170
0215
0233
0184
0246
078
0126
0260
084
161
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
2976
02108
02040
01548
01425
12
أحمد بنسعيد*
مقدمة:
يطيب لي بعد الانتهاء مباشرة من (أسبوع الكتابة للطفل) في دورته التاسعة. أن أتقدم لكتّاب أدب الطفل جميعا من خلال مجلة فرقد، بهذه التوجيهات راجيا أن يضعوها نصب أعينهم في عملهم الطويل النبيل، لأن عملهم يبدأ بعد انتهائهم من كتابة مسوداتهم الأولى، هناك يبدأ العرق بشكل تصاعديّ حتى ينضج عملهم ويستوي ويليق بعالم الأطفال في كل زمان ومكان.
عش عصرك:
أيها الكاتب العزيز خاطب الطفل عن مواضيع معاصرة، قريبة منهم، يتعاملون بها كل يوم، خاطبهم عن الشاشات التي لا تكاد تفارق أيديهم، وما فيها من برامج وتطبيقات … أعن الوالديْن تربية، وأعن الأجيال تفتيقا لمواهبهم، وتحديا لكفاءاتهم.
أنصت للأطفال:
اسمع لهم ولحواراتهم، افهمهم أكثر، سجل مواضيعهم، اطلب ملاحظاتهم، تأمل في حياتهم المدرسية، وفي السوق، وحين يكونون بين أصدقائهم … حين يضحكون، وحين يخافون، وحين يحزنون، وحين يغضبون … دوّن انشغالاتهم، واهتماماتهم، لغتهم، ونكاتهم، وما يعجبهم وما لا يعجبهم … اقرأ كراساتك هذه في كل مرة، مذكّرا نفسك بهذا العالم التي أنت فيه.
اقترب منهم في كتابتك:
أولئك كتبوا لعصرهم فاكتب لعصرك، كتبوا سندريلا، وحورية البحر، بياض الثلج … فاكتبوا أنتم عن تلاميذكم سعد وماجد وراشد وعن جاراتكم الصغيرات مليكة وسعدى وخدوج … ولا تنسوا أصحاب الهمم من الأطفال … واخترعوا أسماء من عندكم ولكن تنفسوا القرب … لا تبتعدوا كثيرا متحدثين عن أبطال يعيشون في القصور ورغد العيش فينشأ أطفالنا حالمين (وهو في الْحِلْيَةِ وفي الخصام غير مبين) …
جدّد:
في إبداعاتك، هندس لنا جيلا مخترعا مكتشفا متصالحا مع الطبيعة، ومستثمرا لها، دقيق الملاحظة، يلاحظ ما لا يلاحظه الآخرون، ينتج ما لا ينتجه الآخرون. جيلا مكتفيا بنفسه معتزا بما عنده، منفتحا على علوم الغير، مستفيدا منها … ومضيفا لها. اسبح مع الأطفال في مختلف العوالم والفضاءات والمحيطات …
اغترف:
لا تعتقد أن هناك صعوبة في إيجاد مواضيع صالحة للأطفال، افتح عينيك في كل شيء يحيط بك واغترف، لأن كل شيء هو موضوع صالح للأطفال: من أصغر الأشياء إلى أكبرها؛ السهل والجبل، والنهر والبحر، والهواء والضياء … القطة التي تموء، والعصفور في السماء، والنملة والجرادة … والشاشة والفضاء، والحيوان والإنسان …
كن إنسانيا:
في تناولك لمعاناة الأطفال ومشاكلهم، والتحديات التي تقف في وجوههم، والحروب التي تفزعهم … كن إنسانيا في تناول كلّ ذلك، هدئ من روعهم، طمئن أرواحهم، كن لهم البلسم الشافي. حذار أن تؤجج نار الحقد في قلوبهم الفتية. إذا وصلت كتاباتك للإنسانية، فستصير عالمية بامتياز.
لا تكتب منفردا:
أنت تعيش في عصر التواصل الاجتماعي، فاستمع لزملائك الكتّاب، واستفد من خبراتهم وتجاربهم، وعش دفء الكتابة مع أسرتك في (أسبوع السعد)، ثم اعرض على الأمناء منهم كتاباتك، وأحسن التواصل معهم، وتواضع لانتقاداتهم، ثم لك حرية العمل بها من عدم العمل بها. احرص على خفض الجناح لمن يفوقونك تجربة.
لا تتردد:
إذا قدم لك أحد الأذكياء فكرة أعجبتك فلا تتردد في الأخذ بها، وإن دعا الأمر أن تعيد كتابتك من جديد. اشطب ما كتبته واكتب من جديد على ضوء الإنارة والإشراقة التي أشرقت في أفق كتاباتك، وستتقدم خطوة للأمام.
نقّ لغتك:
من الغرابة، ومن الصعوبة، ومن التقعر … لا تنس أنك تكتب للصغار، ابتعد ما أمكن عن الاستعراض اللغوي، والوصف المستفيض، والفصاحة الزائدة عن اللزوم … اقتصر على الأهمّ. مع مراعاة الغنّة الموسيقية وإيراد القافية في السرد خاصة للجمهور من الطفولة المبكّرة.
لخص، لخص:
حين تطل من جديد على كتاباتك، فاحمل المقص وشذّب كتاباتك، لخصها بتؤدة وتأنّ، عد إليها في كلّ مرة ولخّص، لخص أكثر … حتى تصير كتابتك ثقيلة بالمعاني، فكما ذكر أحد الكتّاب: الكتاب الذي يجده القارئ ممتعا سهل القراءة، يكون صعب الكتابة.
أتقن عملك:
أنت تتعامل مع الأطفال، مع البدايات، فاحرص أن تكون بداياتهم نقية طاهرة من كل الشوائب، وحذار أن تزرع فيهم الخطأ، فالخطأ هنا لا يُغتفَر. والكتابة للطفل علم وقواعد وتخصص شديد الانضباط.
خاتمة:
إن بداية عمل الكاتب تبدأ بعد انتهائه من مسودته الأولى، هنا تبدأ إعادة الكتابة مرارا، هنا يبدأ التنقيح والغربلة والتشذيب … وعرض العمل على الأطفال وعلى النقاد، حتى ينضج العمل ويستوي. لا تقلق على عملك أيها الكاتب فترسله لدار النشر هكذا من الكتابة الأولى، ستكون –في نظري- غير محظوظ ولو وافقت دار النشر على نشره. بل تأنّ طويلا، وأعد الكتابة حسب تقنيات النقد التي ذكرناها في موضع آخر.
وهنيئا لجميع الكتّاب الذين حققوا الأمل في الدورة التاسعة من (أسبوع الكتابة للطفل) وبالتوفيق للجميع في قابل الدورات إن شاء الله.
*كاتب للأطفال_ المغرب
bensaid_ahm@hotmail.fr
تحية كبيرة لكم استاذ أحمد بن سعيد على هذا المقال الهادف و العملي الذي يضع اليد مباشرة على الجرح و يخمن كيف يداويه
فعلا لابد للكاتب مختص كان أو هاو لهذا الفن ان يعمل على محتوى راق يتماشى و ما يعيشه المجتمع و على شكل يخرج به هذا العمل للطفل في اجمل حلة
و عليه فإن فكرة فريق العمل من محرر و ناقد و تجارب للقراءة على من نكتب لهم قبل النشر حتى نتفادى الكثير من الاخطاء، فكرة ضرورية و لكن للاسف نفتقدها…
ز قبل أن أوجه الانتقاد لاي كان، علي مراجعة عملي و تنقيته ما استطعت
و ان شاء الله يوفقنا لكتابة ما ينفع أبناءنا
شكرا مرة اخرى ا. أحمد