مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  بسام الطعان* لا خوف ولا ندم مع الحب، وبالحب نحتمي من المحن، نتحصن من أي غ …

فاتنة كعرائس الأساطير

منذ 4 سنوات

290

0

 

بسام الطعان*

لا خوف ولا ندم مع الحب، وبالحب نحتمي من المحن، نتحصن من أي غزو، ومن يحب تأتي إليه النعم كله، ولن يقهره الموت، فلا تغيبي كثيراً، العمر موجوع والمدن باكية، البلاد من شرقها لغربها تنزف، تبكي، تشيّع، تقيم موائد الحزن، وتفكر بالانتقام.

وها أنذا اليوم، أعلن بأسمك زمنا رائعا لا خوف فيه ولا حزن ولا قهر ولا عذاب.

سلام عليكِ أيتها الفاتنة كعرائس الأساطير، البهية كليلة العيد، الشفيفة كقصيدة حب، سلام على الورد والزهر في وجنتيكِ، على الأطياف والصور في ظلكِ، على الألحان والسحر في فمكِ، سلام عليكِ وأنتِ تولدين من رفيف الأحلام وخفقان القلوب، سلام وأنتِ توقدين من فضاءات الروح قناديل أقماركِ .

   إنكِ أجمل ما رسمته الحكايات وأروع ما أبدعته القصائد، انكِ وردة من ضوء، وغيمة كلها حنان، وحمامة من شجن، أنني مؤمن بكِ وببراءة وجهكِ ومقتنع تماما بكل المعجزات التي تجترحها عيناكِ على الأرض، مؤمن بالنهار حيث يبدأ من ابتسامتك المضيئة، وبالبحر حيث يعلن في أعماق عينيكِ تحولاته، مؤمن بالفراشات وهي تمتص رحيقها من وردة ثغركِ، وبالعصافير تقتبس أشعارها من ارتعاشة صوتكِ.

    وجهكِ ينبت الفرح مشاتل في رماد هذا العالم فتعالي واطلعي على ثلجي كي يضحك، وتورق كرومي، وتنضج عناقيد العنب حين تلامسها أناملكِ الدافئة.

هل تذكرين ؟ كم كان الزمن جميلا؟ كان العمر لنا ومعنا، أمطرنا نهارات الربيع وليالي الصيف بالضحكات والمواويل وقصائد بلون البنفسج ، كنا ندور في الشوارع ، وفستانك الأزرق الموَرد يطير في الهواء ، كانت يدك الطرية تمتد لتضم يدي، وصدرك العاجي يستقبلني بدفئه المعهود ، يجذبني إليه، ويغسلني بسكر من عطف وحنين .
والآن .. ها أنتِ بعيدة مثل خيال الظل، لمَ تأخرتِ ؟ أصرتُ أضجركِ إلى حد أن تتركيني للصمت وعزلة الأيام التي تذبح أحلامي مع مطلع كل فجر؟
في كل مساء يشبه عناقيد العنب وابتسامة “الجوكندا”، أبحث عنك في وجوه المارة ولا أجدكِ، أقف على الضفة اليسرى للنهر، أنتظر أن يطلع وجهك من عمق النهر، أسير تائهاً حتى يستقبلني مطعم عابق بعطر الماضي ووجهكِ يتماوج مع بخار قهوتي وجدائل الياسمين، أنتظر أن تلتحقين بي ولو كان ذلك قبل أن يغلق المطعم أبوابه مع آخر الليل، أنتظر أن نغني حتى مطلع الفجر كعاشقين على رصيف ما في مدينة لا تنام.
لكنكِ لا تأتين، ويظل غيابك وحده يدمّر خيوط القلب، وهذا الصوت الممزوج بنكهة الحب يتعالى:
كل الأماكن مشتاقة لكِ، ومن غيركِ يزرع بعينيّ ألف حلم قابل للحياة؟

 

*كاتب من سوريا

bassamaltaan@yahoo.com

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود