مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

يعتز معظم الشعراء بما يؤلفون من أشعار، ويعبرون عما يعنيه الشعر بالنسبة لهم. ومما …

من نوادر الأدباء (7)

منذ 3 سنوات

550

0

يعتز معظم الشعراء بما يؤلفون من أشعار، ويعبرون عما يعنيه الشعر بالنسبة لهم. ومما يفتخر به الشعراء أن تكون له وظائف وليس مجرد نفثة مصدور. من هؤلاء البهاء زهير الذي يرى لشعره أكثر من وظيفة:

يغنِّــي بــهِ الندمــانُ وهو فكــاهةٌ ويورده الصُّــوفي وهــو رقـائــقُ

به تنقضي حاجاتُ من هو طالبٌ ويستعطفُ الأحبابَ من هو عاشقُ

ومنهم صفي الدين الحلي؛ الذي يمثل لوظائف شعره في البيتين التاليين:

كوصف حرب، ووصف شرب، ولطف عتـب لقلب قلــبِ

وذكــر إلــف، وشــكـر عــرف، وبكر وصف، وندب ندب

ومن الشعراء السعوديين المعاصرين الدكتور عبد الرحمن العتل؛ الذي يجعل (التغني) الوظيفةَ الرئيسة لشعره، نافيا عنه وظائف أخرى:

فــلا ألقيــه فــي مــدح، وذم، ولا حِكَــم، ولا وعــظ العبيــدِ

أغني ما طربتُ وليس حزني سيمنعني الغناء وعزف عودي

يســامرني إذا ما كنت وحدي كأنِّــي فــي مســامـرة الوفــود

ويوجه الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح الشعراء لكيفية كتابة القصيدة في قصيدة طويلة بعنوان (أن تكتب شعرًا)، فيقول:

أن تكتب بحرًا

اتركه يتمدد فوق الأوراق

ويغمرها بالأخضر والأزرق

ودع الموج يداعب وجه القارئ

ويبلل بالملح يديه

ويمحو ما كتب الرمل على شفتيه

* * *

أن تكتب مطرًا

افتح صدر الصفحةِ للرعد وللبرق،

ودعه يهطلْ في الروح الظمأى

أسمعني خشخشةَ الأشجار

ودعني أتشمّم عطرَ الأرض

وقد خرجتْ صافيةً

بعد استحمامٍ بمياهٍ طازجةٍ

نازلةٍ من عرش الله.

* * *

أن تكتب إنسانًا في النص الشعري

فاحمله إلى النص كما هو:

وجهٌ أصفر

عينٌ ذابلةٌ

شفتان بلا ظلٍ، يابستان

وما أبقى الزمن العاصف

من أحلامٍ تتكسرُ فوق رماد الواقع

يعد الاقتباس من القرآن الكريم من المحسنات البديعية التي يحرص الشعراء على مر العصور على تزيين نصوصهم بها، غير أن بعض الشعراء لم يراعوا حرمة القرآن الكريم، فوضعوا الآية القرآنية الكريمة في موضع لا يليق بها، كما فعل أبو نواس في قوله:

كســرَ الجــرَّة عــمــدًا وسقى الأرض شرابا

صحتُ والإسلام ديني: (ليتنــي كنــت ترابــا)

يحسن بعض الشعراء التعبير عن مشاعرهم، فتأتي أبياتهم معبرة عن تجربة فريدة، ومن هؤلاء السريّ الرفّاء؛ الذي لا شك أنه لم يقل البيت التالي إلا عن معاناة حقيقية:

ويعوده أعداؤه وأشد مِنْ مرضِ المريضِ عيادةُ الأعداءِ

كادت أغنيات أحمد رامي التي كتبها بالعامية تنسي الناس شعره الفصيح. اقرؤوا فصيح رامي لتكتشفوا جماله المخبوء:

أتعجلُ العمــر ابتغاء لقائــها فإذا تلاقيــنا بكيـت حياتي

تمضي بي الأيام وهي رتيبة لا هــمَّ لي إلا اللقاء الثاني

أزِنُ الحديث أقوله عند اللقـا فيضيع عند تقابل النظرات

ومن طرائف الأعراب التي حفظتْها لنا كتبُ الأدب قول أعرابي يصف معاملة من خذله:

“ليس لي من فلان إلا ضربُ الصدر والجبهة.. إنْ جئتُه لِحاجةٍ ضَرب صدره، وقال: (قُضيتْ)؛ فإنْ لقيتُه بعد فترة ضرب جبهته، وقال: ( نسيتُ)!

أراد أحمد بن أمين بن محمد سعيد، المتوفى في مكة، عام 1905 أن يشارك صديقه في إعداد الطعام، حتى لا يمنَّ عليه بفضله وكرمه، فقال:

إن شئتَ مني عصيًدا ما لها مثلُ لها شــروطٌ بها قد يحســن العملُ

منك الدقيق، ومني النــار أوقدها والماء مني ومنك السمن والعسل

والغرف منك ومني الأكل أجمعه والشــكر مني إذا واليــتَ يا رجل

ومن النقد الاجتماعي قول أحدهم:

عطس الفقير فقال من هو حوله: رحمَ الإله حبيبنا وأخانا

وأتــى الفقيــر بعطســة فتأففــوا: من ذا الذي بزكامه آذانا

 

*كاتب سعودي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود