مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

*لا زلت أبحث عن إجابة  *هذا المرسوم جبان  *لا أستسيغ تعالي الفصحى على اللهجات * …

الشاعرة فوزية أبو خالد: لا يهمني رضا المتنطعين إعرابيًا

منذ 3 سنوات

1942

1

*لا زلت أبحث عن إجابة 

*هذا المرسوم جبان 

*لا أستسيغ تعالي الفصحى على اللهجات

* أسجل اعتراضي الشديد على هذا القول 

حوار _محمد عسيري

من الصعب جدًا الدخول لعالم د. فوزية أبو خالد، تتشابك التجارب وتتماهى مع بعضها لتشكل شخصية فريدة مركبة وشديدة التعقيد، ليس من السهل محاورتها، وسبر أغوارها، تجربتها الشعرية المبكرة والجريئة والصراع الفكري الذي خاضته والأثمان التي دفعتها، توقها الجريء والمبكر للتمرد و مصادمة  السائد كل ذلك وأكثر شكل حقولاً من الألغام التي يستحيل المشي خلالها فضلاً عن تجاوزها.

د.فوزية أبو خالد شاعرة وأكاديمية وكاتبة سعودية، ولدت في العام ١٩٥٦م عملت بالصحافة قبل أن تنهي دراسة المرحلة الثانوية، تحمل درجة الدكتوراه في “المرأة والخطاب السياسي” من جامعة سالفورد بمانشستر ببريطانيا.

أصدرت عدة دواوين شعرية منها:

إلى متى يختطفونك ليلة العرس (١٩٧٥م)

ماء السراب (1995)

مرثية الماء (2005)

شجن الجماد 2006

وعدد كبير من أعمالها الشعرية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية و الإيطالية. ومنها كتاب نساء من الهلال الخصيب، نساء بلا حدود، وكتاب أدب الجزيرة العربية الحديث وأعمال أخرى.

كما أن لها إصدارات أدبية للأطفال منها:

1. طيارات الورق /قصة للأطفال (1990)

2. طفلة تحب الأسئلة.

 

*للتنوير أثمان غالية

-تجربتك الشعرية اتسمت بالتمرد والمواجهة، ولابد أنكِ دفعتي اثماناً غالية لذلك، ما الثمن الأقسى الذي دفعته فوزية أبو خالد ؟

اسمح لي أن أبتعد عن البعد الشخصي في السؤال فتجربتي بسيطة بساطة التوق للماء ليس إلا ولهذا فأنا أفضل في هذه اللحظة ودون ادعاء بطولات أو مظلومية أن أتفادى الحديث عن تفاصيل البعد الذاتي لتجربتي الإبداعية في ريادة قصيدة النثر لأركز على البعد الأبعد والأعمق في السؤال وهو سؤال الحرية والعدل والإبداع وما إليه من إرادات الارتقاء البشري وأحلامه ممزوجًا بسؤال التحولات والتجديد وتحدياتهما.

فالأثمان التي كان على جيلي الشعري وعلى عشاق ثقافة التنوير بالمملكة العربية السعودية وبمنطقة الخليج بل وبالعالم العربي والعالم أجمع منذ فتحنا عيوننا أطفالًا وبعضنا كان أجنة على مقاومة الاحتلال العسكري البريطاني والفرنسي والصهيوني وعلى جهود إجلاء المحتل عن الأرض العربية وعن أرض فلسطين وعلى حلم بناء مجتمع عربي موحد ترفرف في سمائه رايات المعرفة والحرية والنهضة العربية، كانت أثمان متفاوتة في فداحتها، فهناك من دفع ثمنًا غاليًا من دمه وهناك من دفع ثمنًا من حريته وهناك من دفع ثمنًا من قوة عمله أو من صحته، ولا ضير في ذلك فعبر التاريخ العمران البشري وعبر تاريخ الحضارة الإنسانية كان ثمن الحرية وثمن التنوير وثمن التجديد الإبداعي وثمن تعميم العدل ثمنًا غاليًا يدفعه الأحرار بشجاعة وطيب خاطر. نجد أمثلة موغلة لذلك ومنها المثال المشرف الخالد الممتد من اللحظة الأولى لفجر الإسلام على أرض الجزيرة العربية، كما نجد أمثلة معاصرة في التاريخ الأوربي وتاريخ أمريكا الشمالية والجنوبية وفي التاريخ الآسيوي والأفريقي. فلم يكن انتصار جنوب أفريقيا القريب على دولة الأبرتيد العنصرية برمزية شخصية نلسون مانديلا سياسياً والرمزية الأدبية لكل من نادين غورديمر الحائزة على جائزة نوبل في الأدب 1991، وجون ماكسويل كوتزي الحائز على تلك الجائز 2003، وقبلهم شخصية غاندي سياسيًا سلميًا مقاوماً وشخصية طاغور شاعرًا معارضاً للتفاضل العنصري بين الأديان وبين الأقاليم في الهند (على التباس مواقفه السياسية، إلا تعبيرًا عن سجال التحولات نحو المشتهى العدلي.

وكذلك لم يكن انتصار حركة الأمريكيين السود لتحقيق عدالة المواطنة على أرض أمريكا الشمالية برمزية إبراهام لينكون وشخصية مارتن لوثر كنج وروز باركر ولا مقاومة أمريكا الجنوبية برمزية تشي جيفارا وبرموزهما الثقافية والأدبية من إنجيلى ديفيز، والشاعرة مايو أنجلو وتوني ميرسون (أمريكا الشمالية)، جابرييلا ميسترال، ميجل ميخائيل أستورياس (أمريكا الجنوبية).. بالإضافات إلى النضالات المعاصرة بالعالم العربي ورموزها الأدبية والشعرية من أبو القاسم الشابي إلى محمود درويش وقاسم حداد إلا جزء من مما أسميه معلقة العالم الشعرية أو جدارية التشكيل البشرية من أجل حرية الإبداع وحق الحياة الكريمة بما لا يقدر بثمن وإن ارتفعت الأثمان.

 

*علي الدميني كسر حصار الثقافة

 –السؤال الجدلي الأهم عن الحداثة في الثمانينات، هل كانت الحداثة مؤطرة فقط بقالب الشعر، أم كانت في نظر الحداثيين مفهوماً شمولياً للحياة بكل جوانبها. بماذا تجيبين وأنت إحدى أهم رموز الحداثة في السعودية والعالم العربي ؟

لا زال لدي تحفظ ولنقل أنه تحفظ منهجي على تسمية أجيال الكتابة التجديدية والمستنيرة شكلا ًومجالات وفكرًا بمسمى ” الحداثيين” و”الحداثة “في السعودية، فهذا المسمى كما لفت نظري محقاً أحد المهتمين بالشأن الثقافي والوطني وإن لم يكن من المشاركين في الإنتاج الثقافي (هو مسمى أُطلق من قبل رموز الصحوة وجاء أول ما جاء عبر “الكتيب التحريضي / الحداثة في ميزان الإسلام ” ) بهدف ” التوصيم” بل وأيضا ” التجريم” لحرية الرأي ولحرية الكلمة ولكل قلم نزيه يجترح التجديد الإبداعي في الكتابة والفكر من الشعر للقصة القصيرة إلى الرواية ومن المقال الأدبي ومقال الرأي إلى الكتب العلمية المتخصصة بل كتب السيرة والأدب  
ورصد الواقع عن قرب بل معايشته ومعاناته أيضًا يفيد أن ذلك “الكتيب” في حينه قد عبر عن توجه مغرض  تقنع بقناع ديني متشدد وعمل على استعداء السلطة الرسمية والمجتمع في عملية تحريض متعمدة على الأجيال الشابة المجددة للحركة الثقافية بالمملكة في شتى مجالات الفكر والأدب وليس في المجال الشعري وحسب.
بل أن الملاحظة بالمشاركة تفيد أن المادة الأدبية شعرًا أو نثرًا لم تكن تكون هي المقصودة بحد ذاتها في عملية استعداء السلطة والمجتمع على منتجيها، إذ لم تقدم من قبل ذلك التوجه الإستعدائي المتزمت أي دراسة نقدية لا بالمعنى الموضوعي ولا حتى بالمعنى المجازي لأي من الأعمال الثقافية التي أجتهد في تقديمها جيل الثمانينات وما قبله وما بعده بل جرى الاكتفاء بعملية التجريم البواح على عواهنه لقائمة طويلة من أسماء الحركة الثقافية السعودية الفعالة وقتها وباجتزاء فقرات بل مجرد كلمات من بعض نصوصهم الأدبية شعرا ونثرا، وإخراجها من سياقها مع العمل على توظيفها توظيفا يصادم القيم السائدة بما أنطلى مع الأسف على من “أريد استعداءهم ”
وسهل مهمة تحويل الحركة الثقافية وأجيالها الشابة إلى لقمة سائغة قابلة للنهش من قبل من لم يقرأون حرفا واحدا من كتاباتهم في الغالب الأعم. وتلك المرحلة شهدت مع الأسف تراجعا مريعا في حركة التجديد الإبداعي شعرا ونثرا وكتابة نقدية وانتاجا معرفيا علميا، فذبلت أقلاما متوردة وصمت صوت العقل وأقفلت أبواب المعرفة. هناك أساتذة جامعيون ونقاد فكر وأدب أبعدوا عن جامعاتهم،
هناك أطروحات نقدية علمية حجبت أو سحبت شهاداتها، هناك كُتاب أوقفوا أو انسحبوا ران صمت على الساحة الثقافية ككل وليس على حركة الشعر التجديدي والأدب وحسب.
ولكنه ككل صمت إكراهي في حق حرية الكلمة وحرية الرأي وفي حق الكلمة الشاعرة لم يكن له أن يدوم، وإذا كنتُ شخصيا من الأقلام التي صمدت في الشدة وفي عز الضراء ما استطعتُ لذلك سبيلا في فجوات التوقيف عن الكتابة،
فإنني أعتبر أن بداية تمزيق “صحيفة الحصار” الذي تعرضنا له وتعرضت له الساحة الثقافية بالمملكة العربية السعودية لنحو عقد من الزمان قد جرى الخروج عليها ” تمزيقها ” وانتشال الثقافة من تلك المحاصرة الموجعة
بتلك المبادرة الشجاعة التي اجترحها الشاعر علي الدميني بإصدار “مجلة النص الجديد ” مع كوكبة من المثقفين والأكاديميين عام 1994م وذلك إثر انحسار صدمة حرب الخليج الثانية ومع انفراج إنشاء الدولة لمجلس الشورى
او إحياء تجربته المجمدة لعقود منذ عهد المغفور له بإذن الله مؤسس الدولة السعودية وكذلك مع بداية تكشف الهدف الأبعد لمد التشدد الديني والذي لم تكن الثقافة إلا أول ضحاياه ولكنها لم تكن المستهدفة وحدها بما أخذا يتضح للعيان.

على أنه إن كان من مجال لكلمة أخيرة في الإجابة على هذا السؤال فهي أن الأحياء منا ممن عايشوا حرقة الحصار لذلك المد المتطرف ودفعوا أثمان مواقفهم الشريفة في سبيل حرية الرأي والكلمة والتجديد الإبداعي
لا زال عليهم وعلى معاصريهم من تلك اللحظة إلى هذه اللحظة وما تشهده من تحولات واجب اخضاع التجربة للفحص بمنظار النقد الموضوعي للذات  بمعنى أننا نحتاج لعدم الاكتفاء في مراجعة ما على تلك المرحلة من عمر الحركة الثقافية بالمملكة العربية السعودية وما عليها بترديد المظلوميات أو بالاستمرار في ندب دور الضحية وهجو ” الصحوة” أو بمحاولة تنزه تقديسي لما كانت عليه الحركة الثقافية.
هذا إذا لم يجري استعداء مضاد للسلطة والمجتمع على من قاموا بالاستعداء على الثقافة وقتها، بل إن المطلوب أن نجترح مراجعة علمية تملك شجاعة وأدوات وبصيرة نقد الذات ونقد الآخر بمعايير منهجية موضوعية.

 

*أسجل اعتراضي الشديد على هذا القول 

 –يصف الشاعر سعد الثقفي الحداثيين بأنهم لم يكونوا ناضجين ولا عقلاء وكان ينقصهم التصور الشامل لما قد تؤول له الأمور. مما سهل لخصومهم النيل منهم، وتصويرهم أعداءً للدين. بماذا تردين ؟

دعني أولًا أسجل احتجاجاً على صيغة السؤال فمن الصعب قول كلمةالحداثيين دون ضبط منهجي للمفهوم لغة واصطلاحا ودون الضبط الإجرائي للمفهوم مثل من المقصود بالحداثيين وما المقصود بالمصطلح خارج نطاق استخداماته التي راجت في نهاية مرحلة الثمانينات الميلادية كنوع من الغيبة أو النميمة والتجريح للمثقف السعودي ولحركة التجديد الثقافي على الساحة الثقافية لدينا بالمملكة العربية السعودية.

ثانياً دعني أسجل اعتراضاً شديدا على القول ولو تلميحا بأن المثقفين السعوديين لم يكونوا ناضجين ولا عقلاء وكان ينقصهم التصور الشامل لما قد تؤول إليه الأمور، مما سهل لخصومهم النيل منهمإبان تلك المرحلةومع ذلك فإنني أطرح مرة أخرى أن تلك المرحلة من عمر حركة التجديد الثقافي شعرًا ونثرا وفكرًا ومعرفة علمية كما ذكرتُ في إجابة السؤال السابق تحتاج إلى مراجعة نقدية علمية تاريخية موضوعية لا تتورع عن نقد الذات المثقفة والواقع الثقافي والعام لتلك المرحلة نقدًا بناء يجعلنا قادرين على معرفة مالها وما عليها وتحديد مواقع الخلل ومسؤوليته وفهمه ومن ثم التعلم منه للتجاوز والانطلاق من جديد في عالم ثقافي يقبل التعدد وعلى ساحة ثقافية تتسع للجميع في علاقات سلمية دون مصادرات ولا استعداء، أي كان الخلاف في قضايا الفكر والأدب.

 

*لا أستسيغ تعالي الفصحى على اللهجات

 –من قصائدك نلاحظ استخدامك بوضوح اللغة المحكية الدارجة والمفردات العامية، أليست تلك جناية بحق الفصحى ؟

أولا دعني أبوح لك بأنني لا أستسيغ من قريب أو بعيد تلك النظرة الاستعلائية وتلك التراتبية الطبقية التي يحاول البعض أن يفرضها في العلاقة بين اللهجات الدارجة المتعددة في العالم العربي والمتعددة أيضا لدينا بالمجتمع السعودي في لهجات تقطر جمالا وتنوعا بين المناطق وسطا وشمالا جنوبا، شرقا وغربا وبين اللغة العربية الفصحى. وبإمكانك أن تسجل على لساني بأنني أعتبر أن اللهجات العامية على تعددها أصواتا ومنطوقا وكلمات وتعبيرات ومدى ومجازات بحمولتها التاريخية من الموروث الثقافي الشعبي  وبحمولتها اليوم من كلمات التقنية الحديثة والثقافة الرقمية هي جزء حيوي وعضوي من المكونات اللغوية السرية والسافرة التي شكلت ولن تكف عن تشكيل المكون الجمالي الأصيل للغة العربية الفصحى.

ولا شك لدي أن تساقي اللغة العربية من مصدرها القرآني العظيم يقدم لنا منجمًا ليس له منتهى في العلاقة بين بساطة المعاش اليومي وبين عظمة اللغة العربية واتساع بحورها ولا مداه. ومع ذلك سجل على لساني أيضا بأنني أتحدى من قرأ سطرًا واحدًا مما كتبت على مدى ما يزيد اليوم على ثلث قرن أن يجد جملة واحدة مكتوبة باللهجة العامية. نعم استبطن اللهجة العامية سواء أردتُ أو لم أرد بحكم المعايشة كرافد ثري من روافد لغتي العربية الفصحى ولكنني التزمتُ والتزم الكتابة شعرا ونثرا باللغة العربية الفصحى مثل ما التزم بشغف التجديد الشعري والتعبيري والتنويري ما وسعني العمر.

 

*هذا المرسوم جبان 

-في العراق بلد السياب ونازك الملائكة وفي فترة السبعينات الميلادية يصدر مرسوم رئاسي بمنع الشعر الحر. في الوقت ذاته فتاة نجدية لم تبلغ العشرين من عمرها تصدر ديوانها الأول بصيغة الشعر الحر. من أين لكِ هذه الشجاعة ؟  

ليس في الأمر شجاعة شعرية فالطيش الشعري(الجرأة الإبداعيةمن طبائع الأمور بالنسبة للشعراء سواء في العراق أو في بلاد واق الواق فما بالك ببنت من بلد معلقات الشعر ومن أرض سوق عكاظ أرض أمرؤ القيس والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والخنساء بنت لم تتربى بعيدا عن أخيلة ليلى الأخيلية بنت عالية نجد خلابة اللباب الشعراء بشعرها الجزيل من أبي نواس وأبي تمام إلى أبي العلاء .

ولكن بالتأكيد هناك لحريات الشعر أضداد وأعداؤهم أعداء الإبداع بأنواعه، وهناك تاريخيًا مكائد فاشلة وهناك لا غرو جبن سياسي لتلكالرئاسة التي تصدر مرسوما لمنع الشعر الحر في السبعينات الميلادية في بلد خصيب مؤسس لحركة التجديد الشعري على يد مؤسسي قصيدة التفعيلة الأوائل الشاعرة نازك الملائكة والشعر بدر شاكر السياب منذ الخمسينات والستينات.

ويبقى أن تلك الرئاسات وصنوها ذهبت وستذهب إلا أن الشعر باق ما بقيت على الأرض حياة.

 

*لا زلت أبحث عن إجابة 

 –الآن في عام ٢٠٢٢م هل لا زلتِ تتساءلين إلى متى يخطفونكِ ليلة العرس ؟!

كان بودي أن تكون إجابتي لا لأقفل هذا الفصل من حرقة الأسئلة لكن هل حقا وجدتُ إجابة شافية لأكف عن السؤال، يعز علي أن أصارح نفسي وأصارحك أنني لا زلتُ أبحث في هذا السؤال وأجده يتجدد بتقادم العهد ويولد أسئلة جديدة كأن السؤال تلك الينابيع المعرفية التي كلما خلت أنك شربت منها ازددت عطشًا أو لعله المعرفة نفسها التي كلما انغمسنا في بحورها اكتشفنا مدى جهلنا دون أن نصل مداها المتمادي، تجربتي الشعرية والحياتية بعد هذا العمر الطفل المعمر تقول تتسع الأسئلة وتزيد تحدياً كلما أمعنا في الكتابة وفي الحياة، فيا لسأم الحياة ويا للاستسلام لتكرار مآسيها لولا لعبة الأسئلة الإبداعية وإبداع الأسئلة.

 

*لا يهمني رضا المتنطعين إعرابياً 

-لماذا كتبت في مقدمة كتاب سيرة الأمهات أنه وثيقة اجتماعية وشهادة شعرية وبأي معنى ولماذا ضربت عرض الحائط بالسلامة الإعرابية فجعلتٍ عنوان الكتاب سيرة الأمهات وليس سير الأمهات؟

كتاب سيرة الأمهات الذي شاركني في كتابته أكثر من خمسين كاتبا وكاتبة سعودية بكتابة سيرة أم كل منا هو في قراءتي له كمحررة للكتاب تجسيد ميداني لسيرة الأم على هذه الأرض أرض المملكة العربية السعودية من الجزيرة العربية بتعددها المناطقي والجيلي والطبقي والثقافي وهو تجسيد رمزي لسيرة الأم في كل مكان من العمران البشري ولذلك لم يكن لي أن أقدم عنوانًا مدرسيًا  يرضي المتنطعين إعرابيا ولكنه يشكل خيانة سوسيولوجية لمحتوى الكتاب وخيانة أدبية لشعرية الكتاب.

وقد كتبت مقدمة سوسيولوجية للكتاب أزعم أنها غير مسبوقة في انتاجنا الثقافي والسوسيولوجي عن الأمومة كحالة شعرية من ناحية وكتمثيل اجتماعي من الناحية الأخرى وفيها بحث في أسئلة الامومة وفي تنوع الأمومة وفي مراحل علاقة إعادة التفكير في الأمومة وإعادة الاعتبار لحضورها في حياتنا لإخراجها من الحيز الشفهي والهامشي لحيز التدوين التاريخي والتساؤل الفلسفي والكتابة الإبداعية.  

ولعل مقدمة كتاب سيرة الأمهات بل الكتاب ككل بهذا المعنى بالإضافة للمقدمة المميزة التي كتبها المفكر عبدالعزيز الخضر تشكل بداية لإدخال علم الأمومة كفرع أكاديمي في اقسام العلوم الاجتماعية من جامعاتنا وللانتقال بأدب الأم من أدب  التمجيد وأدب المراثي والقصائد العاطفية  إلى أدب عالمي في بعده الفلسفي العميق وفي بعده الشعري الشفيف.

 

التعليقات

  1. يقول الكاتب الأديب جمال بركات:

    أحبائي
    أبنائي وبناتي
    الزميلة الصديقة المبدعة المتألقة الدكتورة فوزية بنت عبدالله أبوخالد
    ليست مبدعة عادية
    هي بحق زهرة في الحديقة الثقافية
    بدايتها كانت مبكرة جدا في الساحة الصحفية
    وبدأ التفاعل مع الحروف لتبني عالمهافي الساحة الإبداعية
    هي إنسانة لها رؤى في الحياة وتدلي بدلوها دائما في الصور الحياتية
    الدكتورة المبدعة المتألقة هي نموذج جميل للمرأة العربية والسعودية
    أحبائي
    دعوة محبة
    أدعو سيادتكم إلى حسن التعليق وآدابه…واحترام البعض للبعض
    ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
    نشر هذه الثقافة بين كافةالبشر هو على الأسوياءالأنقياء واجب وفرض
    جمال بركات…رئيس مركز ثقافة الألفية الثالثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود