الأكثر مشاهدة

هند القثامي (مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) هذا ما …

صهوة لونية فارسها الحرف والريشة

منذ سنتين

313

0

هند القثامي

(مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) هذا ما قاله رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم عن الخيل منذ 1400 سنة ففيها (الأجرُ والمغنم)، (والخير منوط بها ملازم لها، كأنه عقد فيها).
وبين العرب والخيل صداقة عمرها 3500 عام.
حيث استأنسها في هضبة نجد لأول مرة في تاريخ البشرية، فهم فرسان شجعان رأوا منها الذكاء والسرعة والصبر والقوة فكانت الصديق الوفي الملازم لهم في السلم والحرب، سلبت لبّ الشعراء فصارت معشوقتهم ورفيقة دربهم، وصفوها بأبياتٍ ساحرة كانت أشبه بلوحة معتّقةٍ بالمسك والعود ناحتةً جمال الخيل وعنفوانه في أعيننا.
مِكرٍّ مِفَرٍّ مُقبِلٍ مُدْبِرٍ معًا               
كجُلمودِ صخرٍ حطّه السيلُ من علِ
هكذا كانت مشاعر امرؤ القيس تجاه الخيل وافتخاره بتمكنها ولياقتها الحربية فصاغها لنا بشعورٍ شامخ وحسٍّ أصيل، بأبياتٍ فيها مزيج من الفخر والإعجاب يصل لحد الغزل.
أما عن الخيل في أعين الرسامين فقد شغفوا بها حباً كما شغف الشعراء قبلهم، فحارت ريشتهم في الوصف والتعبير.
اختلفوا في المدارس لكنهم اتفقوا على أن الخيل العربية الأصيلة رمزٌ للجمال وملهمةٌ للفكر ومصدرٌ للإبداع، فتنوعت نظراتهم وظهرت قدراتهم في تجسيد أوضاع الخيل من السكون إلى الحركة ومن المفردة إلى الجماعات، ومنهم من جسدها في لوحاته بحجمها الطبيعي فاستطاع بذلك إبراز جمال الخيل وتفاصيلها وقوة عضلاتها وما في أعينها من سحر.
وما الخيل إلاّ للفضاءات ركضها
تروح على نورٍ وتغدو على سمه
وتعدوا فتسقيها الينابيع صفوَها
وتطمح أن تلقى المزون المكرمه
الشاعر  د. أحمد الهلالي
نعم علونا ظهور الخيلِ إذ رمدت
‏عين النهارِ بغيمٍ كالدياجيرِ
‏و تحسبُ القطر ممسوكاً ومنطلقاً
‏لفظاً تلجلج في أشداقِ سكّيرِ!
الشاعر د. زاهد القرشي
قليلًا من حنانِكِ.. إنَّ شوطي
إلى حُرِّيَّتي شوطٌ طويلُ!
حَشَدْتُ لهُ من الأفراسِ، أعتَى
وأعندَ ما يهابُ الـمُستحيلُ
فـراحَتْ تشربُ الأبعادَ حتَّى
إذا ما جفَّ في فَمِها، الصهيلُ
تـهاوَتْ صُرَّعًا لم يبقَ إلاّ
هواكِ فذلكَ الفَرَسُ الأصيلُ
الشاعر جاسم الصحيّح
في ركضهِ القمراء يمضيَ سحرُها..
بين السماء وليلها أوتارُ
ومسيرة النجمات رهن سباقهِ..
تغدو إليه من الهوى أشعارُ
الشاعر حمد جويبر
قمْ حيِّ أطلالَ والبيضاءَ مُقبلةً
‏لها الفوارسُ من زيدٍ ومقدادِ
‏كم شقّ ليلُ الّدُجى في عزّ ظلمتهِ
‏صبحُ المُغيراتِ من أهلي وأجدادي
‏والعادياتُ تثيرُ النقعَ موعدُها
‏وادٍ بسفوانَ لا تعصي يدَ الهادي
‏سلِ الفوارسَ عن غرٍّ  محجّلةٍ
‏سلٍ الوليدَ وعمْراً وابنَ شدّادِ
الشاعرة شيخة الحكمي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود