57
054
053
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11853
05128
05030
04813
04545
0إعداد_ أمينة فلاتة
كثُرت في الآونة الأخيرة العديد من المسميات التي تخص بعض المثقفين باختلاف خبراتهم وإنتاجهم، فرأينا مسمى الأديب يقترن بأسماء عديدة، ورأينا الخبير، والناقد، والروائي المشهور، والقاص المعروف. وقد تراوحت المُسمّيات ما بين المستحق لها وغير المستحق؛ مما يثير التساؤلات بشان هذا الخلل الذي ينعكس سلباً على وصف المثقف بصفته المستحقة وإنزال الأدباء منازلهم التي نالوها وفق الخبرة والإنتاج، بعيداً عن منح الألقاب والمسميات جزافاً لأشخاص ينتسبون للثقافة ولكنهم لم يصلوا إلى درجات المسمى المستحق.
فرقد الإبداعية تطرح هذه القضية على مائدة الحوار مع نخبة من الأدباء والمثقفين من خلال المحاور التالية:
*هل كل مثقف جدير بلقب أديب، ولماذا بات هذا اللقب متاحاً لكل من أنتج ديواناً أو قصة أو رواية؟
*من المتسبب في هذا الخلل وما مدى تأثير المجاملات والتجاوزات في المنصات الاليكترونية والتي لا تخضع للرقابة في نشوء هذه الظاهرة؟
*كيف تتم معالجة مكامن الخلل والقضاء على هذه الظاهرة؛ للوصول إلى المعايير التي تقنن الألقاب وفق الإنتاج والسيرة؟
الناقد هو المجهر الذي يقرأ مستقبل المقال
يجيب الكاتب لافي هليل على طرح فرقد بقوله :
من خلال تصفحي في العديد من الكتب الجديدة و الشيقة و المسلية تحديداً في دور النشر بمعرض الكتاب بجدة أو غيرها، نقدر جهود الكاتب باستثمار وقته بما يجلب له المادة و لغيره الفائدة، و يعتبر هذا الكاتب أو المؤلف من أصحاب الأيادي البيضاء إن حاول تمرير خَليقة حسنة أو أنْفر من عادة سيئة، فهذا قائد تربوي يشار له بالمعرفة و ندين له بشعوره البناء لإصلاح الخلل و توعية الجاهلين، و ندعوه بالأديب و المفكر و الناصح الأمين و المعلم، و يبحث عن اسمه و قلمه دور النشر و الصحف، ولكن يزاحمه في هذا الفن الراقي المتعلمون و يفسد كدرهم أصحاب الجناب الرضي من أصدقاء المحرر أو صاحب المؤسسة الإعلامية و يخوض بما لا يعلم، أو كما يقولون يهرف بما لا يعرف !؟ كما يسمونهم ظلماً الأدباء و الكتّاب، وبعضهم المشهورين بقنوات التواصل، يكسرون الفاعل عنوةً وبدون تلطيف لمقامه السامي و يرفعون المكسور جهلاً و بلا مسوغ .
نعرف جلياً أن المثقف جدير بلقب أديب و لكن بات هذا اللقب متاحاً لكل من أنتج ديواناً أوقصة أو رواية، وتربع على سلطان الحرف العربي، وقد كان عرشه عند النساخ صعب المنال، لاينسخون إلا لمن أجاد اللغة العربية، وحتى علماء الرياضيات و الفلك و الكيمياء كان لهم نساخون مجيدون لطرح علومهم طرحاً أدبياً سامي المعاني، واليكم بلاغة الخوارزمي في توطئة كتابه الجبر والمقابلة (يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين وكرى الأنهار والهندسة وغير ذلك من وجوهه وفنونه). ما أروع لسانه وأفصح بيانه، وما أصفى ذهنه و ذكاءه، لقد آلمني كثيراً فتيات و فتيان تسموا بالأديب لأن لهم متابعين بالملايين !؟ ليس كثرة الراضين دليل على سعة العلم، و أعتقد المتسبب في هذا الخلل هي ذواتنا الجاهلة بقيمة العلم اللغوي و تقصير المؤثرين في نضْح ماعلق على نمير الحروف من شوائب الأمية و هجران القراءة، الشاعر يبرز في جزالة قصيدته والطبيب يبرز في تعافي مريضه، والناقد الأدبي يتأثر بالمجاملات والتجاوزات في المنصات الإلكترونية، و يُلبس تاج الأدب من كان جاهلاً، فالناقد هو المجهر الذي يقرأ مستقبل المقال وجودة الحرفة اللغوية، سأختصر بكيفية معالجة مكامن الخلل والقضاء على تجار الأدب من الوصوليين، بحوكمة الإعلاميين بشهادات اجتياز مهنية للكاتب والإعلامي، ومدى تجاوزه للمعايير التي حددتها الجهات المختصة بالإعلام و الأدب ، و استفتاء القراء للمقال، ووضع أوسمة للمقال.
الأديب هو أكبر من مجرد كاتب
ويشير الأديب يبات علي فايد من السودان إلى أن هذا الموضوع مهم جداً، وجدير فعلاً بالمناقشة، ومن المهم جداً أن نضع المصطلحات الأدبية في موضعها، حتى لا تختل الموازين العلمية.
وبالفعل ليس كل من كان بحقل الأدب يطلق عليه لقب أديب. وهو ما ساد في وقتنا هذا بكل أسف.
أولى آفات أوقاتنا هي المجاملات، ثم الجهل بالمصطلحات العلمية. هذان السببان، يوشكان أن يكونا السبب الرئيس في الفهم الخاطئ لمصطلح أديب. فإذا أضفنا إلى ذلك عديد وسائل التواصل التي أتيحت لكل من أراد الحديث، على عكس ما كان سائداً في أيام الكتابة في الصحف، والنشر المتأدب بالفعل، نجد أن الآفة أضحت كبيرة جدا، والمصيبة غدت أعظم. وذلك لأن كل من استطاع الدفع استطاع الطباعة ونيل مسمى أديب بكل سهولة جهلاً بالمصطلح.
ثم إن المتسببين في هذا الخلل، وهذا التجاوز كُثر، فهناك على سبيل المثال المتطلعون لألقاب أكثر، وأكبر، من أحجامهم، طمعا في الظهور والنجومية التي لا تكلف أكثر من لقب عابر، دون تحمل مسؤوليته. فنحن كثيراً ما نسمع الألقاب والعبارات المبالغ فيها في حياتنا العادية مثل الأهداف في المباريات، فيقال: هدف أسطوري، رغم بساطته، وعاديته، وما ذلك إلا لانفعال المعلق، أو المشاهد. وكان ينبغي لمن يقول على سبيل المثال: هذا هدف أسطوري، أن يبرر لجعله أسطورة، أو اعتباره أسطوريا، وهذا ما لا يحدث عادة.
كذلك الألقاب المتداولة في أيامنا، وخاصة لقب أديب، ينبغي التبرير لهذا المسمى كما يجب، وبطريقة علمية. وكما أسلفت فإن المجاملة، وحب النجومية، والسطوع هي من دواعي إطلاق هذا اللقب على من يستحقه، ومن لا يستحق علمياً. إضافة إلى سكوتنا، سواءً كان هذا السكوت تأدباً، واستحياءً ممن يطلقون على أنفسهم هذه الألقاب، هو مما أدى إلى انتشاره، وعده أمرًا عاديا.
قُدما، واستطراداً نستطيع وضع كل صاحب قلم في موضعه، وفق منتجه، وعطائه، ويقيننا أن العطاء الأدبي، ليس بالكم، بقدرما هو بالكيف، ويمكننا الاستفادة ههنا من قول الله تبارك وتعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} لا أكثر عملاً. وقد خلّد التاريخ، الكثير من الشعراء على سبيل المثال بقصيدة واحدة، أو عمل واحد، وكان الأداء الجيد، هو معيار بقائه في صفحات التاريخ، وعليه، فإن الكثرة لا تعني الإجادة، كما أن قلة المنتج لا يعني العجز، أو عدم الكفاءة الكتابية.
ختاماً: الذين يضعون مصطلح أديب في مَن نشر رواية، أو قصة، أو ديوان شعر، أو أعد كتاباً في أي فن من الفنون، يجهلون هذا المصطلح، ويقيني أن الأديب هو أكبر من مجرد كاتب، خاصة في زماننا الذي أضحى فيه النشر من أبسط الأمور، طالما هناك دفعٌ لأصحاب المطابع، وقد نشرتُ من قبل مقالا بعنوان “نكبة المطابع”. ما أود الانتهاء إليه هو أن تعريف الأديب، لا يمكن أن تحده حدود، وقد تكثر فيه الآراء، وتتعدد، لكن ما لاريب فيه هو أن الأديب هو من له معرفة بعديد الشؤون الكتابية، عن علم، وتمكن، بعد إطلاع، وكد في تحصيل العلوم، ثم هضم هذه العلوم، واستخراجها مرة أخرى في كل شؤون حياته، ومجتمعه، نافعا، ومنتفعا، ويدخل التعدد، أعني تعدد أنواع الكتابة عنصرًا مهما لإطلاق لقب أديب، كأن يكون ملمًا بفنون الكتابة النثرية، كالقص، كذلك الشعر، وما يليه من فنون، كالعَروض والقافية، إضافة إلى ممارسته النقد، وفهمه فيه، وتأليفه، والترجمة، وكل ما له صلة بالثقافة عمومًا، فطه حسين أديب، ومصطفى صادق الرافعي أديب، والعقاد أديب، والطيب صالح أديب، وهكذا، كل أصحاب الفنون والمعارف المختلفة الذين أسهموا في الحياة الأدبية والثقافية بأعمال ذات بال هم أدباء، على غير ما هو متداول اليوم من إطلاق اللقب هذا على شاعر، أو قاص. وهذا بالتأكيد لا ينفي إمكانية أن يكون قاصاً، أو روائياً، أو شاعراً أديباً، ما اتسم بصفات الشمول في التلقي، والعطاء الأدبي.
ليس من حق أحد التصنيف
وتبدي الكاتبة الجوهرة القفاري رأيها حول القضية المطروحة بقولها: مسميات المثقفين بين المنجزات والتجاوزات، عنوان للكثير من الحوارات والتي تصل للجدال في بعض الأحيان. والسبب هو وجود بعض المصفقين والمؤيدين، قد يكون باقتناع أوبمصلحة، المهم أنهم موجودون، وهناك رافض أو ناقد وأحياناً جلاد، قد يكون صادقاً وقد يكون مدعوماً لكنه موجود، من بين هذين القطبين سأطرح سؤالاً في هذا الموضوع الذي تحول لقضية تُطرح بكل اجتماع أدبي أو ثقافي
من هو السبب ببقاء كاتب أو صاحب رأي؟
ومن هو قاتل الكاتب أو المفكر؟
إنه أنا، أنت، هو، نحن، إذن باختصار ليس من حق أحد تصنيف صاحب أي قلم هل هو جيد، أو غير جيد، هل هو شاعر أو أديب، أو كاتب هش سطحي. للأسف أصبحنا كلنا نُقاد، كلنا علماء، كلنا جديرون بأن نقف ونُسقط على هذا ونرفع من اسم ذاك.
من أعطاك الحق؟
ما يعجبك قد لا يعجبني، من يحاكيك قد لا يلامسني. اختلافات فكرية وثقافية ومهارية وحسية، فلا تجهد نفسك وتقضي وقتك بنقد هذا الكاتب والتقليل من قيمة ذاك الأديب، فكلٌّ له من يقرؤه، ولا يبقى إلا الأجود ولن يُذكر إلا الأعمق والتاريخ يشهد، فلن تبقيك مصالح أو تمحوك هزائم.
جودة عطائك وتميز مخرجك وعمق فكرك هم الشهود لك وعليك، فاجعل مصب اهتماماتك عليهم حتى لا يكونواعليك، والتاريخ يشهد.
يجب تطبيق المعايير لحمل اللقب بحيادية
ويعبر البروفسور عبدالرحيم زكريا عن وجهة نظره حول موضوع النقاش بقوله :
في نظري هناك فرق بين تعريف الثقافة والأدب أو المفهوم العام بين تصنيف الشخص المثقف أو الأديب، فمن وجهة نظري الخاصة أن المثقف هو من جمع الكثير من أشتات المعرفة المختلفة : من العلوم الأدبية، أو الاجتماعية، أوالعلمية، أو الفلسفية، أو الدينية، سواءً كانت قديمة أو معاصرة، أما الأديب فهو المتعمق لأحد هذه الأصناف سواءً كانت علمية أو أدبية، ولديه العديد من الدراسات والأبحاث الرصينة والمسجلة في دور النشر المعترف بها ولديه من العمق الأدبي و المعرفي والإشادة من المعاصرين له ومجازٌ من الهيئات الأدبية والعلمية التي تقوم بمنح هذا اللقب أو التصنيف سواءً أن كان مسمى أديب أو غيره.
وأعتقد أن هناك خللاً في التسمية وذلك بسبب سرعة الانتشار المعرفي في هذا العالم الرقمي الحالي،حيث يتم نشر الموضوعات الرصينة وغير الرصينة باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، دون مرور معظم النصوص على اللجان التحكيمية ودون التدقيق الكافي في المحتوى، وضعف الرقابة على كل ما ينشر سواءً تم تحكيمه أو عرضه على اللجان التي تجيز النشر، فيكون هناك خلط فيما ينشر من موضوعات أو مقالات أو كتب، دون معرفة إذا كان تم عرض المحتوى على اللجان الخاصة بإجازة النصوص والمقالات التابعة للجهات المختصة فهذا قد يكون مكمن الخلل.
ومعالجة مكمن الخلل والقضاء على هذه الظاهرة يتم من خلال التالي:
أولاً: تحديد المسميات المعاصرة التالية: الأديب- الكاتب- المحرر- المثقف المدون، وغيرها من التصنيفات المعاصرة
ثانياً: وضع المعايير المناسبة لمنح هذه الألقاب بصورة رسمية، ووضع ضوابط لاستخدام هذه الالقاب، ومحاسبة من يتمثل في ذلك دون الالتزام بالمعايير و التصنيفات المحددة والمؤهلات لحمل اللقب من خلال لجان تابعة للوزارة المعنية مثل: وزارة الثقافة، وزارة الإعلام، الهيئة العامة للملكية الفكرية، الهيئة العامة للإعلام الإلكتروني، والنشروغيرها..
ثالثاً: تطبيق المعايير لحمل اللقب بكل شفافية وحيادية
رابعاً: دعم جميع المثقفين والأدباء للارتقاء والانتشار بصورة مميزة فيها من الجودة ما يحقق رغباتهم الشخصية المشروعة للحصول على الألقاب والمسميات التي يستحقونها ويرغبون أن يحملوها ويكونوا جديرين بها.
الوسط مثل السوق كل يدلل على بضاعته
وتؤكد الروائية ليلى المرَّاني من العراق على أهمية طرح هذه القضية بقولها:إنها بلا شك قضية يجب التوقف عندها، فليس بالضرورة أن يكون كل مثقف أديباً أو قاصاً أو شاعراً، فالأدب موهبة وله عناصره وخصائصه ولكن منالمفروض أن يكون الكاتب أو الأديب مثقفاً ومطلعاً وقارئاً فى كل المجالات بل ومشاركاً المجتمع فى هموم وطنه فمادة الكاتب ومواضيعه هي المجتمع والناس، ونستطيع أن نقول أيضا ليس كل من كتب قصة أو أنتج ديواناً أوروايةً نطلق عليه أديباً مع أن هناك أدباء أنتجوا الرواية الواحدة فى حياتهم أو الديوان الواحد وكانوا أدباء؛ لأن العبرة بالمضمون والمحتوى والفكر الذى يقدمه ذلك المنتج سواءً كان رواية أو شعراً ..
كثير من الناس يكتب وينتج ويغلف ولكن العائد والمضمون مثل الأغنية الضعيفة التى تموت فور سماعها .
المثقف الحق والأديب الحقيقي من يقرأ ويعرف ويتعلم .وذلك يأخذنا إلى التساؤل : من المتسبب فى الخلل وما مدى تأثير المجاملات والتجاوزات فى المنصات الأليكترونية والتى لا تخضع للرقاية فىنشوء الظاهرة ؟
فاذا قلنا أن هناك خللاً ما فى الوسط الأدبي وغياب المثقف الحقيقي والإنتاج الحقيقي فإننا نظلم الوسط الأدبي؛لأن هناك أعمالاً جيدة تنتج، ولا يمنع ذلك من وجود كثير من الخلل من خلال تقديم أعمال رديئة وفكر سطحي وأشباه مثقفين وكتاب ونقاد، وسببها وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الاليكترونية التى تقدم أي شيء وتقدم أي أحد، ورغم أن هذه المنصات قدمت أيضا أدباء ومثقفين حقيقيين، ولكن الخلل الموجود نتيجة أنه لا توجد رقابة ولارقيب فأصبح الوسط مثل السوق الكبير، لا أحد يسمع أحد والكل يدلل على بضاعته. إذًا كيف تتم معالجة مكامن الخلل والقضاء على هذه الظاهرة للوصول إلى المعايير التى تقنن الألقاب وفق الإنتاج والسيرة ؟
لمعالجة الخلل الموجود فى النشر وتقديم المثقف الحقيقي والأديب الحقيقي ..ينبغي أن نقنن عملية النشر وأن يكون هناك دخل للدولة فى تقديم المثقف الحقيقي من خلال مساعدتها للأدباء والمثقفين فى نشر أعمالهم وفتح مجالات إعلامية ومنصات ثقافية حقيقية للكاتب أو الشاعر الحقيقي. ولا بد أن يكون هناك تقنين لموضوع الألقاب لأنها الآن تباع وتشترى، حتى أن درجة الدكتوراة العلمية التى لا يتم الحصول عليها إلا بعد بحث أكاديمى وتعب ومجهود سنوات يتم الآن الحصول على لقب دكتور وحرف الدال بشراء شهادة من أي جهة مجهولة أو منصة إليكترونية مجهولة، وعلى المثقف الحقيقي والأديب الحقيقي أن يستمر في أداء مهمته ورسالته ولا ييأس وسط كم المجاملات والشللية التى تصفق لمن لا يملكون الموهبة الحقيقية.
الألقاب أوصاف فضفاضة تقود للتضليل الإعلامي
ويرى الأديب اليمني فايز بن عمرو أن إطلاق لقب مثقف على الأدباء والمبدعين تجاوز لغوي لأن الثقافة أوسع من التخصص العلمي والأدبي ويحمل كل شخص ثقافته وسلوكه الأخلاقي والثقافي وينشر تصوره عن المجتمع والأسرة والتعامل مع الناس والمجتمع.
تسود الواقع الثقافي والإعلامي والسياسي فوضى الألقاب والتوصيفات فالألفاظ مثل: مثقف، وناشط، ومتابع، أوصاف فضفاضة تقود للتضليل الإعلامي والسياسي والثقافي.
التصحيح الثقافي إن جاز التعبير صعب بصعوبة الواقع، وتراجع المراجع الثقافية عن وظيفتها كوزارات: الثقافة والإعلام، والمجلات المتخصصة، واتحادات الأدباء، والوسائط الثقافية والعلمية، ومتى ما استعادت هذه المراجع لوظيفتها بقيادة المجتمع وتوجيهه وصنع القدوة وتشجيع الأدب والأدباء وتقدير العمل الجيد ورفض الغث والرديء،هنا تتم معالجة الخلل
تسيد المجاملات يؤثر سلباً على التقييم
وتقول الكاتبة مرام عيد الحربي تعليقا على محاور القضية:
حقيقة ليس كل مثقف أديب وليس كل أديب مثقف لأن الأديب ليس بعدد إصداراته التي ترى النور، ولكن بالكيفية التي أثبت وجوده من خلالها. مثلاً يمكن أن يكون هناك أديب له إصدار واحد ولكن له تأثير بقدر من يقدم إصدارات عديدة.
أيضا الأديب هو الذي يترك الأثر لدى الجمهور من خلال ما يكتب سواءً شعراً أو قصة أو رواية أو نثر. ويسكب ما يلامس احتياجات الجمهور الثقافية والأدبية، و قد بات هذا اللقب متاحاً ولكن ليس للجميع. بل لفئة معينة كان لها أثراً متميزاً في مجال الأدب وفي رأيي لايوجد متسبب لهذا الخلل؛ إلا أنه بسبب وجود بعض المنصات التي تعمل بشكل مخالف ولا تلتزم بالضوابط والأنظمة، مما يؤدي إلى تحول هذا الخلل إلى ظاهرة و تواجد كتاب غير ملمين بأسس وقواعد التعام لمع النصوص والمحتوى الأدبي، عطفاً على انتشار الإصدارات البعيدة كل البعد عن الجودة المطلوبة في المجال الأدبي..
وبالنسبة للمجاملات يفترض أن لايكون لها مكان في تقييم أو اختيار الأشخاص المستحقين لهذا اللقب. ولتتم معالجة مكامن الخلل و القضاء على هذه الظاهرة الغير مستحبة في عالم الأدب أرى :
أولاً : من الممكن تنفيذ مسابقات مجدولة بشكل دوري يكون نتاجها اعتماد اللقب لمن يستحق.
ثانياً : العمل على تخصيص جوائز يتم الإعلان عنها و الدعوة إلى المشاركة فيها من جميع الأعمار، و يمكن أن تكون بالشراكة مع جهات عربية و دولية تعنى بهذا الجانب.
ثالثاً :أن تكون هناك تسهيلات لحصول من يستحق لقب أديب من الكتاب و المثقفين “حتى يعطى كل ذي حق حقه“.لأن اللغة العربية و في أي مجال . تستحق أن نعتني بها ونضعها في أرفع الدرجات. ومن هذا المنبر أرغب في الإشادة بجهود وزارة الثقافة في الاهتمام والارتقاء بالناحية الثقافية و الأدبية.
التعليقات