الأكثر مشاهدة

                                                          عبير عبدالله الجمعة* ل …

مصروف مراهق

منذ 3 سنوات

297

0

                                                         

عبير عبدالله الجمعة*

لكل مرحلة من مراحل العمر خصائص وصفات تختلف عن الأخرى ومكملة لها. الطفولة مرحلة تربية هامه يكون فيها تكوين خبرات المستقبل وشخصية الطفل، لذلك على الآباء معرفة التعامل معها والابتعاد عن الأخطاء في التربية التي قد تتسبب بآثار مدمره لشخصيته ويليها تأتي مرحلة المراهقة وتبدأ من عمر ١٢ إلى ١٨ وتصل إلى ٢١ سنه التي تمر بثلاث مراحل ولكل مرحلة خصائص وفيها يكون هناك نمو جسمي ونفسي وجداني واجتماعي.

هذه المرحلة مرتبطة بخبرات الطفولة متجه لتحقيق النضج والكمال من خلال  الانتقال التدريجي من الطفولة، ثم المراهقة والنضج، فهو يسعى دائمًا للاستقلال عن والديه، وأنه قادر على الاعتماد على نفسه و مواجهة تحديات الحياة دون تدخل الأخرين، وفيها أيضا ينجذب إلى أقرانه وتجنب الجلوس مع العائلة، وأنهم لا يفهمونه، ويميلون إلى التمرد والاستقلال بآرائهم وقرارتهم.

للتعامل مع هذه الصفات الصعب تقبلها لصغر سنه وقلة خبرته نترك له مساحة من الحرية والتعبير والاستقلالية مع المراقبة الوالدية الحنونة عن بعد والتدخل عند الضرورة، من الأمور التي يسعى في كثير من الأحيان المراهق الاستقلال بها الناحية المادية.

هناك عدة أشكال من المراهقين:

منهم من تكون مراهقته خالية من الصعوبات والمشكلات وهذه مراهقة توافقية إذا أعطي المصروف لديه القدرة على التصرف به بشكل متزن وصحيح، ويشعر بالاكتفاء ولا ينظر لما عند الأخرين.

لديه ثقة بالنفس وذلك للتربية السليمة أو أنه لديه شخصية واثقة ومميزة.

وهناك مراهقة انسحابية منعزلة ومنغلقة عن المجتمع التي ليس لديها متطلبات مادية ولا تكترث بالمال أو المصروف، وأيضا لطريقة التربية دور كبير في تكون هذه الشخصية المراهقة المنعزلة ولا يلفت نظرها شيء وهذه تحتاج إلى التشجيع والمساعدة.
وهناك شخصية المراهق المتقلبة والتي من السهل أن تتأثر بمن حولها هذه الشخصية لابد من إعطائها مصروف ولكن بشكل معتدل ومعرفة إين وكيف يستخدمه.

المراهق لابد أن يحصل على مصروف بشكل مستمر دون المبالغة، لأن المبالغة والتعود قد يودي إلى استخدام المال بأمور غير مفيدة ولا يشعر بأهمية هذا المال، والاعتماد على والديه وعدم تحمل المسؤولية.

ومن الأمور السلبية في المبالغة المصروف قد يستغل بمن هم حوله ويتساهل في استخدامه ويوثر عليه أصدقاء السوء بالمخدرات أو التدخين، خاصه الشخصية سهلة الانقياد، لذاك لابد من الحذر والاعتدال والبعد عن الحرمان من المصروف اعتقادا أو خوفًا من الوالدين أن يستخدمه في أمور خاطئة، عند عقاب المراهق لا تعاقبه في مصروفه إذا كان خطأه لا يتعلق بمصروفه، لأن المصروف حق له بحدود المعقول.

المبالغة والحرمان وجهان لعملة واحدة في التعامل المادي (المصروف) مع المراهق، لأن الحرمان مع القدرة على ذلك للمراهق قد يكون سببًا في أن ينظر لأبناء جيله، وشعوره بالنقص قد تجعله يفكر في سلوكيات خطيرة  مثل السرقة أو الالتجاء لأصحاب السوء، ويجد لديهم ما حُرم منه في منزله لكسب المال وتعويض النقص أو الانتقام لنفسه.

أبناؤنا أمانة في أعناقنا، لنصادقهم وننصت لهم ونحتويهم، وندع لهم مساحة من الحرية والثقة ونحميهم بحبنا واهتمامنا.

لنخطط معهم عند أول مصروف لمساعدتهم وتعليمهم تحمل المسؤولية وإدارة مصروفهم بطريقة صحيحة يخطئون ويتعلمون بالتدريج إلى أن يصلوا إلى الطريقة الصحيحة والمناسبة لهم.

لا يمنع من اعطائهم بعض النصائح وذكر بعض تجاربنا في الطفولة وكيف تم حلها.

أكثروا الدعاء لأبنائكم وتحلوا بالصبر في التربية، وتذكروا أنكم مررتم بنفس هذه المراحل.
أنا مراهق من حقي أن يكون لي مصروف.

 

*مستشارة أسرية واجتماعية 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود