93
071
071
070
0151
0يقول أبو فراس الحمداني: «وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقد البدر» إنك لا تشعر بقيمة معنى هذا الشطر، من قصيدة أبي فراس الحمداني، إلا عندما تمر بشدّة وكرب، فتلتفت إلى من …
1125
0992
0820
0723
1653
8تكمن مشكلات «بعض المثقفين والأدباء » في ادِّعاء الثقافة والمثالية الزّائفة والفكر المستنير، وأنَّهم يترجمون معاناة الشَّارع وأحداثه وهمومه، وللأسف فإن واقعهم يبتعد كل البعد عن نقل نبض الشارع وترجمة هموم البسطاء، فالواقع عكس ما يدّعون!
جميع نقاشاتهم تتم داخل الصالونات الثقافية، ويكون موضوع النقاش بعيداً كُلَّ البعد عن هموم البسطاء وما يحتاج إليه النَّاس؛ لأنَّهم لا يعلمون عنهم شيئًا… ويضربون العزلة على اجتماعاتهم، وينغلقون على أنفسِهم.
نقاشاتهم خاصة جداً، وبيزنطِيَّة في معظمها، ، وتصدر بعضها عن أهوائهم، وتخص ميولهم، وفوق ذلك يصادرون حقوق الآخرين في أبِداء الرأي! فأي ثقافة تلك التي يدّعيها هؤلاء؟!
هُناك كثير من النّاس البسطاء يحتاجون إلى قلمٍ يكتب عن معاناتهم، ويعبّر عن همومهم واحتياجاتهم، ويطرح للمجتمع مشكلاتهم ويبحث عن حلول لها، وحتى المشكلات النفسية التي يعاني منها أفراد ذلك المجتمع تحتاج إلى القلم النزيه في نهجه والصادق في طرحه لوقف معاناتهم أو الحد منها.
وفي حين أن الناس يعانون من الانكسارات والخيبات التي يتعرضون لها، نجد بعض المثقفين يجلسون في بروجٍ عاجيّةٍ مشيّدة صنعوها لأنفسهم من ذلك الغرور الذي جعلهم يميلون إلى النرجسية وتقديس الذات، وقد ابتعدوا كثيراً عن الاستماع إلى عامة الناس والإحساس بهمومهم.
هموم الناس البسطاء ومعاناتهم في حياتهم مادة مثرية لأي عمل أدبي، فمن ملامحهم وأحاديثهم تأتي فكرة الرواية والنص الشعري الإبداعي، وما أجمل النص الذي يخرج من رحم المعاناة!
الثقافة سلوك، وعلى المثقفين أن يتعايشوا مع من حولهم، وأن يشعروا بهم، فيكونوا صوتاً لهم يصل إلى أبعد مدى، أو حتى لو يكونون لهم فقط مثل العلاج المسكّن الذي يجعلهم يقبلون على الحياة ببهجة ، ويستطيعون التغلب على الظروف الصعبة .
المثقف الذي يملك الحس الإنساني عليه أن يكون قريباً من الناس… يقرأ في تفاصيلهم واقع الحياة المتسارع، وتقلباتها، ويقرأ ردود أفعالهم على الأحداث التي تُحيط بهم، فمن خلال هذا الإنسان البسيط ينطلق العمل الأدبي المدهش، وهنا يكمن دور المثقف الحقيقي .
* سليّم السوطاني
التعليقات