283
0799
2373
0382
2914
035
027
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11846
05029
04937
04798
04449
17إعداد_هيا العتيبي
تسعى العديد من الهيئات الثقافية والقطاعات المختلفة والجهات المسؤولة عن الجوائز الأدبية في بلدان عدة إلى اختيار لجان تحكيم من أسماء معينة لترشيح الفائزين بتلك الجوائز وسط قبول من البعض ووجود حالات من الاعتراض لدى آخرين، فيما تفضّل بعض الأسماء عدم الدخول في تلك المسابقات لأسباب أو أخرى. وحول هذا الموضوع يطيب لفرقد الإبداعية أن تحاور نخبة من الأدباء والأديبات من خلال طرح المحاور التالية:
– هل لوجود أسماء غير مؤهلة في تلك اللجان تأثير سلبي على الإنصاف في اختيار المرشحين؟
– ما هي أبرز الإيجابيات والسلبيات في تلك اللجان وكيف يتم التعامل معها ؟
– كأدباء ومثقفين ما هي تطلعاتكم ومقترحاتكم لتطوير أعمال وأهداف تلك اللجان؟
الذائقة تتغلب كثيراً على الموضوعية
من خلال تجربتها في التحكيم تستخلص الشاعرة اللبنانية سارة الزين مرئياتها حول لجان التحكيم قائلة:
في الأصل أن الإنصاف الكامل في التحكيم أمر شبه مستحيل، فذائقة المحكّم كثيرًا ما تتغلّب على موضوعيته حتى وإن حاول الابتعاد منها، لذا، فإذا كان المحكّم غير مؤهّل فهو يُسيء إلى المسابقة أوّلًا ولا يُنصف أهل الإبداع ثانيًا.
في الإجابة عن السؤالين الثاني والثالث معًا – ومن باب مشاركتي في لجان تحكيم عدة مرات سابقًا – أقول:
هناك معايير عامة يجب أن تتوافر بدايةً في لجان التحكيم كي نستطيع بعد ذلك ذكر الإيجابيات والسلبيات، وبناءً على هذه المعايير، ما يُهمل من بنودها ونقاطها فهو سلبي، وما يتم الإلتزام به يعدّ إيجابيًّا:
١- أن يكون المحكّمون من ذوي العلم والخبرة والمعرفة والاختصاص
٢- أن يكونوا متفاوتين من حيث العمر
٣- أن يكونوا من مختلف الجنسيات العربية
٤- أن يكونوا من المنفتحين على كلّ المدارس الأدبية (فلا يصحّ لكلاسيكي أن يحكم على نصّ حداثي، ولا يصحّ لحداثيّ أن يحكم على نص كلاسيكي)
٥- عدم تدخّل الراعي الرسمي للمسابقة أو أصحاب المبادرة بأي تفصيل يتعلّق بتحكيم المسابق
٦- التعامل مع النص بعيدًا من صاحبه (موت المؤلّف)
٧- أن لا يتمّ الحكم على النصوص من القراءة الأولى لأن قابلية القارئ تختلف من وقت إلى آخر
٨- تخصيص خانة في التحكيم متعلّقة بالروح الإبداعية في النص والتي لا يمكن قياسها بأدوات نقدية متعارف عليها
وهناك بطبيعة الحال أفكار وطروحات كثيرة أخرى ممكن عرضها وقد لا يسعنا هنا ذكرها لكثرتها.
حرفية اللجان تثري جودة الإنتاج
ويعلق الكاتب والأديب عبده الأسمري على محاور القضية بقوله:
للأسف لا يزال لدينا ثلاث اتجاهات رئيسية تشكل “مكامن ” خلل في اختيار لجان التحكيم، تتعلق أولاً بتكرار الأسماء سنوياً، مما حوّل الأمر إلى “روتينية ” مملة و”بيروقراطية ” مكررة كل عام، ويتمثل الاتجاه الثاني من المشكلة في الإستعانة بأشخاص ليسوا متخصصين، فمثلاُ قد يتم اختيار شخص يحكّم رواية وهو شاعر أو آخر يحكّم شعر وهو روائي وهكذا، ويتمثل الاتجاه الأخير في المحاباة والمجاملة والوساطات التي تتمثل في ضم أسماء “غير مؤهلة “إلى لجان التحكيم، وهذا يمثل “عائق ” كبير في توظيف الجودة والمهنية المطلوبة في نتائج تلك اللجان.
–ووجود أسماء غير مؤهلة يؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر، فإذا تم اختيار شخص يحّكم مسابقة أدبية فإنه لا بد من وجود شروط ومعايير وضوابط تتمثل في وجود ما يؤهل هذه الأسماء لتكون على منصة لجان التحكيم، وأن يكون لديهم ما يشفع لهم من إنتاج ومن مسيرة مميزة تضعهم في هذا الموقع الذي يحتم وجود المهنية والاحترافية والخبرة اللازمة لذلك.
وعن المعايير الواجبة في اختيار تلك اللجان يقول:
–أولاً الإنتاج المرتبط بالمسابقة التي سيحكم فيها من خلالها عضو لجنة التحكيم، فتحكيم القصة يقتضي وجود إنتاج وكذلك الرواية والشعر وغيرها من المسابقات الأدبية، وكذلك وجود مسيرة للعضو المنضم إلى اللجنة وخبرة في هذا المجال، مع أهمية وجود الوعي والفكر الثقافي والأدبي في مجال تحكيم هذا الإنتاج.
ومن الإيجابيات أن وجود هذه اللجان يسهم في جودة الإنتاج متى ما كانت لجان موضوعية تعتمد على الحرفية، إضافةً إلى أن مثل هذه المسابقة تحفز الأدباء على رفع مستوى الإنتاج والمهنية في المؤلفات الأدبية، مع وجود إيجابيات تتمثل في وجود اتجاهات معرفية لرفع مستوى الثقافة، وإسهام مثل هذه الملتقيات في رفع مستوى التعاون الثقافي والأدبي ودمج الأفكار، وفتح مجالات التعاون والتعارف بين هذه النماذج التي تحتفل بها المجتمعات.
أما السليبات في الانحياز الذي قد تشهده بعض المسابقات التي تقوم عليها لجان تحكيم غير موضوعية، مما يصنع حالة من العزوف الإجباري عن تلك المسابقات التي لا تراعي الموضوعية في التقييم والاختيار للفائزين، إضافة إلى أن هنالك سلبيات تتعلق برفع مستوى أسماء غير مؤهلة وتغييب لأسماء أخرى كانت أجدر وأهم وأولى.
مما ينعكس بالسلب على المستوى الثقافي للبلدان التي تقيم وتنظم هذه الفعاليات، وليتم اختيار الأسماء بعناية لأن اختيار لجان التحكيم ذاتها تحتاج إلى لجنة على مستوى عالٍ يقوم عليها كبار الأدباء في كل بلد تقام فيه هذه المناسبات.
–فتح المجال لأسماء مبدعة ومتخصصة أثبتت جدارتها وعدم الاعتماد على الأسماء المكررة.
–وضع ضوابط ومعايير دقيقة لاختيار الإنتاج الفائز وانتقاء الاسم وفق المنتج بعيداً عن الذاتية والشخصنة.
–إقامة ورش عمل وندوات لتثقيف المجتمع بأهمية المسابقات الأدبية، وأهمية مواجهة الأخطاء المتعلقة بلجان التحكيم,، وفتح مسارات التصحيح وتطوير الأعمال المرتبطة بهذا المجال.
الناقد الحقيقي يعطي النص حقه
ويجيب الشاعر عيادة خليل على محاور القضية بقوله:
بلا شك تحكيم النصوص الأدبية أمر مهم للغاية لغرض التفضيل وترشيح نصوص جيدة خاصة إذا كانت المسابقة تعمل على طريقة المراكز بحيث لابد من تحديد مركز، ولكن هناك جانب مُحزن قد يقع البعض فيه وهو: عدم الجدية بالبحث عن ناقد حقيقي يعطي النص حقه حينها يكون الشاعر مقتنعاً بالنتيجة، فكما أن الجهات المنظمة تراعي مشاعر النقاد وتكافئهم كذلك عليها التقصي ومداراة مشاعر المشاركين، أيضًا من شروط اختيار الناقد هو أن يكون متفرغاً للمسابقة تفرغاً تاماً بحيث لا تختار ناقدًا مشغولاً بأعمال أخرى تضطره أن يقرأ النصوص قراءة سريعة دون تأمل، فبالتالي يُصدر حكماً سريعاً وقد يكون مجحفا، والأجدر بعد كل مسابقة عرض استمارة التحكيم وأسماء النقاد والنصوص الفائزة.
لا يوجد أسماء غير مؤهلة بل ذائقة مختلفة
ويشاركنا الحوار حول القضية الكاتب حسين بن صبح الغامدي بقوله:
قبل أن أجيب عن أسئلتك اسمحي لي أن أخبرك بأنه لم يسبق لي أن فزت بجائزة، المرتان أو الثلاث التي شاركت في المسابقات، قارنت نصي بنص فائز وجدت أنه يتفوق على نصي في جانب الفكرة، فأدركت أن عضو اللجنة كانت تهمه الفكرة أكثر، استدركت هذا، وفي المرة التالية شاركت بنص ذو فكرة عميقة، ولكنه لم يفز فقد فاز النص ذو العاطفة القوية، فأدركت أن عضو اللجنة غلّب العاطفة، ولدي تجربة في تحكيم النصوص من خلال عدد من الملتقيات والمنتديات وكنت أتبع معيار خاص بي ألا وهو تقسيم النص إلى أربعة أقسام الفكرة والعاطفة والروح والشكل، وأمنح كل جانب ربع الدرجة، كانت العملية متعبة لي كمحكّم حيث أحتاج إلى قراءة كامل النص بتركيز عالٍ حتى لو لم أجد نفسي فيه، ثم النص الذي يليه، وهكذا حتى انتهي من عشرات النصوص..
-نعود للجوائز فأنا مؤمن تماماً أن كل نص سيأخذ الجائزة التي يستحقها، مثلاً عندما أنتهي من كتابة نص أشعر بالإنجاز، وهذا الشعور يعتبر جائزة ولا سيما لو بذلت جهداً كبيراً، ثم أنشر في موقع تفاعلي كالفيس بوك وتتوالى الجوائز من خلال الأصدقاء، عدد القراء مثلاً، كل إشارة أو “لايك” يمثل جائزة بالنسبة لنا نحن عشاق الكتابة، والجائزة الأكبر التعليقات، وخاصة تلك التي تتماهى مع النص، كثيراً ما أعيد قراءتها وأشعر بالنشوة، الحقيقة أنني لست مهتماً بالجوائز النقدية بقدر فرحتي بـ مئة صديق يعلّقون على منشوري بالإيجاب؛ قرّاء ونقاد وكتاب وأدباء..
-لدي ميزة أخرى بأنني لست من وجهاء المجتمع ولا صاحب منصب أو أموال، لذلك لا حاجة للآخرين أن يجاملونني، كل تعليقاتهم تتمركز حول النص المنشور، وبعضهم ربما لا يعرف اسمي، وثمة آخرين يقرؤون دون أن نعرفهم، مرة في حفل زفاف قابلت رجل من قريتنا، من الجيل الذي سبقني وقال لي: ترى أقرأ منشوراتك، لا تتوقف، قالها مبتسماً وكأنها تطيب له، كان ذلك الرأي بمثابة الجائزة، يتكرر الموقف الأخير بطرق مختلفة ومتنوعة، أطيبها رسالتان وصلتني من كردستان، وصلتني في زمنين متباعدين، من فتاتين تبديان إعجابهما بالنصوص التي قرأنها في كتابي: مدينة ليس عليها صلاة.
لم أجد أكثر عدالة من الكتابة، فقط أكتب وحتماً ستنال الثمار. ثمة موقف أشعر برغبة في حكايته هنا: موقف محرج حدث لي في الجامعة مع أحد زملائي، ورغم كسلي ذهبت وكتبته في ورقة ودسيتها بين أوراقي، بعد ربع قرن وقعت في يدي، قرأتها واستعدت تفاصيل الموقف كحلم، ضحكت كثيراً على طريقة تفكيري آنذاك، ولكني شعرت بالحسرة أنني لم أكتب كل شيء، لذا وصيتي لكل من يقرؤني، أكتب يومياتك أكتب كل شيء يمر بك قبل أن تنام وأخفيه في مكان بعيد، حافظ عليه جيداً، سيأتي يوما وتقرؤه وتفرح..
نعود إلى أسئلتك؛ الإجابة الأولى: لا أعتقد بوجود أسماء غير مؤهلة، ولكن يوجد إنسان لديه ذائقة تختلف عن ذائقتي، الإجابة الثانية: من السلبيات انكشاف اسم الكاتب، أو أن يكون المحكِّم مُجهد، أو يكون في حالة مزاجية ليست مناسبة للقراءة، أو يتم إجباره على معايير معينة، أو أن تكون النصوص إنشائية مملة.. الإجابة الثالثة: أتطلع لتكثيف اللجان والتشجيع على الكتابة والأخذ بيد النشء لهذا العمل الخلاّق، أتطلع إلى نشر الوعي بأهمية الكتابة كفعل ذو قيمة.
اللجان تفتقر إلى التخصصية
ويرى الناقد سعد العتيبي أن الجوائز بصفة عامة تؤثر بشكل أو بآخر على الحراك الأدبي والثقافي، ويعتمد ذلك على قدرة لجان التحكيم في اختيار الأمثل من الأعمال والتي – من وجهة نظري – تفتقر إلى التخصصية، وتنحى منحى الإقليمية ( المناطقية )، وقد تلعب دوراً في توجيه الجوائز نحو أعمال معينة.
ولا ننكر دور تلك اللجان في اختيار بعض الأعمال – على علاتها – في إعادة المجتمع إلى اقتناء الكتب، ولتطوير تلك اللجان: يجب أن تعتمد المصداقية والشفافية والبعد عن العلاقات أثناء تقييم واختيار الأعمال.
قراءة النص الفائز وتوضيح نقاط قوته
وتعليقاً على محاور القضية يقول الكاتب الفلسطيني محمود عودة: أنه منذ فترة طويلة ونحن نشاهد في مجموعات التواصل الاجتماعي الأدبية، مسابقات متنوعة في القصة القصيرة والقصيرة جداً والخاطرة والشعر بمختلف أنواعه، وتنتهي المسابقات بتكريم للفائزين والمقيمين على شكل بوست، ونجد كل مجموعة أدبية تختار من النخبة الأدبية عدد معين يسمى لجنة تقييم تقوم بوضع درجات رقمية للأعمال المشاركة وقد ساهمت في أكثر من لجنة تقييم.
ونجد – للأمانة – بعض هذه اللجان دقيق في تقييمه ولكن بعضها الآخر يقوم بالعمل للأسف لمجرد توارد اسمه، لذا أرى أن يكون المقيّم على درجة عالية من الثقافة الأدبية وملم بكافة قواعد النقد الأدبي، وأن يكون محايداً، وتقع مسؤولية ذلك على إدارة المجموعة التي تقوم بعمل المسابقة، كما يجب أن يكون الهدف من العمل الارتقاء بالمستوى الأدبي لكل نوع من المسابقات. وأتمنى على المجموعات بعد الانتهاء من كل مسابقة والخروج بنتيجتها ولتحديد الهدف من المسابقة.
(يجب أن يكون لكل مسابقة هدف) أن تختار من المقيّمين من يقوم بعمل قراءة للنص الفائز، مع توضيح نقاط قوته التي أدت إلى الفوز، ومقيّم آخر يختار نص من التي لم تفز ويقوم بعمل قراءة له مع توضيح نقاط الضعف التي افقدته الفوز.
بصفة عامة توجد مسابقات أدبية كبيرة للرواية في معظم البلاد العربية، وغالبيتها يشترط على المتسابق أن يكون من أبناء البلد صاحب المسابقة وأخرى عالمية مثل البوكر في أبوظبي على سبيل المثال لا الحصر، وقد أخرجت هذه المسابقات رواة على مستوى عالٍ رغم الإحساس لدى البعض بوجود محسوبية في النتائج .
وفي النهاية أتوجه بدعاء الله سبحانه وتعالى أن يحفظ لغتنا العربية وأدبياتها من كل سوء وتشويه. كما أقترح للمجموعات أن تقوم إن توفرت الإمكانية المادية من أول طباعة القصص الفائزة خلال عام في كتاب ورقي أو إلكتروني.
ترهل لائحة التحكيم ضعف للمحكم
وتدلي الأكاديمية والأديبة وفاء الطيب برأيها حول طرح فرقد بقولها:
التحكيم الأدبي في نظري عملية مهمة شائكة وعويصة لسبين مهمين:
السبب الأول هو من الذي يقنن ويضع شروط المحكّم الأدبي؟ هل من شروطه الأقدمية وطول الباع في مجال الأدب أم أنه علو المنصب الذي أيضا ليس له اشتراطات واضحة أم أنه رداء الشهرة وارتخاء ذيوله في عالم الأدب؟
قد يكون المحكّم أديبًا مرموقًا صاحب مؤلفات وخطوات متنامية على مدى عقود لكنه غير متابع لما يدور في عالم الأدب من مستجدات وتحسينات وهذا بنظري عيب كبير، وقد لا يمتلك المحكم ما يكفي من أدوات النقد ليكون كذلك لكن منصبه أو قربه من أحد الأندية الأدبية أو وزارة الثقافة أو ربما يكون منصبه التعليمي البحت بإحدى الجامعات هو الذي منحه هذا الحق. أحيانًا يجلس المحكّم على طاولة التحكيم كما في بعض برنامج التحكيم للأصوات الغنائية.
أما السبب الآخر فقد يكون في غموض أو ترهل اللائحة التي يستند عليها أعضاء اللجنة في التحكيم. إن عدم وضوح أسس ومعايير التحكيم التي يعتمد عليها المحكمون يجور على الأدب قبل الأديب. أنا لا أصدق أننا في القرن الواحد والعشرين ومازالت الأندية تضع المؤهل الأكاديمي علامة أو صفة للأديب فإما بكالوريوس لغة عربية أو إنجليزية حتى يصبح عضوًا مرشحًا في مجلس الإدارة.
التعليقات