مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  هند النزاري* وانتَهَى العِيدُ ولمْ يَبعَثْ رِسَالةْ هَكَذا قَالتْ وفِي تَ …

وَانْتهَى العِيدُ

منذ 3 سنوات

146

0

 

هند النزاري*

وانتَهَى العِيدُ ولمْ يَبعَثْ رِسَالةْ
هَكَذا قَالتْ
وفِي تَلويحةِ الكفِّ المُحَنَّى قِصَّةٌ عن نَارِ أشْواقٍ
وفِي العَينَينِ طُوفانٌ مُخفَّى خَلفَ تِمثَالِ الجَلَالَةْ
قُلتُ: لا تَبتئسِي إذ رُبَّما …
فاستَوقفَتْنِي نَظْرةٌ تَخْشى الإطَالَةْ
بَعدَ صَمتٍ صَاخِبٍ قَالتْ ، ولَمْ أسْأَلْ :
نعَمْ قد كَانَ عِيدِي
كَانَ إيمَاءَةَ فَجْرِي وتَرَاتيلَ نَشِيدِي
كَانَ كلَّ النَّاسِ فِي ذَاكِرَةِ الهَاتِفِ
فِي النَّبْضِ
وفِي التَّهْوِيمِ
حَتَّى إنَّنِي أشْتَاقُ نَفْسِي
فَيُوافِينِي كَسَاعٍ لِلبَرِيدِ
كَان يَعْنِينِي إذا غَرَّدَ بِالحُبِّ وغَنَّى للحَيَاةْ
يَغِزِلُ اسْمِي فِي عِبَاراتِ التَّهَانِي
وابْتِهَالَاتِ الصَّلاةْ
كُنتُ نَجوَى عِيدِهِ
لمَّا يَزُفُّ الفجرُ للدُّنْيا
تَغَاريدَ الحُدَاةْ
كُنتُ بَحرَ التَّوْقِ فِي عَينَيهِ
إلّا إنَّنِي طَوقُ النَّجَاةْ
جَاءنِي ذَاتَ مَسَاءٍ
وعَلى كَفَّيهِ أضْواءُ احْتِفَالٍ وقُصَاصَاتُ غُيُومْ
جَاء في سَهوَةِ حُلْمٍ يَقتَفِي
وعْيًا عَلى آثارِ أقْدَامِي يَحُومْ
فَهَشْشُتُ الصَّحْوَ عن عَينَيهِ
واسْتَبْقيتُ وَجْهِي
في ثَنَايَا جُبَّةِ الليلِ الكَتُومْ
ثُم قّالتْ وعَلى زَاوِيةِ العَينِ بَقَايَا بَسمَةٍ
قَد كَان مَجنُونًا بتَأويلِ الرُّؤَى
وَالخَوْضِ في عِلمِ النُّجُومْ
قَالَ لي يَومًا تَعَالَي فلقَدْ هلَّ الهِلالُ البَارِحَةْ
حَانَ تَزْيينُ النَّوَاحِي بِالرِّغَابِ النَّازِحَةْ
فَاكسِري الطَّوْقَ عن الفَجْرِ الرَّمَادِيِّ
وغَنِّي
واجمَعِي للَّحْظةِ الولهَى فُلُولَ الشَّغَفِ الغَافِي
ولُمِّي الأمْنِياتِ السَّارِحَةْ
نَظَرَتْ من خَلفِ دَمْعٍ وَاجِمٍ واسْتَرسَلَتْ
والشَّوقُ كَالمَوْجِ المُعَانِدْ
سَرَدَتْ بِضْعَ حَكَايَا وشَكَتْ بِضْعَ مَوَاجِدْ
ثُمَّ قَالتْ فَتِّشِي الجَوَّالَ أُخْرَى رُبَّمَا أَرْسَلَ شَيئًا
أَو أَعِيدِي حِسْبةَ الأيَّامِ أُخْرَى
رُبَّمَا أخْطَأَ عَدَّادُ المَرَاصِدْ
فَأنَا أَدْرِي بِأنَّ العِيدَ يَدْرِي
أنَّهُ لا بُدَّ عَائِدْ
وَأنَا قَيْدُ انْتِظَارِي وعَلى الآمَالِ تَرْتيبُ التَّغَاريدِ
وتَأثِيثُ المَوَائِدْ.

*شاعرة سعودية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود