مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

نجوى العَمري* لم تكن الطائف مدينةً عادية، ولم تكن حكاياتها جوفاء، هي المدينة الا …

رمضان و ذاكرة المدن

منذ 3 سنوات

501

0

نجوى العَمري*

لم تكن الطائف مدينةً عادية، ولم تكن حكاياتها جوفاء، هي المدينة الاستثنائية والتاريخ المزهر، والصوت الندي للسواقي البعيدة.
يقترب منها رمضان فتبتهج بتفاصيلها المتجذرة في ذاكرتنا.
عقود النور تعانق الشوارع، وأطباق الجيران تجوب البيوت، ومنضدة (الفرفيرة) تتسيد الحارات.
لا يأتِ رمضان دون أن تتصاعد إلينا رائحة التميس من المخابز الطائفية العتيقة، دون أن يصل إلينا صوتًا ينادي(ألحق السوبيا يا ولد)، دون أن نشاهد مشربيات الماء المبخرة بالمستكة.
موائدٌ مشتركة تُنصب في الساحات ونداءٌ مألوف (فطورك يا صايم).
قصصٌ دافئة تنهمر من كبار السن لتنقل لنا تاريخًا عطريًا للمدينة وللعادات وللذكريات.
نحلق بحب حول تلك الحكايات، نتجول بين قروى والمثناة، بين حارات العقيق و دكاكين البلد، بين المساجد والأزقة والطرقات، وكأننا نكتشفها مجددًا.
ننهل من ذلك الإرث الثقافي و نلتحم بالأمسيات الرمضانية التي تُشعرنا بأننا ننتسب إلى زمنٍ جميل.
نرطب دواخلنا بعبق تلك التفاصيل، ونسعد بتلك الهوية فنحن أبناء المدن التي لم تنقض العهد مع ذاكرتها ولم تفقد أُنسها..
نحن أبناء المدن المبتهجة.

 

      

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود