476
0524
0128
0127
0224
185
0359
0202
0128
0150
0182
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03829
0
بدرية آل عمر*
تدور في المكان تبحث عن زاد !!
لم تجد سوى ذاك الفقير الذي يقتات على خبزٍ ناشفٍ و القليل من الماء.
جلست بجواره هزيلة ممزقه الثياب جائعة التزمت الصمت وفي نظراتها حيرة وخجل كيف تشاركه ؟! وهو أيضًا مثلها
بينما الطعام قليلٌ ؟
شعر الرجل الفقير بوجودها
نظر إليها بطرف عينه ومدّ لها بقطعة
من الخبز اليابس وأعطاها الماء !
بخجلٍ ومن جوعٍ أكل ثنايا بطنها أخذته
وأكلته سريعا وكأنها أكلت جرعة للحياة ..
وبصوتها المبحوح عانقت مسامعه كلمتها: شكرًا لك.
جلسا هناك تحت الشجرة عـلى ذلك الرصيف وقتاً طويلا.
يمر الوقت والرجل صامت وهي تجلس بجانبه تنتظر أن يقول شيئًا.
داهمها النوم واستلقت خلفه، وفي غفوةٍ والليل يسدل أستاره
والشارع بدا خاويًا من المارة، وصوت العالم اختفى حولهما، والمكان مظلم وصوت حفيف الشجر يعلو في المكان و بين ذلك كله، صوت أنفاس السيدة خلفه وهي نائمة، حرك قلبه حزنا وألما عليها !
حمل حقيبته أراد الرحيل وقف جانبًا ينظر إليها وكأنها تقول: لا ترحل لم يعد لي صاحبٌ غيرك!
تأمل وجهها وشعرها وذلك الجسد الهزيل الجائع عاد إلى مكانه ولم يحرك ساكنًا !!
وفي لحظة جنون العالم واستيقاظ العصافير ونسمة البحر الآتية من بعيد، وقفت بجانب الرصيف سيارة فارهة جدًا.
خرج منها سائقٌ أنيق ورائحة عطره فاحت في المكان باتجاه ذلك الفقير الذي يمد الخطى ويعتذر عن التأخير!
ذهلت الفتاة و أصبح المكان قصة للناظرين ؟
ركب السيارة والسائق يحمل حقيبة ذلك الفقير الجائع !!
تنظر إليه وهو يودعها وفي قلبها دهشة
و حزن وجوع وألم !
غادرت السيارة وذهبت معها لقمة الخبز الناشف بعد جرعة الحياة !!
وفي حيرة وذهول وألم وخوف: تسأل الفتاة نفسها من هذا الرجل ؟! وكيف حدث ذلك ؟؟ ولمن تلك السيارة ؟!!
صوت من خلفها !
أنا هنا من أجلكم !!
ولكن كنتِ أنتِ هنا من أجلي
تسمحين سيدتي أن ترافقيني مدى الحياة وكل ما أملك ملكًا لكِ؟
وفي الطريق نكتب بماء الذهب كلام الحب على رصيفٍ من جوع، وبين أحضان القدر عادت إلينا الحياة كنت أبحث عنك فوجدتك كما حلم أكتمل مع صوت عصفور وزفير سحر و بالأسحار كنا الشهيق في وقت الجنون.
*كاتبة سعودية
روائعك المستمرة… زادك الله من فضله