الأكثر مشاهدة

شاهيناز العقباوي* أحيانًا هناك كتاب مفقود، قلم غير موجود، ورقة ناقصة، وشخص بعيد، …

الموضوعات الغائبة في كتب الأطفال

منذ سنتين

715

1



شاهيناز العقباوي*


أحيانًا هناك كتاب مفقود، قلم غير موجود، ورقة ناقصة، وشخص بعيد، فكرة غير مكتملة … كل هذه الأشياء إذا وجدت بالتأكيد ستشكل تميزًا واختلافًا وتفردًا، خاصة إذا كانت مثمرة ونافعة، ولأن أدب الطفل يبحث دائماً عن الفائدة ويسعى إلى تحقيق الهدف الأسمى والأفضل، كانت “الموضوعات الغائبة في كتب الأطفال عنوانًا للندوة التي شاركت فيها ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي إطار برنامج الملتقى العربي لناشري كتب الأطفال.
طرحت الندوة أهم هذه الموضوعات التي بالتأكيد ستشكل فرقًا نفسيًا واجتماعيًا وثقافيًا إذا وجدت، وتحدثت الدكتورة وفاء الشامسي المحاضرة بجامعة الإمارات العربية المتحدة عن ضرورة أن يكون هناك كتاب للطفل يطرح قضية مثل الموت ليس بالضرورة أن يكون إنسان، ممكن الحديث عن موت أحد الحيوانات المقربة إليه، ويعرفه بشكل مبسط الأسباب، لمحاولة التقليل من مخاطرها النفسية من جهة ولمنح الطفل المعلومة للمعرفة، ومساعدة الأسرة اجتماعيًا، الأمر نفسه ينطبق على المشاكل الاجتماعية التي تتعرض لها الأسرة مثل الطلاق والعنف وغيرها.
كذلك من الأهمية على حد ذكرها إلقاء الضوء على الموضوعات التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة ليس بالحديث عنهم على وجه التحديد بل بالمساعدة على تقبلهم داخل سياق المجتمع بوصفهم ليسوا عبئا عليه.
هذا وقدم الأستاذ علي عمرو الفنان التشكيلي والمحاضر في الجامع الأردنية عرضًا لأهم الجوانب الفنية والإبداعية الغائبة عن كتب الأطفال العربية ومنها الحديث عن ضرورة التركيز على تعريف الطفل بالقيم اللونية للمشاهد المرسومة، كذلك إلقاء الضوء على فن الجرافيك الإيضاحي مع التعريف به والحرص على تنمية الذائقة الفنية لدى الطفل، وتحدث خلال عرضه عن غياب بعض الفنون عن كتب الطفل على الرغم من تميزنا بها عربيا، منها فن المنمنمات الإسلامية، وتعبيرات الدهشة والفكاهة والطرافة والحرص على إظهار تعبيرات الوجه، مؤكدًا على أن هذه الأمور لو حرصنا على الاهتمام بها فنيًا ستحدث فرقًا لونيًا في كتب الطفل العربي.
بينما عقد الأستاذ عبد الواحد علواني عضو اتحاد كتاب السويد ورئيس تحرير دار المحيط للنشر في إمارة الفجيرة مقارنة بين ما هو مطروح من موضوعات في كتب الأطفال بالسويد وأهم ما يميز كتاب الطفل الغربي وبما هو متاح في العالم العربي للطفل. مشيراً إلى أنه لكي نرتقي بكتاب الطفل العربي فمن الأهمية الحرص على اختيار العناوين وعدم تكرارها، هذا فضلا عن الاهتمام بتزكية ثقافة الطفل والعمل على تنوعها وتعددها، كذلك الوعي باحتياجاته المختلفة عبر مراحل عمره ومعاملته على أنه فرد هام وضروري داخل محيط الأسرة وليس مجرد إضافة. هذا إلى جانب الارتقاء بأساليب التعلم ومساعدة الطفل على معرفة حقوقه وواجباته والاهتمام بمساعدته على اختيار طموحاته. كذلك من الأهمية إيضاح عامل البهجة في كتب الطفل وهو العنصر الذى نفتقده كثيراً من حيث الحرص على إظهار الفرح بمختلف أشكاله في الألوان والرسومات والكلمات والحبكة.
طرحت الندوة العديد من القضايا الهامة والحيوية التي من الضروري أن توجد بلا شك في كتب الطفل العربي لأنها ستحدث فرقًا إيجابياً وتأثيراً كبيرًا سواء نفسياً أو اجتماعياً أو أدبياً، وتطرقت إلى أن هناك اهتماما وصحوة مشكورة بكتاب الطفل العربي في العديد من الدول العربية، لكننا نحتاج في الوقت نفسه إلى بعض وسائل الدعم للارتقاء بها ومساعدتها لتحقيق أفضل النتائج. ذلك لأن مستقبل الأمم يتحدد بأطفالها، فكلما أرتفع مستواهم العلمي والأخلاقي والأدبي هناك مستقبل مشرق ينتظر هذا الشعوب. وهذا ما حاولت الندوة أن تلقي الضوء عليه واضعة عدد من القواعد والأسس التي تساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً للطفل العربي عبر تصفحه الكتاب.

*كاتبة _ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com

التعليقات

  1. يقول حسين عبروس:

    جميل اهتمامك بما تكتبين للطفل سيدتي تحيتي لك..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود