188
1155
184
0172
010
047
08
0162
087
0سـامي المعمري* حَلِّقْ بِقلبي لا تَـرُدَّ جَناحَهُ واعْبُر بٍهٍ فَوْقَ الصَبابة والْقِهِ فإذا هَوى بالحُبِّ في قاعِ الهَوى فَجِّر لهُ ي …
2039
01654
01347
121311
01116
1ابتسام الحيان*
من أشهر الاضطرابات النفسية علمياً، وأشدها ألماً لدى مرضاه لشدة سطوته الإجبارية، حيث يدخل المريض في دوامة من التوتر العالي تجبره على القيام بأفعال معينة إلى حد الاختناق، البكاء والضجر.
حيث تصنع من الإنسان نسخة شديدة ودقيقة تتأكل داخلياً، قد يستطيع البوح بها وقد لا يستطيع إن لم يتم التدخل العلاجي في الوقت المناسب، وإلا تصبح حياته أشبه بالدهاليز السوداء.
فما هو الوسواس القهري ؟
هو اضطراب نفسي مرتبط بالقلق ويتسم بنمط من الأفكار والمخاوف غير المنطقية (وساوس) تُخْضِعْ المريض لأفعال قهرية متكررة وبرغم وعيه بسخف الفكرة وغرابتها، إلا أنه يواجه صراع مميت إذا قاوم ما توسوس به نفسه بل ويشعر بإلحاح داخلي للقيام بها.
كما يغلب على مصابي هذا الاضطراب التردد والتشكيك والتزمت والتدقيق إضافة إلى التمركز حول الذات وتمسك شديد بالفضيلة ونزعة المثالية.
ولكل اضطراب نفسي عوامل ومسببات كما نعلم تتمثل فيما يلي:
١/أسباب علمية: تعود إلى اختلال في النواقل العصبية للدماغ مثل السير وتونين والدوامين مما يؤثر على الاتصال العصبي بين الخلايا.
٢/أسباب وراثية: يعود إلى التاريخ الطبي النفسي للعائلة.
٣/ النظام التربوي الصارم وانعدام المرونة وغرس الخوف للطفل منذ وقت مبكر.
٤/ الشعور بالأثيم وعقدة الذنب ويقظة الضمير الباحث عن الكمالية المفرطة.
٥/الترحيب بالأفكار السلبية واقتنائها ضمن مقومات تفسير الاحداث.
٦/ الشك المتطرف بالذات.
٧/السلوك القهري المضاد للمجتمع بمثابة الاندفاع السلوكي للقيام بعمل ما كالسرقة …إلخ
ويتفرع هذا الاضطراب إلى موضوعات معينة على سبيل الذكر لا الحصر مثل:
_وساوس الفكر: ويظهر ذلك في التفكير واجترار الأحداث والبحث في تفاصيل الأمور وتمثيلها بوجه آخر، إضافة إلى التشاؤم وتوقع السوء.
_التلوث والنظام: يتضح ذلك في تكرار غسل اليدين – الاستحمام -الوضوء وتنظيف الأدوات اكثر من مرة إلى حد ظهور الندبات الجلدية، اما ما يتعلق بالنظام فيكون في المشي على مربعات معينة أو أماكن محددة او ضمن مسار واحد .
_الفحص والتحقق: مثل التأكد من إقفال المصابيح الكهربائية لأكثر من مرة وكذلك إغلاق الأبواب و إطفاء المواقد إضافة إلى القيام بتكرار اعداد معينة وكلمات وعبارات خاصة.
_الاكتناز القهري: الإفراط في تكديس الأشياء وصعوبة التخلص منها .
ولن اتحدث من البرج العاجي لهذا المرض بل برؤية واقعية لشدة معاينة المريض تحت وطأة الضغوط الإجبارية الداخلية، فنحن كمسلمين لنا تنوير بصيرة سابق من المولى عز وجل لهذا الاضطراب كما ذكر الله تعالى ( مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ).
إذ إن المآل لتمدد هذا الاضطراب مالم يتم جزره هو الحزن و لربما الانتحار.
ولعلنا نوجز أهم طرق العلاج للوسواس القهري:
١_العلاج الديني: بالاستعادة بالله عز وجل كما قال :(وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) والخروج من القالب الحاضر للفكرة.
٢_العلاج النفسي المعرفي: من خلال الكشف عن الأسباب وإزالتها وإيضاح المعنى الشعوري للموقف وتنمية البصيرة تجاه الحدث من خلال التطمين التدريجي للتقليل من الخوف ومن ثم تجنب مثيرات الوسواس.
٣_الإزاحة والتعاكس: وذلك بإبعاد الشعور السيء للموقف وتدريب المريض على ذلك من خلال تعزيز الثقة بنفسه ،إضافة إلى إظهار سلوك معاكس لجبريتها مثل التأكد من إغلاق الباب اكثر من مرة فيكتفى بمرة واحدة.
٤_التعرض المباشر: وذلك بعرض المريض للموقف للتأكد من واقعيتها ومدى ضبابية الفكرة المزعجة وإنه لا واقع لها.
٥_العلاج البيئي: بمشاركة الأسرة وذلك برفض التزمت وترك الأمور تسير بأريحية وإيجاد مثيرات أخرى مثلاً الأطفال بتوفير الألعاب التي تعمل على تنمية الذهن والفكر وكذلك الكبار بشغل أوقات الفراغ بالقراءة واستجداء ما تستهويه انفسهم لرفع مستوى الشغف لديهم بالتالي صرف مراكز الانتباه في الدماغ عن الفكرة المزعجة.
وأخيرًا ،،
ليس من السهل التعامل مع المريض، لذلك يجب عدم إهمال النفس وإعطاؤها حقها من الراحة واستمرار متابعة الجلسات العلاجية مع المختص النفسي ومتابعة مراحل العلاج.
والعمل على تشجيع المريض بتقدمه النفسي في أي مرحلة وإثبات قوته الداخلية في مواجهة مخاوفه ،لينعكس ذلك سلوكياً عليه.
متمنين للجميع دوام الصحة النفسية والاستقرار الفكري.
*كاتبة سعودية
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.
جميل جداً