الأكثر مشاهدة

شاهيناز العقباوى* “المحقق كونان” أحد أشهر قصصها المعروفة عالميا وعرب …

فن المانجا الياباني وأدب الطفل

منذ سنتين

784

0

شاهيناز العقباوى*

“المحقق كونان” أحد أشهر قصصها المعروفة عالميا وعربيا نُشر منها ما يُقارب 100 مجلد. وتتميز بأحداثها وحبكتها القوية، فهي تتحدث عن قصة المحقق وسعيه لحل لغز العديد من الأحداث الغريبة بصورة تتميز بالذكاء والمعرفة، وتدخل هذه القصة وغيرها من المميزات ضمن واحدة من أهم أشكال الفن الياباني، “المانجا” وتشمل كلا من الرسومات والكتب والروايات المصورة، وتختلف عن قصص الرسوم أو ما يُعرف بالكوميك، بأنها عادة ما تُقرأ من الخلف للأمام ومن اليمين إلى اليسار، على عكس القصص المُصورة التي تُقرأ من الأمام إلى الخلف. وتُطبع مجلات المانجا على صفحات بيضاء أو أوراق مُعاد تدويرها بالحبر الأسود، وتحتوي على أكثر من 400 صفحة تكون على شكل القصص المتسلسلة، تُنشر في المجلات أولا ثم تُطبع في كتب، وتهتم بقيم وأخلاق وعادات المجتمع الياباني، وتتميز بطريقة سرد الأحداث، إذ يتم التركيز على التفاصيل، و قصصها طويلة وذات حبكة معقدة، وتتميز بالبساطة في الحوار و شخصياتها قريبة من الواقع. وتعتبر تفاصيل العيون من أشهر ما تتسم بها رسوم المانجا، حيث تستخدم عيون الشخصيات لإظهار المشاعر المختلفة كالرعب والحزن والسعادة واليأس.
استُخدمت المانجا منذ قرنين في اليابان لوصف الرسوم الهزلية، وهي أشهر وأضخم من الرسوم المتحركة المعروفة بالأنماشن، وعرفت لأول مرة على يد كاتسوشيكا هوكوساي، الذي نشر أول مجموعة باسم “هوكوساي مانجا ” عام 1814م ، ضمت 15 مجلدًا وتحتوي على 4000 من الرسومات الفكاهية.
تُنشر المانجا في الغالب باللونين الأبيض والأسود، وفي بعض الإصدارات، تُطبع بالألوان الكاملة، وهناك العديد من أنواع المانجا صُنّفت تبعًا للفئات العمرية..تهتم بعرض كل أنواع الموضوعات (الرومانسية، المغامرات، الخيال العلمي، الكوميديا) كما تتوجه إلى كل شرائح المجتمع على السواء. وتعد من أنجح التجارب في مجال القصص المصورة على الصعيد العالمي، إذ إن عائداتها الأسبوعية في اليابان، تعادل السنوية لصناعة القصص المصورة الأمريكية، وذلك لكثرة الإقبال عليها. وغزت المانجا المجتمعات الغربية في بداية الثمانينيات، مع موجة اقتحام (الرسوم المتحركة اليابانية) لشاشات التلفزيون الأوروبية. لاقت رواجًا كبيرًا بين أوساط الشباب على وجه الخصوص، الأمر الذي يجعل منه فنا عالميا ينتظره العالم أجمع من اليابان سواء بالتقليد أم ظهور تعديل جديد فيه لدرجة باتت معها كل أطفال العالم يحبون القصص المصورة أو التي يتم تحولها إلى أنيماشن، و حاليا لا تجد طفلا في وطننا العربي إلا ويعرف مسلسلا أو قصصا مصورة يابانية.
وتعد مراكز الثقافة اليابانية في العالم أحد أهم روافد تصدير هذه الفن، وساهمت المسلسلات اليابانية المدبلجة للغة العربية في الثمانينيات مثل “غرندايزر” “وليدي أوسكار” في وضع حجر الأساس لشعبية مثل هذا النوع من الفنون في المجتمع العربي، ومع انتشار الإنترنت بدأت شعبية المانجا بالازدياد وأصبح المصدر الأسهل لها الصفحات المترجمة المتوفرة على الإنترنت.
على كل الأحوال هو فن جميل وقديم يهتم بتزكية الأخلاق والقيم الرفيعة وتأصيلها بشكل مختلف من خلال القصص المصورة ذات الحبكات المتكاملة بأسلوب سردي يتميز بالسهولة في العرض مع، له العديد من الصفات المميزة التي جعلته فريدا في نوعه، هذا فضلاً عن سعى الكثير من المجتمعات سواء الأوروبية أم العربية إلى التأثر به بل والاهتمام بإنتاج نماذج مشابهة تتلاءم مع واقعها وقيامها لكنها لم تبتعد كثيرا عن النموذج الياباني الأصلي الذى أثبت نجاحه وتفرده وتميزه وانتشاره الواسع.

*كاتبة_ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود