470
0304
0729
0585
0403
051
051
059
087
091
0269
3الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11939
07228
06981
06412
05876
5فقه الدلالة العربية -٣-
خلود عبد العزيز الحربي*
لقد ُشغل العلماء واللغويون قديمًا وحديثًا بتحديد النِّظام اللُّغوي الذي يحكم نظام العلامات اللغوية، واحتلت (ثنائية اللفظ والمعنى) منزلة الصَّدارة من الدراسة والجدل المُستمر، ولابن جني في قضية اللفظ والمعنى آراءٌ رائدةٌ، منها تفسيره للعلاقة الطبيعية بين الصوت ودلالته، فينقل قول الخليل:
“كأنَّهم توهَّموا في صوت الجندب استطالة ومداً فقالوا: صرًّ. وتوهموا في صوت البازي تقطيعاً فقالوا: صرصر.”.
ويقول سيبويه في المصادر التي جاءت على وزن فعلان:
أنَّها تأتي للاضطراب والحركة؛ نحو: القفزان والغليان، والغثيان، فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال.
ومِن ذلك قولهم: النضح للماء ونحوه، والنضخ أقوى منه؛ قال تعالى: (فيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ)؛ فجعلوا الحاء لرقتها للماءِ الخفيف، والخاءَ لِغَلظها لما هو أقوى منه.
ومن ذلك: القدّ طولاً، والقطّ عرضًا؛ لأن الطاء أحصر للصوت، وأسرع قطعًا له من الدَّال، فجعلوا الطاء المناجزة لقطع العرض؛ لقربه وسرعته، والدَّال المماطلة لما طال من الأثر، وهو قَطْعه طولاً.
ومثله باب فَعَل وافتعل؛ نحو قَدَر واقتدر، فاقتدر أقوى معنى من قولهم: قَدَر، قال سبحانه وتعالى: (فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ)؛ فمقتدر هنا أوفق من قادر؛ من حيث كان الموضع لتفخيم الأمر وشدة الأخذ، وعليه قول الله تعالى: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)، وتأويل ذلك -عنده-أن كسب الحسنة بالإضافة إلى اكتساب السيئة أمر يسير ومستصغر، وذلك لقوله – عز وجل-:
(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا) أفلا ترى أن الحسنة تصغر بإضافتها إلى جزائها صغر الواحد إلى العشرة ولما كان جزاء السيئة إنما هو بمثلها لم تحتقر إلى الجزاء عنها فعلم بذلك قوة فعل السيئة على فعل الحسنة ولذلك قال – تبارك وتعالى-:
(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) فإذا كان فعل السيئة ذاهبا بصاحبه إلى هذه الغاية البعيدة المترامية عظم قدرها وفخم لفظ العبارة عنها فقيل: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، فزيد في لفظ فعل السيئة وانتقص من لفظ فعل الحسنة.
*ناقدة وأكاديمية سعودية.
التعليقات