الأكثر مشاهدة

 شاهيناز العقباوى* مما لاشك فيه أن الإعلام يلعب دورًا مؤثرًا وفعالًا في أدب الطف …

الإعلام وأدب الطفل

منذ سنتين

665

0

 شاهيناز العقباوى*

مما لاشك فيه أن الإعلام يلعب دورًا مؤثرًا وفعالًا في أدب الطفل.

سواء من خلال العمل على انتشاره والدعاية له إلى جانب مساعدة المبدعين وتعريفهم بعدد من القضايا والموضوعات التي تحتاج منهم إلى تسليط الضوء عليها نظرًا لأهميتها، كذلك توسيع دائرة الإبداع ونقله من المرحلة الكتابية إلى وسائله الإعلامية المختلفة المسموعة و المرئية، فضلا عن أن دخول الوسائل التكنولوجية الحديثة تحت مظلة الإعلام ساهم في توسيع دورها المتعلق بمساعدتها على الدعاية له من خلال تقديمه بطرق مختلفة، سواء كانت عبارة عن تحويل الإبداع لأفلام كرتونية تعرض للمشاهدة أو عبر الاستعانة بوسائل الحكي التكنولوجية الحديثة.
حقيقة ما يقوم به الإعلام بأشكاله المتنوعة في دعم أدب الطفل جهد مشكور، لكن على أرض الواقع ليس كافيا.

ذلك إذا قدرت المساحة المخصصة لتناول ومناقشة وطرح أدب الطفل سواء للدعاية أو الإعلان،  وحتى المساهمة في نشره لا تعتبر كافية لعمل تغطية شاملة وعامة وكاملة،  تتناول أدب الطفل بكل فروعه بل وتعمل على إصلاح ما خرج منه عن الإطار المحدد له وإكمال ما نقص به وتقويم ما أعوج، الأمر لا يقتصر على جوانب القصور وحدها بل من الضروري أن يضع خريطة لتزكية أدب الطفل والارتقاء به لمستويات أعلى من خلال خطط محددة عبر التعاون مع كافة المؤسسات الحكومية والخاصة والذى يتحقق بالسير فى طريقين متوازيين، الأول للتقويم والثاني لتصحيح الأخطاء والمضي قدما.
الإعلام هو المرآة التي تعكس من خلالها المجتمعات واقعها بكل تفاصيله .. لكن هذا الأمر لا ينطبق بشكل كامل على أدب الطفل، ذلك لأنه رغم التقدم الذى حظى به الإعلام على كافة أشكاله  المختلفة ( المكتوبة المسموعة والمرئية )،  مازالت الكثير من الجوانب الخاصة بأدب الطفل لم تطرق إعلاميا والكثير من القضايا الأدبية لم تتناول بالشكل الذى يليق بها،  فكثير من المبدعين لم يسلط عليهم الإعلام الضوء على أعمالهم وهناك العديد من الإبداعات الأدبية في مجال أدب الطفل لم يذكر الإعلام عنها شيئًا. 
هناك معارض ومهرجانات ومسابقات واحتفالات وعروض وندوات ومؤتمرات تتناول موضوعات هامة وخاصة بأدب الطفل ، لم يتطرق إليها الإعلام ولم يشر إلى دورها وأهميتها وحقها في أن تتاح لها فرصة الدعاية والإعلان عنها، هذا فضلا عن أهمية إفساح المجال لها والمساحة الكافية لتعبر عن نفسها وتعرض محتواها ذلك حتى تتيح الفرصة لأكبر عدد من الأطفال للاطلاع عليها ومساعدتهم على معرفة المزيد والإحاطة بكل جديد في مجال أدبهم الخاص المميز بشكل متجانس متكامل هادف للارتقاء سواء بالأدب أو الطفل نفسه ولا يترك الأمر للصدفة أو الاحتياج، بل كما سبق وأشرنا لابد  أن تكون هناك خطط مستقبلية متخصصة في مجال الإعلام بكل فروعه، هدفها وضع أدب الطفل في مكانه الصحيح بين الفروع الأدبية المختلفة، لأنه لا يقل أهمية ولا إبداعا وحتى قدرة على إحداث تغيير عن أقرانه.
الإعلام دائمًا من وقت لآخر في تطور وتقدم مستمر وسرعة وتنافس في الوصول لأفضل المستويات، والأمر نفسه ينطبق على أدب الطفل فهو دائم التأثير والتأثر يسعى إلى الأفضل، ذلك لأنه ليس أمرًا عاديًا فإلى جانب كونه أدبًا يستخدم للاستمتاع والترفيه هو وسيلة لتهذيب أخلاق الطفل وتزكيتها بل والعمل على دعم الكثير من القيم الحميدة ومساعدته على معرفة وتحديد الفرق بين الصواب الخطأ،  كذلك الاطلاع على الكثير من القضايا العلمية والتاريخية والعادات والتقاليد وغيرها من الموضوعات الهامة والحيوية.
أدب الطفل كيان إعلامي متكامل يضم الصورة سواء كانت ثابتة أم متحركة يحتوى على الحوار المتكامل يعرض قضية وموضوعًا بكل تفاصيله بصورة تتميز بالرقي في العرض و السهولة في التناول، لذا الإعلام وأدب الطفل كلاهما وجهان لعملة واحدة من الضروري أن يكمل أحدهما الآخر لتحقيق أفضل نتائج.

* كاتبة _ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود