202
0402
3203
0280
0297
0172
0347
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11428
04669
03938
173156
0
شاهيناز العقباوي*
مما لاشك فيه أن حركة التطور العلمي والحضاري التي تشهدها الدول خلال الفترة الحالية، أوجدت نوعًا من الاهتمام غير المسبوق بأدب الطفل على مختلف المستويات وكافة الأصعدة، ذلك في ظل الطفرة التكنولوجية العالمية، لكن هذا لا يمنع أن نشير إلى أنه على الرغم من وسائل الدعم المتاحة ومع تنوعها لاتزال هناك العديد من المعوقات التي تحول دون وصول أدب الطفل للمستوى المراد، هذا فضلا عن تحقيق الكثير من الأهداف الأخلاقية والتربوية والعلمية والتاريخية والتي تعتبر في الأساس العمود الفقري له، لاسيما إذا حاولنا مقارنته بالوضع الذى وصل إليه أدب الطفل العالمي من حيث حجم الإنتاج، ومساحة الانتشار، وجودة العمل ومستوى تأثيره ورد الفعل لدى الفئة المخاطبة ألا وهى الأطفال.
خاصة إذا أدركنا بشيء من التفصيل أن هذه المعوقات تنقسم إلى فئة خاصة بعالم إنتاج أدب الطفل بداية من دور النشر، وحتى وصول الكتاب إلى يد المخاطب، وأخرى تتمحور حول صانع هذا الأدب ومبدعه، حيث إن لكل منها مشاكله التي تعوق تحقيق الكثير من الآمال والطموحات، هذا فضلا عن العديد من الأهداف البناءة، التي تسعى دائمًا للوصول بما يقدم للطفل إلى أفضل مستويات من الرضا والتميز والجودة والإبداع.
حقيقة هناك العديد من المعوقات، لكنها لا تحول دون وجود مستوى فوق الممتاز من الأدب المقدم للطفل، لكن وكما هو معروف هذا النوع من الإبداع لا يقف على مستوى ثابت، ويسعى دائمًا إلى أن يصل إلى أفضل مراحل الإنتاج وأكثرها تميزًا، خاصة أن هناك صحوة ليست بجديدة بين كافة الجهات المعنية بأدب الطفل، بالبحث عن كل جديد ومفيد وتقديمه بصورة تلائم وتناسب المجتمع المخاطب، هذا فضلا عن الحرص على دعمه وتقويته بكل ما يحتاج إليه من خبرات حديثة بما يتواكب مع التطورات التي يشهدها عالم النشر والإبداع سواء على مستوى الكاتب أم خروجا إلى عالم النشر والعرض.
وعليه للوصول إلى أفضل مستوى مقدم ومرضٍ لهذا النوع من الإبداع من الضروري دراسة المعوقات ومحاولة تفتيت تكتلها إن وجد، والارتقاء بها إلى أصلح النقاط وأهمها وأكثرها فائدة والعمل على الوصول إلى أعلى درجات الاستفادة مما تقدمه التقنية الحديثة لاسيما أنها وفى الوقت الراهن تعتبر هي المنافس الأوحد لهذا الأدب المنشور منه ورقيًا. ولكن بشيء من الإيجابية من الممكن الاستفادة من هذه المنافسة البناءة للارتقاء بالكتاب والوصول به إلى أفضل منتج بأقل تكلفة إذا أدركنا أن العامل الاقتصادي يعتبر واحدًا من أكثر وأهم وأخطر المعوقات التي تحول دون تنفيذ الكثير من المشروعات المستقبلية التي تساهم في أن يحقق هذا الأدب مبتغاه وطموحاته وآماله ورغباته.
وبعرض بسيط لعدد من هذه المعوقات هذا فضلا عن السعي لطرح بعض الحلول التي تتناسب مع حجم المشكلة وتتفق مع هو متاح ومتوفر وسهل الاستفادة منه، حتى نتمكن من تحقيق الكثير من الطموحات على أرض الواقع، وللوصول بكتاب الطفل إلى شكل وصيغة وتصور يعيش قرون في المستقبل ويساهم في بناء أجيال تدرك قيمة وأهمية وفائدة وروعة ما يقدم لها ذلك لانهم يستحقون دائما الأفضل.
ويعتبر العنصر الاقتصادي هو المعوق الأكثر أهمية في دائرة الإنتاج الأدبي للطفل بل الأهم والأكبر تأثيرا لاسيما أن إنتاج كتب الأطفال إذا ما قورنت بالعناصر الأدبية الأخرى تعتبر ذات تكلفة عالية، وتحتاج إلى ميزانية ضخمة ومحددة للوصول إلى مستوى مميز من حيث خروج كتاب يرضى محتواه وشكله النهائي رغبات الطفل ويجعله يقبل على شرائه ويدفعه بدوره إلى الاطلاع عليه والتعلق به. وهذا مما لاشك فيه يحتاج إلى عمل مشروع قومي متكامل، كذلك تقديم الدعم لدور النشر المتميزة في هذا المجال من قبل المؤسسات الحكومية ومساعدتها للارتقاء والتميز والاستمرار.
حقيقة هناك توجه مشكور من عدد من الجهات الثقافية لدعم دور النشر، لكن الأمر يحتاج إلى دعم أكبر وأوسع وأكثر تأثيرا. أما عن جودة الكتاب وتكلفته، فسنجد أيضاً أن التكلفة العالية لكتاب الأطفال المصور على وجه الخصوص تفرض خفض الجودة، بما يقلل من نسبة قراءته، ولا يحظى بالكتاب عالي الجودة والتكلفة إلا أطفال الأسر الميسورة، مما يقلل بتأكيد من حجم المبيعات وهو ما يحدّ من إقدام كثير من الناشرين على إنتاج كتب للأطفال. كذلك من الضروري المساهمة في تغيير ثقافة الأسرة ودفعها ودعمها إلى العودة إلى الكتاب في ظل المنافسة القوية من قبل الوسائل التكنولوجية الحديثة التي يتعرض لها الطفل، حقيقة هناك معوقات تحول دون تحقيق الكثير من الخطوات الجادة في عالم الكتابة للطفل لكن عند النظر إليها وعقد مقارنة بسيطة بما تم إنجازه على أرض الواقع نستطيع أن نجزم أن السير على خطوات الإصلاح والارتقاء ليس بالأمر الصعب بل هو خطوة في سبيل تحقيق الأفضل لشباب المستقبل القريب.
كاتبة _ مصر
Shah_anp2000@yahoo.com
التعليقات