مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

من طريف ما قرأت أن رجلا سأل فخر الملك؛ وزير بني بويه حاجة وأمَّله، فلم يعطه شيئا …

من نوادر الأدباء (٨)

منذ 3 سنوات

377

0

  • من طريف ما قرأت أن رجلا سأل فخر الملك؛ وزير بني بويه حاجة وأمَّله، فلم يعطه شيئا فمضى إلى القاضي، وادّعى على ابن نباتة الشاعر العباسي!

فلما حضر عند القاضي قال: والله ما لأحد دين، ولا بيني وبين أحد مخاصمة، فمن خصمي حتى أرضيه؟

فقال: هو ذا.

فقال له ابن نباتة: ما حقك حتى أوفيك؟

قال: أنت مدحت فخر الملك في شعرك بقولك:

لكل فتى قرين حين يسمو     وفخــر الملك ليس له قريـن

أَنِخْ بجنابه، وانزل عليــه     على حكم الوفا وأنا الضمين

فأنت قد ضمنت، وأنا قد نزلت عليه فلم يعطني شيئا، والضمين غارم!.

قال: أمهلني حتى أصل إليه.

فلما دخل عليه وأخبره بالقصة قال: كم أمَّل الرجل؟

قال: مائة دينار.

قال ادفعوها له. وقال لابن نباتة: إذا مدحتني فلا تعد تضمن عني شيئا!!

قلت: كم كلمة قالت لصاحبها دعني!

  • هل يمكن تعلم خصال الخير من غير أهله؟ صفي الدين الحلي تعلم خصال الخير من غير الخيّرين، وذلك بتجنب أفعالهم السيئة ومخالفتهم. يقول:

تعلمت فعــل الخير من غيــر أهلــه      وهذَّب نفسي فعلهم باختلافهِ

أرى ما يسوء النفس من فعل جاهل      فآخــذ فـي تأديبــها بخلافــه

  • جذب صوت نسائي بشار بن برد، فعشق بأذنه لأنه أعمى، وقال بيته الذي ذاع صيته:

يا قوم أذني لبعض الحيّ عاشقةٌ      والأُذنُ تعشقُ قبل العين أَحيانا

لكن التلذذ بسماع صوت الحبيبة ليس وقفا على العميان، فابن المعتز يتظاهر لحبيبته بالصمم حتى يطول حديثها. يقول:

بديعة حســن تخجــل البــدر بهجة     وتســبي قلوب العالميــن بلحظها

تصاممت قصدًا كي يطول حديثها     فيطرب سمعي عند تکرار لفظها

وللشاعر سحيم المعروف بعبد بني الحسحاس:

رأيت الحبيب لا يمل حديثه     ولا ينفع المشنوء أن يتوددا

ولكاتب هذه الحروف نتفة نشرها في ديوانه (كأن شيئا لم يكن 2016) يقول فيها:

كل الحكايــا قد تُملُّ إذا أعيدت ثانيةْ

إلا حكايات الغرام تظل دوما زاهيةْ

  • جاء في الوافي بالوفيات أن الشاعر العباسي (حيص بيص) تقدم برقعةٍ إلى الخليفة المستنجد يطلب فيها أن تكون (بعقوبا) له معيشة، فكتب له على ظهر رقعته ساخرا:

لو أنَّ خِفَّةَ رأسهِ في رجلهِ    لَحِقَ الغزالَ ولم يفتْه الأرنبُ

  • كان يتردد على الخليل بن أحمد الفراهيدي رجلٌ يأخذ عنه علم العروض، وطالت المدة ولم يتقن الرجل علم العروض، فقال له الخليل يوما: قَطِّعْ هذا البيت:

إذا لم تستطع شيئا فَدَعْهُ      وجاوزهُ إلى ما تستطيعُ

ففهم الرجل مراد الخليل ولم يعد لطلب علم العروض ثانية!..

والخليل – فضلا عن سعة علمه – شاعر مجيد، له بيت من أجمل أبيات الحكمة، وأكثرها جريا على الألسن هو:

وعاجز الرأي مضياع لفرصته   حتى إذا فات أمرٌ عاتب القدرا

  • وُلد الشاعر محمد إمام سنة ١٨٦٢من عبدين رقيقين جلبا من السودان وتوفي 1911 وكان لونه الأسود موقع تندر بين زملائه وعارفيه؛ ولا سيما حافظ إبراهيم. ولما لم يستطع منع زملائه من التندر عليه اتخذ من نفسه مادة دسمة للحديث عن نفسه، ومن ذلك حواره الآتي مع حسناء:

همتُ بالوصــل فقالت عجبا    أيها الشـــاعر ما هذا الهيــام؟َ!

لم ينلْ منا الرضــا حرٌّ وما     رام منّــا ســــيد هـــذا المــرام

أنت عبدٌ والهــوى أخبرني     أن وصل العبد في الحب حرام

قلت يا هذي أنا عبد الهوى     والهوى يحكــم ما بيــن الأنــام

وإذا ما كنــت عبدًا أســودا     فاعلمــي أني فتًــى حُـرُّ الكلام

*كاتب سعودي

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود