تصنّف الموسوعة البريطانية تاريخيا المائة عام بعد وفاة الملكة إليزابيث الأولى بعصر الملك جيمس الأول، أو ما يسمى 

 (Jacobean Age) إلى فترة الاستعادة (Restoration Period) بأنه الأطول والأعظم في تاريخ إنجلترا من حيث انتشار الاضطرابات الاجتماعية والسياسية والدينية، وتقسمه إلى خمس فترات:

2. عصر الملك جيمس الأول (The Jacobean Age) خلال الفترة من 1603 إلى 1625
2. عصر كورالين أوعصر تشارلزالأول (The Coraline Age or The Age of Charles 1) خلال الفترة من 1625إلى 1649
3. الفترة الانتقالية للكومنولث( The Interim Period of Commonwealth) خلال الفترة من 1649إلى 1660
4. فترة استعادة شارل الثاني (The Period of Restoration of Charles 2) خلال الفترة من 1660إلى 1685
5. جيمس الثاني James 2 خلال الفترة من 1685إلى 1688
6. الآثار الاجتماعية والثقافية لفترة الاستعادة (The Socio-Cultural Aftermath of the Restoration)
خلال الفترة من 1688إلى 1700.

حقبة زمنية عانت فيها انجلترا انخفاضًا حادًا في أغلب مجالات الحياة الوطنية، حيث بدأت روح عصر النهضة، والشغف للتعلم، وروح الرحلات الجريئة لاكتشاف الأراضي الجديدة في الانخفاض، بل بدأت عدة قوى مشتتة، وخاصة التدين الكنسي في الظهور، وإضعاف معنويات الإبداع الانجليزي.

فنون وخصائص أدب فترة حكم الملك جيمس الأول (The Jacobean Age)

غالبًا ما كان يتسم الجو العام للعمل الأدبي بالسوداوية والريبة والشك في استقرار النظام الاجتماعي.

١- المسرح (Plays):

من أبرز الكتّاب الذين لازال سجلهم التاريخي حافل وليم شكسبير، حيث ظل الشخصية الأكثر أهمية في مجال الأدب في عصري النهضة والفترةعصر الملك جيمس الأول، حيث كان المسرح المأساوي وشعر السونات (Sonnets) الأبرز في تلك الفترة، ومن أعظم أعماله خلال الفترة من 1603إلى 1625:
1. Othello (1603–04)
2. Measure for Measure (1603–04)
3. King Lear (1605–06)
4. Macbeth (1606–07)
5. Coriolanus (1608)
6. Sonnets (1609)
7. The Tempest (1611)
8. The Winter’s Tale (1609-11)
وكذلك كاتب المسرح المأساوي جون ويبستر (John Webster) الذي كثيرا ما كتب عن المضامين الشر، وكاتب الملهاة بن جونسون (Ben Jonson) المرتكزة على الهجاء والنقد الساخر، وأعمال الكتّاب:
فرانسيس بومنت (Francis Beaumont) ، وجون فلتشر (John Fletcher) ، كما تطور الترفيه الملكي الباهظ المعروف باسم القناع (masque) ، حيث يتم تقديم الموضوع الدرامي خلال قناع أسطوريًا أو استعاريًا أو رمزيًا، ومصممًا ليكون مكملاً للمضيف النبيل أو الملكي للتجمع الاجتماعي. وقد وصل هذا النوع إلى ذروته الأدبية في أعمال جونسون وإنيجو جونز (Ben Jonson and Inigo Jones).
أصبح بن جونسون (Ben Jonson) كاتب مسرحي بارزبعد وفاة شكسبير، وأفضل شاعر أنتج في ذلك العصر ، بل كان له دور مهمًا في الأدب لأنه اخترع نوع فرعي للفن المسرحي (masque)، من أعماله الشعبية المسرحية مثل:
Volpone – The Alchemist – Bartholomew Fair – Epicone.
٢- الشعر (poetry)
بالإضافة إلى شكسبير وجونسون المعرفين بشعرهما الأنيق ذي الطابع والأسلوب المتفرد، ظهر تيارين للشعر:
١- الشعراء الفرسان (Cavalier poets)
هم مجموعة من الشعراء الإنجليز لقبت بالفرسان (Cavaliers)، وكانوا صنفين: صنف كان مواليا للملك تشارلز الأول (1625-1649) أثناء الحروب الأهلية الإنجليزية، وصنف أخر دعم البرلمان، ويطلق عليهم (Roundheads)، وكلا الصنفين يعتبر الشعر كتابة كلمات مصقولة وأنيقة تضاف ضمن إنجازاتهم كجنود شجعان، وخدّام أذكياء للبلاط الإنجليزي، ومن أبرز مضامين شعرهم:
الحب، والحرب، والشرف، وواجبهم تجاه الملك، من أبرزهم:
الشاعر ريتشارد لوفليس (Richard Lovelace) ، وتوماس كارو (Thomas Carew) ، والسير جون سوكلينج
(Sir John Suckling) ، وإدموند والر (Edmund Waller) ، وروبرت هيريك (Robert Herrick).

يعد وروبرت هيريك (Robert Herrick) رجل دين، وأحد أولئك الشعراء (Cavaliers) الذي تميّز شعره بكلماته القصيرة، والطلاقة الرائعة في وصف الحب والمداعبة ، وله فلسفة خاصة أشتهر بها: اغتنام اليوم (carpe diem) ، وهو اتجاه إغريقي معروف، ويظهر جليا في مطلع قصيدته:
“To the Virgins, to Make Much of Time”:
Gather ye rosebuds while ye may,
Old time is still a-flying.
And this same flower that smiles today
Tomorrow will be dying.
كما ابتكرفي قصائده أسماء عشقيات خيالية (Anthea, Althea, Lucasta, or Amarantha) ،
ومن الشعراء الفرسان (Cavaliers) ريتشارد لوفليس (Richard Lovelace) الذي دمج مضامين الحرب والشرف والواجب تجاه الملك ببراعة في قصيدة بعنوان التي اختتمها :
“To Lucasta, Going to the Wars,”
I could not love thee, dear, so much
Loved I not honour more.

٢- شعراء الميتافيزيقية (Metaphysical poets)
اتجاة أدبي اتسم بالتعقيد الفكري، وهو مزيج من العاطفة والإبداع الفكري، والميل إلى الأفكار والأشياء غير المترابطة، ويهتم بتحليل المشاعر أكثر من وصفها خلال فترات استراحة الوعي، مستخدما الأساليب الأدبية التي تجمع بين المختلف والمؤتلف من الأخيلة الفكرية والظواهر الطبيعية، والاستعارات والتشبيهات الملتوية، وأساليب السخرية، والمفارقة، فجاءت جل أعمال هذا الشعر كما وصفه الشاعر إليوت (T.S.Eliot) “تجسد اندماجًا للفكر والشعور في آنٍ واحد”.
من أشهر الشعراء:
١- الشاعر والكاتب والأديب جون دون (John Donne) المؤسس الأول لهذا التيار، والذي غيّر العديد من سمات شعر عصر النهضة بشكل واضح وملاحظ، فقد جاءت قصائده كحجج أو افتراضات منطقية ترتبط بشكل وثيق على استعارة ترسم توازيًا بارعًا بين المواقف أو الأشياء غير المتشابهة ظاهريًا، مستخدما تلك الاستعارة وسيلة لنقل مشاعر وأفكار متعددة ، بل ومتناقضة في بعض الأحيان، كما وظّف مجالات متنوعة مثل الكيمياء والفلك والطب والسياسة والاستكشاف العالمي والخلاف الفلسفي في الاستعارات والتشبيهات المستخدمة، ومن تلك التشبيهات الشهيرة تشبيه فراق العشاق مثل الفرجار، كما استخدم لغة شعرية خاصة به تعكس الكثافة العاطفية، والحدث الدرامي لشعره، والمواجهة الخيالية في مطلع القصيدة، والتحدّث مع سيدته أو الذي يوجه له الخطاب بشكل واضح، مع المحافظة على الموسيقى اللفظية والنهج الاستبطاني للقصيدة، كما حوّل المقارنات في القصيدة الغنائية عن الحب إلى كوميديا، ختاما قدمت هذه السمات الشعرية مجتمعة حافزًا لأعمال شعراء لاحقين أمثال إليوت (T.S.Eliot).
من أبرز قصائده:
1. The Flea
2. Holy Sonnets
3. Good Friday 1613, Riding Westward
4. Air and Angels
5. An Anatomy of the World
6. The Dream
7. The Calm
8. Woman’s Constancy

٢- الشاعر جورج هربرت (George Herbert)
الذي كان صديقا للشاعر جون دون، وملازما له في رحلته الشعرية، وصف هربرت قصائده بأنها صورة للعديد من الصراعات الروحية والدينية التي مر بها في حياته:
“a picture of the many spiritual conflicts that have passed between God and my soul, before I could subject mine to the will of Jesus, my Master, in whose service I have now found perfect freedom.”
من أبرز قصائده:

1. The Temple: Sacred Poems and Private Ejaculations in 1633.
2. The Church Porch
3. The Church Militant
4. The Altar
5. Easter Wings
النثر(Prose):
برزت الصلابة والمرونة كأسلوب نثري جديد في كتابات كل من روبرت بيرتون (Robert Burton) ، وفرانسيس بيكون (Francis Bacon) والذي تأثر كثيرا بالمكتشفات العلمية في ذلك العصر، وكان يعتقد أن العقل البشري مهيأ لمعرفة الطبيعة عبر الملاحظة، وليس من التفكير المجرد فقط. فجاءت كتاباته مزيجا من اللغة الأدبية الراقية، والفكر العلمي المتقدم، حيث تعكس أطروحات حول الفلسفة الطبيعية التجريبية في كتابه (Novum Organum Scientiarum)، وبحوث علمية طرحها في كتابه (Nova Atlantis) ، وكما تعد نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس أضخم إنجاز نثري في ذلك العصر في عام (1611) (The King James Version of the Bible) ، وكذلك ترجمة جورج تشابمان (George Chapman) لإلياذة هوميروس والأوديسة إلى الشعر الإنجليزي.

بالرغم من أن عصر الملك جيمس الأول (The Jacobean Age) كان مضطربا إجتماعيا ودينيا وسياسيا، ألا أنه حمل في مجمل أدبه وكتاباته الكثير من التقدم العلمي الذي ساد ذلك العصر، وظهرت اتجاهات متعددة مثل التنجيم، والاعتقاد بوجود السحر والكائنات والأنشطة الخارقة للطبيعة، وبلغت المأساة والهجاء الذروة، وأعمال فلسفسة وفكرية عبّرت عن الاتجاهات الفكرية السائدة للمدرسة الأرسطية، والاتجاه الإنساني العلمي والجمالي، وعلوم التنجيم، مع فكر لإعادة إحياء الأرثوذكسية الأرسطية.

*الكاتبة: فاطمة الشريف

المصدر: The Jacobean Age