18
041
0132
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11822
04785
04756
04676
04416
17قد يتجاهلك العالم وتسندك آية
” لا تحزن إن الله معنا “
الله معك في لياليك الطويلة التي سرقت بريق عينيك
معك حينما حفرت الثقوب قلبك الصغير، ولم يملأها سوى نور الله…
الله معك في وحدتك وشتاتك وألمك ونداءاتك التي لم يسمعها أحد..
يقول الشافعي رحمه الله:.
وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أنَّنا
سنموتُ يأسًا أو نَموت نَحيبا
وإذا بلُطفِ الله يَهطُلُ فجأةً
يُربي منَ اليَبَسِ الفُتاتِ قلوبا
ويقول كذلك:
قل للذي مَلأ التشاؤمُ قلبَه
ومضى يُضيِّقُ حولنا الآفاقا
سرُّ السعادةِ حسنُ ظنك بالذي
خلق الحياةَ وقسَّم الأرزاقا
كتمت أنفاسها وصرخ كل جزءً داخلها لقد مات!!
كيف مات ؟
كان يحدثني عن رغبته في شراء بيت كبير يتسع لابنائه وأحفاده في المستقبل..
وأنه سيقترض من البنك مبلغًا من المال ليكمل به
ما جمعه طوال عمره ..
كان يقول لي أريد أن يعيش أبنائي من بعدي مرتاحين
في بيت يجمعهم ويحفظ كرامتهم..
فجأة قال: أريد ماء..
خرجت مسرعة إلى المطبخ لأ حضر له الماء وحين عدت وجدته جثة هامدة..
ناديته بأعلى صوتي يا حامد يا أبا عبد الله ..
ماذا حدث لك ؟ أرجوك رد عليّ..
لكن لا حراك ولا إجابة..
كتمت أنفاسها وصرخ كل جزء داخلها لقد مات!!
كيف تتصرف وأكبر أبنائها عبدالله عمره عشر سنوات وهي وزوجها أيتام لاسند ولا ظهر لهم..
فقد تزوجا في دار الأيتام وغادراه معاً، وعاشا حياة سعيدة وأكرمهما الله بثلاثة أبناء ولدين وبنت
عبدالله ومحمد وأحلام..
تقول:كان زوجي يعاني من فترة من ألم في صدره وأدخل المستشفى عدة مرات وحين أصيب با لكورونا ازدادت حالته سوءًا ..
وضعفت مناعته ومقاومته للأمراض كان يهمل صحته كثيراً وكنت أحذره من ذلك لكنه كان يقول أنا أريد أن يعيش أبنائي بكرامة لو كلفني ذلك عمري..
يخرج إلى عمله من الصباح إلى الساعة الثانية ظهراً
ثم يتناول الغداء ويصلي العصر ويخرج مرة أخرى للعمل ..
ولا يعود إلا عند العاشرة مساءً..
كان صامتًا لا يتحدث إلا قليلاً ..
وفي يوم عصيب انتقل إلى رحمة الله تاركاً خلفه زوجة ضعيفة لا ظهر ولا سند لها إلا الله وأبناءً أيتامًا كما عاش هو يتيمًا وكأنهم على موعد مع القدر
يا إلهي ماذا أفعل ؟
انهارت بالبكاء وأبناؤها من حولها يبكون ..
حضرت سيارة الاسعاف ونقلت والدهم إلى أقرب مستشفى لإتمام إجراءات الوفاة،..
سمع الجيران بما حدث لجارهم وهرعوا إلى بيته يسألون ما الخبر ؟ وكيف مات؟
لم أستطع الحديث ولا الإجابة واكتفيت بالدموع وفي قلبي غصة وفي صدري وجع، دارت الدنيا من حولي يا الله لقد غاب سندي وسند أبنائه، لقد غمرني بالحب وغمر أبنائه بالعطف والشفقة ..
ما أقساه من شعور ..
مرت الأيام سوداء مظلمة تغمض جفنيها على الدموع وتستيقظ على أمل عودته ودخوله عليها من الباب ..
طرقت الباب جارتها أم سامي وسألتها عن أحوالها وأبنائها وكيف يمكن لها أن تساعدها ..
قالت لها : أم عبدالله كما تعلمين إني مقطوعة من شجرة وكذلك زوجي وكنا نسند بعضنا أما الآن فلا أدري!! ماذا سأفعل ؟
غاب رجل البيت وانطفأ سراجه وحرت في تربية أبنائي وتوفير احتياجاتهم اليومية ودفع إيجار البيت وتكاليف المعيشة..
رحم الله أبا عبدالله كان يرغب بشراء بيت ومات وهو يتحدث عن ذلك ..
قالت لها : جارتها أم سامي ..
لا عليك أُخيه الله معك ونحن سنساعدك حتى تمتلكين بيتًا لأبنائك ..
غداً سيذهب أبو سامي إلى عمل أبي عبدالله ويسأل عن مستحقاته المادية ..
ويرفع الأوراق الرسمية للجهات المختصة..
وإيجار هذا البيت صاحب العقار أمهلكم إلى ميسرة..
بكت كثيراً أم عبدالله وهي تشكر جارتها وزجها أبا سامي على معروفها ووقفتهما ومساعدتهما لها..
فمواقف الجبر في اللحظات العصيبة لا تنسى..
ومعدن الإنسان الطيب يظهر في الأزمات..
لمن يقرأ الآن؛ جبر الله خاطرك حتى تفيض عيناك من الدمع فرحًا..
* كاتبة سعودية
التعليقات