مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

  تقول الروائية التشيكية إيزابيل الليندي، في التفريق بين الرواية والقصَّة ا …

الرواية والقصة

منذ سنتين

534

0

 

تقول الروائية التشيكية إيزابيل الليندي، في التفريق بين الرواية والقصَّة القصيرة: «الرِّواية تُصْنَع بالعملِ، والقصَّة القصيرة بالإلهام».

إن الرواية تحتاج إلى الوقت الطويل، والجهد الشاق، والعمل المضني في مواصلة السرد ومراجعته، ثم تنقيحه، حتى يكتمل العمل الروائي مستوفياً فكرته وعناصره الفنية.
أما القصَّة القصيرة فهي بعكس الرواية؛ تحتاج إلى «الإلهام»، مثلها مثل الشعر، ويجب أن تكتب على الفور بمجرد حضور ذلك الإلهام؛ لأنها قصيرة الوقت، وأي زيادة أو نقصان يحوَّلها إلى تفاهة مبتذلة لا يتقبلها القارئ مهما كانت لغتها.
من خلال رأي الروائية إيزابيل الليندي، نرى أن كتابة القصَّة القصيرة أصعب من الرواية عندها، وأتفق معها في هذا الرأي.
فالرواية تحتاج إلى الانطلاقة في السرد، والمواجهة، والتعديل، والحذف، حتى تكتمل صورتها وكأنها حياة مستقلة نرى مشاهدها المتعددة على صفحات الكتاب.
أما القصَّة القصيرة فتحتاج إلى تجربة ثرية في مجال الكتابة، وأن يعرف الكاتب كيف يلتقط الفكرة ويبدأ من اللحظة التي يرى أنها تخدم فكرته، ويرى النهاية أمامه، ويُحكِم خيوطها بعناية حتى يصل إلى نهاية مدهشة، وكل ذلك يحدث في وقت قصير؛ لذلك فإن الكاتب يستخدم أسلوبه بكل طاقاته، ويعصر عقله حتى يكتب قصة مكتملة الأركان الفنية في وقت قصير، وفوق ذلك تكون لغتها ونهايتها وحدثها ملائمة، وتجذب انتباه القارئ وتدهشه، في وقت وجيز.

كل فن يستقل بذاته، وليس من الصعب على كاتب الرواية كتابة القصة القصيرة، أو على كاتب القصيرة العكس، فكتابة أي نوع منهما تحتاج إلى إدراك التقنية الفنية (التكنيك) للنوع الذي يختار الكتابة فيه، علاوة على ذلك لا بد من القراءة المتعمقة في المجال الذي يختاره، والاطلاع على تجارب الآخرين، كي يخرج عمله الكتابي في صورة تجعله يرضى عنه بعد اجتهاده.

* كاتب سعودي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود