مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

عتيق الفلاسي* وعاد المطر ولك في صفحته المنقوطة حضور منقوط يحول قسمات وجهك القديم …

وعاد المطر

منذ سنتين

265

0

عتيق الفلاسي*

وعاد المطر ولك في صفحته المنقوطة حضور منقوط يحول قسمات وجهك القديمة دموعا..بللا..رشحا من جراء تعب هذه الخطى الضائعة بيننا عبر مسافة لم نحسب لها يوما حسابا يا حبيبتي.

يتعبني المطر وقد كان وسيط اللقاء بين شفتينا حينما كان يندي جفاف الشوق، ويبس آثار الانتظار ، ويحيل محل الأيام بينهما سحابات ماطرة تلتقي مع عيون الأرض لإظهار معجزة القدرة في تفرد لا سابق له بيني وبينك يا حبيبتي.

كنت قبيل الأمس أكتبك في مفكرتي اليومية بمداد المطر المتساقط فوق رأسي ووجهي يغيبني كثيرا فلا أدرك من أنا حتى أتخيل كفيك الحانيتين تمسح عن وجهي بلل المطر فتأخذنا زفرات العناق إلى فلسفة “لا أقدر..لا أصبر..لا أحتمل…لا أعيش إلا بقوت من شفتيك المسكيتين نفَسا، الورديتين لونا، الدمويتين بتراتيل الغنج قتلا”.

ما للسحاب بعدك ينكر القبلية في عداد السلم الزمني كأنه قدر متفرد ببعدية سحيقة سحيقة لا تصل إليها أغوار الخوانق الأرضية، وأبعاد مهاوي الشهب السماوية!!

ما للسحاب بعدك يطويني بقوافل من النيازك لا أقوى على الصمود أمام عتوها الجارف، وأعود فلا أجدك لأن بعدية الزمان محت قبليته ليجيء المطر ولا شيء بعد مجيئه إلا خلو الأوحال من عناق أقدامنا يا حبيبتي.

 

*كاتب من سلطنة عُمان
@ateeeq_65

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود