مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

أحمد بنسعيد* مقدمة أمام ما يحدث من أحداث غريبة، والبرنامج الأخير الذي خرجت به (د …

كُتب الأطفال وصناعة الرجولة


أحمد بنسعيد*

مقدمة
أمام ما يحدث من أحداث غريبة، والبرنامج الأخير الذي خرجت به (ديزني) وتصريحها أمام العالم أنها ستدعم إنتاج الرسوم المتحركة الداعي للمثلية، وأنها ستقوم بإنتاج أبطال خوارق مثليين -وقد فعلَتْ-، كان على كاتب(ة) كتب الأطفال أن يتقدم بكلمته في الموضوع ويرسم طريق العمل الذي ارتضاه لنفسه محترما خصوصيات مجتمعه.
فطرة الرجولة
وأقصد بالرجولة، وضع الأمور الفطرية والخِلْقية في نصابها: الأنثى أنثى، والذكر ذكر مع التحلي بأخلاق الشهامة والإنسانية في أعلى درجاتها.
واعتبار الشذوذ شذوذا والعمل على علاجه، لا على نشره من خلال الدعم العلني لأعمال تدعو الأجيال الجديدة لتقمص أدوار أبطال الرسوم المتحركة الذين يعانون منها.
ذكرت مديرة ديزني “كاري بيرك” أنها أمّ لطفليْن: أحدهما متحوّل جنسيا؛ والثاني ثنائي الميول الجنسية. وكلا الحالتيْن (إذا تعلّقا بطفل ذكَر) تدعوان إلى تأنيثه، وتدفعانه كي يتخلى عن رجولته. هذا هو لب الأمر الذي أصبحت (ديزني) منذ مدة واليوم –على لسان مديرتها- تدعو إليه بشكل جهري علني.
تأسيس النعومة، وبسطها على الذي يُفترض فيهم أن ينشؤوا على الرجولة والخشونة سيقلب موازين الطبيعة لجيل غريب بكل المقاييس؛ غريب في تصرفاته، في أذواقه، في أحلامه…حين يشتري الولد دمية وردية اللباس، بينما تشتري البنت كرة، هل بذلك نكون حققنا نجاحا باهرا؟ …هل نكون بذلك قد دفعنا بعجلة التنمية إلى الأمام؟ …هل نكون بذلك نداوي هذا العالم المليء بالتناقضات؟
مستقبل الرجولة
وحين يكبر هذا الذكَر الذي تتلمذ على كتب تحولت لرسوم وأفلام بعثرتِ الأوراق وشتّتت الأدوار، ويتحقق الهدف الذي ترمي إليه (ديزني)؛ فيتخلى هذا الذكَر عن رجولته ويلبس الباروكة، ويضع القرط، وأنواع الماكياج، ويرقق صوته، ويقوم بعمليات تغييرية على جسده…هل بذلك نكون حققنا شيئا للوجود؟ ولسلامة الوجود؟؟ …إذا اصطف الذكور أمام صالونات التجميل والحلاقة يتجاذبون أطراف الحديث ويشيرون بأكفهم إشارات الإناث…ويشتغلون “رقاصة”…ثم إذا كوّنوا ثروة يتزوج الذكران فيما بينهم، ثم يحتارون في موضوع الذرّيّة فيتبنّون طفلا تأخذه الحيرة مَنْ أبوه؟ ومَن أمّه؟؟…هل نكون بذلك قدمنا دواءً لأمراض العالم؟ …أم نكون بذلك كرسنا أمراضه وعمّقنا همومه وغمومه؟؟ …
أفكار تأنيث الرجولة والقضاء عليها شيئا فشيئا، أفكار شاذة عنا، وستظل كذلك…نحن كعالم عربي إسلامي نتمسك برجولتنا، ونعتز بتربية الرجال، هكذا نشأنا، وهكذا سينشأ أبناؤنا: الرجال رجال والنساء نساء، تتفجر منهم الشجاعة والإقدام وخصال الشهامة…
وقد استشعرت دولنا العربية –ولله الحمد- وألف تحية لها، فمنعت عرض أفلام ديزني الداعية للمثلية. ودول الشرق أيضا شعرت بخطر ما يحدث، حيث تعمل الصين على إضافة مادة حول “الرجولة” في المناهج المدرسية، لأن المسؤولين لاحظوا أن فتيان هذا الجيل أصبحوا ناعمين و”أنثويين وحساسين أكثر من اللازم”.
عمل كاتب(ة) كتب الأطفال في ظل التحديات:
لا بد للكاتب(ة) –اليوم- والأمر يخصه بشكل مباشر جدا باعتباره يتعامل مع الأطفال، أن ينتبه لترسيخ الرجولة من خلال كتاباته للأطفال، كخطوة دفاعية تزيد من تكثيف ترسيخ قيم الرجولة واحترام الأدوار التي نشأنا عليها قرونا في هدوء وطمأنينة وسلام نفسي، نرتضيه لأبنائنا وبناتنا ولا نبغي له بدلا.
ولا بد للدول أن تضع من جهة برامج مكثفة لدعم الكتابات التي تدعم الرجولة في نفس الرجال، وتُشعرهم بالرضى عن الذات، وتُحيي فيهم أخلاق الفروسية…ومن جهة أخرى إلى منع كل ما من شأنه أن يصل لأطفالنا خادشا لهذه القيمة الفطرية التي فُطر الناس عليها.
خاتمة:
وفي الأخير نرجو كغيرنا أن لا يقع العالم مستقبلا في أزمة “فقدانِ رجولةٍ’ دولية. وحبذا لو اتجهت (ديزني) القوية في التعامل مع الأطفال برأسمالها الضخم، لإنتاج وتشجيع ودعم أفلام توضح للأطفال وتؤسس لجيل يعرف كيف يعالج: الجهل والفقر والأمراض، ثالوث انتكاسة كوكب الأرض. إذن لرفعنا لها قبعة التحية وشكرناها على مجهوداتها الجبارة، أم هي معاول الهدم وتخريب القيم في العالم؟ 
وأعود فأقول أنها سنة الله سبحانه في صراع الخير والشر منذ غابر الأزمان، راجين كغيورين ومدافعين عن الأطفال وحراس لنقاء عالمه أن ننجح بجدارة ورجولة في مجال التدافع الكوني لترجح كفة الخير على كفة الشر.

*كاتب للأطفال_المغرب
bensaid_ahm@hotmail.fr

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود