الأكثر مشاهدة

“هذه الشجرة من الكُتَّاب-1-“ علي الدميني* باطمئنان مبكر يمكنني القول …

“هذه الشجرة من الكُتَّاب -1-“

منذ سنتين

228

0

“هذه الشجرة من الكُتَّاب-1-“
علي الدميني*

باطمئنان مبكر يمكنني القول: بأن فهد الخليوي الإنسان والكاتب والمبدع، ينتمي إلى شجرة صحراوية تمتلك قدرتها على التعاطي مع وسطها الحياتي في مختلف أبعاده وفق منطلقين هما:
•  الزهد في الأضواء.
• والاحتفاظ بالقدرة على كتابة الصمت الفاعلة.
مدفوعا بوعيه الثقافي وحساسيته الفنية في صياغة معادلة ذهبية تضمن للذات استقلاليتها وتفردها إزاء تعالقاتها مع الواقع وإكراهاته.
وهذه شجره من الكُتَّاب الذين عرفتهم ساحتنا المحلية في المملكة، (من حمزة شحاتة، ومحمد العلي، إلى  فهد الخليوي، وأقرانه)، تمتعت بقدرات متفردة مكنتها من المحافظة على معادلات الحرية والاستقلالية الذاتية. إزاء اشتراطات التواصل مع الآخر،  وامتلكت الجرأة والجلد على نقد إنجاز الذات المبدعة أولا، من خلال نسيانه أو حجبه عن الظهور.
وبالتالي امتلكت الشجاعة والمصداقية في نقد منجز الآخر تاليا، بحيث استطاعت من خلال ما انطوت عليه من ملكات الزهد في الأضواء والشهرة،  أن تمضي في العمل على إبداع كتابة تتسم بالجرأة والصدق والتقشف في آن.

ولعل في  هذه التشكيلة الثقافية والإبداعية والنفسية لهذا النمط من الكُتَّاب، ما يفسر لنا أسرار الزهد في جمع كتاباتهم بين دفتي كتاب. مثلما غدت حاضنا فنيا لا يمكن أن يرشح عنه إلا تلك الكتابات الاختزالية المكثفة، التي تغلف ما ينشرونه في الصحف السيارة، للتعبير عن انشغال كل منهم بالبحث الدائب عن انموذج فني يجعل الكلام قريبا من الصمت الموجز، والبوح المرموز، المحمل بطبقات كثيفة من إمكانات التأمل والتأويل.

– لا نحتفي بمجموعة فهد الخليوي الأولى من خلال النص الماثل بين أيدينا وحسب وإنما نستحضر البعد الزمني العميق الكامن خلف هذه الإطلالة المتأخرة لأكثر من ربع قرن على الأقل، لنرى إلى كاتب وقاص عمل في سياق تطور مفهوم الكتابة الأدبية في بلادنا منذ أوائل السبعينات الميلادية وحتى اليوم.
ذلك أن الكاتب ومجايليه المهمومين بقضايا الكتابة الواعية والمتجاوزة،  كانوا من الأسماء المؤسسة لحساسية كتابة مغايرة ومغامة أيضا.
شهدت على أزمنة التحولات المفصلية في حياتنا الثقافية، فغدوا نصا  آخر اختط طريقه، وأثث بيته الأدبي وفق ما استدعته المرحلة من معادلات التحدي والاستجابة.. التفاعل والتراكم .. الحنين والإفاقة…
يتبع..

 

*شاعر وروائي سعودي ت٢٠٢٢م.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود