الأكثر مشاهدة

‏ هندة محمد* ‏يقولون : ‏إنَّ المساءاتِ ‏مثلُ الحكاياتِ ‏مثلُ تراتيلِ شاياتِهِ ال …

ذنوبُ الشعراء

منذ سنتين

248

0


هندة محمد*

‏يقولون :
‏إنَّ المساءاتِ
‏مثلُ الحكاياتِ
‏مثلُ تراتيلِ شاياتِهِ الغافياتِ
‏سمارٌ بطعمِ الحنينِ
‏وأنَّ الحمائمَ حين تحطُّ على قلبِ أنثى
‏تصيّرُها نجمةً في تعاويذِهم أو تمائم للمتعبين..

‏يقولون:
‏هذا يخبِّئُ أنثاه بين تصاويرِهِ المثقلةْ
‏وذاك يعتّقُ ريحَ الضّفائرِ بالأغنيات
‏و تلك..
‏ترتّبُ بين ضلوعِ القصائدِ أسرارَها العارياتْ..»
‏فكيفَ يصيرُ الغناءُ على حائطِ الرّوحِ مبكى
‏وكيفَ إذا ما فتحَنا نوافذَنا للصّباحِ ..
‏اختنقنا..
‏وكيفَ نصدّقُ بعد الغيابِ لقاءَ النّهاراتِ..
‏والعائدون من الشّوقِ ماتوا احتضاراً
‏لماذا نعيدُ على مسمعِ الجمرِ صوتَ النّدى
‏وكلُّ الذين يضمّونه في أكفِّ اللّغاتِ عطاشى
‏خطانا بنا تستجيرُ
‏وأصواتُنا فرّقتْها الجهاتُ…
‏لأنّا نرتّقُ بالحرفِ دربَ السّكاتْ..

‏يقولون :
‏قالوا..
‏سمعَنا…نظنُّ..
‏وتَهذي بهم لعنةُ المارقين من المحوِ جمراً
‏ويقطفهم وردُنا الــ (أتلفتْهُ) الجهاتُ..
‏وحين ترمّمني الموجةُ العاتيةْ…
‏يقولون :
‏كانتْ تقطّفُ عطرَ المواويلِ بين الصّباحاتِ..
‏تكنسُ عشّاقَها الغائمين
‏وتتلفُهم ..
‏زهرةً
‏زهرةً في ثقوب الرّؤى ..

‏يقولون :
‏كانتْ تخبّئُ أحلامَها في ضبابِ المعاني
‏وحتّى تعلّمُ قلباً عتيقاً نشيدَ المجاذيبِ
‏تنسى الطّريقَ إليها..
‏ولكنَّهم لم يواروا خطاها وخدشاً طفيفاً بأيامِها أثقلتْهُ الحصى ..

 

*شاعرة تونسية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود