182
0108
0445
0275
0314
0112
0246
1628
1152
296
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11741
04689
04282
173781
03230
0
كلنا نعلم أن الوطن يرتقي بفضل مخرجات التعليم وجودته؛ وبخاصة من ناحية ما يُقدّم للطلاب في التعليم العالي من إثراء وتأثير في شخصيته؛ ليكون نافعاً لبلده ومجتمعه.
وحكومة المملكة العربية السعودية تصرف ميزانية ضخمة في سبيل تجويد التعليم بما يتناسب مع المرحلة الحالية التي يشهدها الوطن.
عندما نتابع ونلحظ عملية التطور والعمل الكبير، الذي نراه في غالبية القطاعات والمؤسسات، نشعر بالحزن على حال بعض الجامعات التي مازالت تغط في سبات عميق، ويتعامل مسؤولوها بفوقية وغطرسة، وخصوصاً مع طلاب الجامعة الذين ينتسبون إليها، وربما شجعهم على ذلك أن النظام في الجامعة يمنح الدكتور الحق في فعل ما يشاء، وكأنه منزه ولا يقع في الخطأ!
بل تعدى الأمر أن بعض الأساتذة ينظر إلى طلابه نظرة دونية، والبعض الآخر يُعاني من عُقَد ويتعامل معهم بحسب مزاجه وتأثير تلك العقد النفسية في شخصيته!
عندما يصل الدكتور إلى قناعة بأنه أصبح من جهابذة عصره في العلم بمجرد حصوله على شهادة الدكتوراه، يحدث هنا التعالي والغطرسة، ويذهب بعيداً عن الدور الذي كان يجب أن يفعله داخل جامعته وإثراء طلابه وزيادة ثقافتهم، في حين نجده يسعى إلى تقزيم طلابه، ويسرف في الحديث عن نفسه، وكيف وصل إلى هنا، ويريد أن يكون الطلاب على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة وهم على مقاعد الجامعة!
وإضافة إلى ذلك فهو يقدم المنهج الذي بين يديه بأسلوب ركيك لا يحدث الأثر الكبير في نفوس طلابه، وكل ذلك بسبب أنه خرج عن دوره المنوط به، وأصبح كالطاؤوس ينشر ريشه في كل محاضرة، وينظر ويتحدث عن نفسه وآرائه كأنه هو الوحيد الذي يملك المعرفة والحقيقة.
مسؤولو بعض الجامعات يُسهمون في تمادي هذه النوعية في التمدد وفرض أسلوبها، بل إنهم يعهدون تدريس الطلاب المستجدين إلى الدكتور الذي يكون مشهوراً بأنه «المعقد»، والذي تكون عنده نسبة الطلاب الراسبين مرتفعة، لكي «يطفشوا» الطلاب الكسالى، كما يزعمون!
وعجيب أمر هؤلاء المسؤولين! ألم يفكروا في البحث عن ارتفاع نسبة الرسوب عنده قبل أن يحولوه إلى أداة طاردة للطلاب؟
لذا يجب على وزارة التعليم، ممثلة بوكالة التعليم الجامعي، إعادة النظر فيما يحدث داخل بعض الجامعات، وإعادة سياستها من خلال فرض نظام تُحاسب به الجميع.
كما أن عليها أن تنتقي بعناية من تنطبق عليه الشروط ليكون في موضع أستاذ جامعي يحرص على تقديم الإضافة الكبيرة لطلابه وللجامعة، من خلال البحوث والدراسات التي تسهم في تطوير التعليم.
إن الحكومة نشرت الجامعات في كل مناطق المملكة، بل وفتحت فروعاً للجامعات حتى في محافظات المناطق، لتسهل للجميع الوصول إلى مقاعد العلم.
فعلى المسؤول أن يشعر بدوره ويقدّر المكان الذي يعمل فيه، ويحرص على أبناء وطنه، ويكون أكثر حرصاً على إعطاء الطلاب حقوقهم، بعيداً عن أهواء ومزاج وعقد بعض الأساتذة.
بعض الأساتذة في الجامعات أصبحت الفوقية سِمة من سماتهم، وتحتل مساحة كبيرة في شخصياتهم، ولا يرضيهم أي شيء، بل إنهم حتى الطالب النجيب يسعون إلى تقزيمه وإشعاره بأنه مهما بلغ يظل طالباً.
*كاتب سعودي
التعليقات