مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

علي بتال* لم أغادر الجسر بعد استماعي لموسيقى الغجر .. إلا بعد اخبارها بالتقاطي ل …

حفنة من الذكريات

منذ سنتين

462

0

علي بتال*

لم أغادر الجسر بعد استماعي لموسيقى الغجر ..
إلا بعد اخبارها بالتقاطي للصورة.
ولم أشعر بالراحة إلا بعد قولها: واو، أبدو أكثر طولا!

وجوه الغرباء العابرين فيها ما لا يتوفر في معارض الكتب.
وإن استعنتم (بقوقل).
وقد لا تستساغ فلسفتهم في مدينتي، ولكني أستسيغها، فقد قيلت لي وحدي!

نزل البدر العملاق من ذاك الجبل الألبي بما يفيض عن حاجة القطار ..
حيث لم يكن كبر السن شرطا للسكن الأبدي في الذاكرة!
وإن كانت هي نفسها الذاكرة التي شكوتها البارحة.
مبررًا غيابي عن موعد لم يأت به القطار من الجبل إلى الجسر.

على بعد أمتار يمينا … كان يسير صديقي وأكبر أمانيه أن يقطع هذه اللحظات التي كان صوتها لا يجاوز المترين!
فحين توقف لشرب الماء كان يحمل في يسراه حفنة ثلج ..
ولا أثقل من مزحته إلا (طينته) ..!
وكنت أسترق النظر إليه حتى انتبهت صوت لوحة على الرصيف .. أوه، لا .. أنا بخير .. أكملي ..؟

لن يطول تبرير سخافة الذاكرة هذه المرة، لفوات موعدنا الصباحي الصغير ..
ومساءً، لم نستطع خنق صوت القطار المغادر …
أما الشيء الذي رمته لي من النافذة ضاع تحت أقدام العجائز!

تأخر صديقي -غير ملام- هذا الصباح
ها هو، يركض نحوي .. يحمل حفنة ثلج أخرى
استقبلتها مبتسما، لضيق الجسر … والفضاء

ولمثل هذا قال البدر العملاق:
“ليت الشوارع تجمع أثنين صدفة”

 

*كاتب من السعودية

تويتر: @3libattal

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود