين الحياة العامة للمجتمع، والرقي بطريقة تفكير الناس من ناحية احترام الآخر، والدعوة إلى النقاش الهادئ الذي يثري فكر وثقافة المتحدث والمتلقي.
كما أنه من المهم جداً أن نحترم التعدد الثقافي لكل بلد ومكان، فالاختلاف سمة طبيعية في التفكير والثقافة والحياة العامة.
وإذا أرادت المؤسسات الثقافية العمل على النهوض بتفكير أفراد المجتمعات فعليها أن تهتم بالفرد، ومخاطبة كل فرد بحسب طبيعة مكانه وثقافته المكتسبة، لكي يحصل التأثير.
أتت جائحة «كورونا»، فجعلت معظم الناس – بحكم الظروف الحالية – أن يطلعوا أكثر على البرامج المفيدة ويبحثوا جاهدين عن أشياء جديدة تغير في حياتهم وتساعدهم في تزجية ساعة الحجر التي يقضونها في منازلهم. كذلك عاد أكثر المؤسسات إلى بث برامجها، سواء الفكرية أم الثقافية والشعرية، ببث لقاءاتها عن بُعد عبر البرامج المتاحة، فصار اللقاء أسهل للجميع، ومراعياً حرص الباحثين عن اللقاءات الثرية في الحضور بكل يسر وسهولة.
ما بعد «كورونا» يجب أن يصبح أفراد المجتمع أكثر ثقافة، وأن تواصل المؤسسات الفكرية والثقافية نداوتها ولقاءاتها عن بُعد حتى تصل إلى المهتمين كافة لكي يحدث حراك ثقافي ينقلنا إلى مرحلة يعود فيها الناس إلى القراءة الواعية، وتختلف طريقة تفكيرهم في كل شيء، وتصبح الثقافة سلوكاً مهماً في حياة البشرية، فتكون نوراً ساطعاً يضيء دروبها ويطرد الظلام القابع داخل الذات.
الثقافة ليست بهرجة أو صنعة، وإنما تتشكل من خلال مكونات كثيرة تسهم فيها أشياء عدة لا يتسع المجال لذكرها.
علينا أولاً أن نصحح نظرتنا إلى الثقافة، وأنها حق للجميع، وبإمكان أي إنسان يملك عقلاً راجحاً أن يكتسبها، وتصبح سلوكاً ينتهجه نحو حياة أفضل.
*كاتب من السعودية
التعليقات