85
0339
0202
0127
0150
0177
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03827
0
شوق السماعيل*
“عليك أن تنجح قبل الثلاثين“ “عليك أن تتخرج قبل الثلاثين “ “عليك أن تتزوج وتنجب قبل الثلاثين“ “عليك أن تكوّن ذاتك مهنياً قبل الثلاثين “
إنه مامن كلمَ يدب الرعب في نفوس الطامحين كمثل هذا
مما يجعل من الإنسان ينسى أن يحيا سنينه برويّة، وما يلبث القلق أن يهيمن على تفكيره، ويعيش ما تسنى له عيشه بترقبٍ وقلق عارم لأعوامه القادمة حتى ينسى بأن مرور الأيام يُشير إلى مرور عمره،وتعاقب الليالي يعني انقضاء جزء من حياته، إن التنميط العمري هو ذا بعدين، فإما أن يحد من الإنتاجية المرغوبة، وإما أن يُضفي إلى هوس الإنجاز، ولكليهما نتاجٌ وخيم !
على المجتمعات أن تتوقف عن قولبة الإنجاز والرغبة في تجاوز المراحل التي تحوي في مكامنها سعة البحث ورحابة الإكتشاف، وإمكانية السعي، وإتاحة التقصّي، حيث بمقدور المرء أن يُخطئ ويشرع في تصحيح أخطاءه، ويستمر في الولوج إلى المنافذ وتقبل وعورة الطرق وومضاءها، وتذليل السُبل وعثراتها، والتكيّف مع التغيرات، وفي ذلك من جهالة الشباب وحدثاء الأسنان الذين تسيطر عليهم ضبابية الرؤيا وفجوات الآراء
تبرمجنا على مواقيت المجتمع ونسينا أن لله التوقيت والتدبير، وأنه لا زال في العمر متسعٌ للعيش ومواعيدٌ للجذل وأبوابٌ للبهجة لم تُفتح بعد، نسينا أنه حين يستثمر الإنسان في ذاته ما سنحت له دنياه ويتقبل ما تقدمه له الحياة دون وضع أجندات خاصة تجدول مساراته وتقيّد حركته دون خلق توازن فسيتمكن من أن يكون حراً دون أن تكبّله المعايير المجتمعية البالية، نحن ننظر للحياة بمنظورٍ رمادي، حيث لا نعي بأنها لوحة فنية ونحن من يبتدع في إحكام القبضة على ريشة الرسم.
ما منٍ أحد مطالب بالالتزام بأي خطة حياتية مرسومة ما لم ينمّ ذلك عن قناعة شخصية، ومفاهيمٍ بنيت على أساسات منطقية، في زمن ٢٠٢١ حيث لا أحد يسعى بهدوء، لا أحد يسعى باستمتاع، ولا أحد يسعى بتلذّذ، لا أحد يسعى بشغفٍ فعلي، الجميع يسعى وهو خائف، يسعى وهو يتشاءم، يسعى وهو مذعور من النتيجة، ويمشي بالطريق وهو خائفٌ مما سيجده في مفرقه، ما هذه الحياة سوى تحصيل حاصل، ورزقٌ قسمه رب العباد بإنصافٍ وعدل، فما لم يكتب من نصيبك لن تناله وإن تجاوزت الثلاثين، و ما كتبه الله أن يكون في حيازتك لن يردعنه عنك عمرٌ ولا رَقم !
اخرج من متاهة الأرقام واتركها لكم
عش كل يوم وكأنك لن تحيا يوماً آخر بعده.
*كاتبة سعودية
مقال جميل ابدعت حروفك ونورت بنان فكرك