الأكثر مشاهدة

يقع عصر كارولين أوعصر تشارلزالأول (The Coraline Age or The Age of Charles 1) خلا …

عصر كارولين والأدب البيوريتاني

منذ سنتين

603

0

يقع عصر كارولين أوعصر تشارلزالأول (The Coraline Age or The Age of Charles 1) خلال الفترة من 1625إلى 1649، ومن أبرز أحداثه التاريخية نشوب الحرب الأهلية (1641) بين تشارلز الأول وأنصاره كافالييرز   (the Cavaliers) والبرلمانيين أو راوندهيد (the Roundheads)، بقيادة مجموعة من العلماء البروستانت، وأنصارهم من الطبقات الوسطى البيوريتانية، هدفت نحو تطهير الكنيسة الإنجليزية مما علق بها من الممارسات الدينية الرومانية مثل القيادة الهرمية، والملابس الدينية، والعديد من الطقوس غير القانونية للكنيسة، تلك الممارسات التي ظهرت وتجلّت في أدباء وفنانوالنهضة التشكيلية، فقد كانوا ناقمين عن حركة الإصلاح الدينية التي نشئت في عهد الملكة إليزابيث، انتهت الحرب عام 1651 بانتهاء الحكم الملكي ونفي تشارلز الأول إلى فرنسا، وانتصار البرلمانيين، والبقاء في السلطة حتى عام 1660، لذا تعد هذه الفترة في الربع الثاني من القرن السابع عشرهي فترة الأدب البيوريتاني (Puritan literature)، كذلك أُطلق على هذا العصر عصر ميلتون 1600-1660، نسبة للشاعر الإنجليزي جون ميلتون (John Milton).

تكمن الخصائص الرئيسية لأدب البيوريتان (Puritan literature) في جودته غير الدرامية، حيث بدأ ولأول مرة الكتّاب في استخدام اللغة الإنجليزية كوسيلة لتخزين ونشر العلم، ونقل الحقائق والمعلومات، فتراجعت روح عصر النهضة الخيالية إلى تطور نظرة جديدة عن الأدب من خلال النقد، والذي كان يهدف إلى مراقبة وتمييز الأعمال الأدبية، مما أدى إلى ترويج فن كتابة السيرة الذاتية، والسرد التاريخي، وكتابة العظات الدينية (Sermons)، والتجارب الذاتية واليوميات.

كما وأصبح نتاج الأدب محصورا فيما يتعلق بالممارسات الدينية حول مواضيع متعلقة بالاقتصاد والثقافة والمجتمع والسياسة، وقد كان الاتجاه الموضوعي لتلك الكتابات ديني ذاتي باستخدام لغة مباشرة، وبنية للجمل بسيطة؛  لتوصيل وجهة نظر الكاتب، مع تجنب أسلوب الكتابة التفصيلية، بل كانت تلك الكتابات غنية بروح الكآبة والحزن والتشاؤم، لاعتمادها على تجسيد وتصوير مشاعرالخوف من الإله والجحيم لتأصيل أفكار ومعتقدات دينية.

يعد عصر كارولين هو عصر الشعر، الأمر الذي أدى إلى تراجع كتابة المسرح، وقد جرّب الشعراء أساليب مختلفة من الكتابات، وتقنيات السرد الناجحة في الشعر في مضامين تتعلّق بجوانب سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية، لقد كان شعراء عصر كارولين غنائين بطبيعتهم، وكان الحب والحرب والدين مضامين رئيسية في شعرهم، حيث جمع أغلب شعرهم عنصرين هامين: الشعرية الغنائية للحب مثل التي كانت في العصور الوسطى، والربط الحسي البسيط المقتبس من الكلاسيكية الرومانية واليونانية، وانتمى شعراء الأدب البيوريتاني إلى المجموعات الشعرية السابقة مثل: شعراء الفرسان  (Cavalier poets)، وشعراءالميتافيزيقيا ( metaphysical poets) وعلى رأسهم جون ميلتون (John Milton)، هنري فوغان (Henry Vaughan)، جورج هربرت (George Herbert)، ابراهام كاولي (Abraham Cowley)، أندرو مارفيل (Andrew Marvell)، بل كان من الشعراء من اقتفى نهج كل من بن جونسون (Ben Jonson)، وإدموند سبنسر (Edmund Spenser).

لقد كان الأدب البيوريتاني يرتكز على الوعظ الديني المعتمد على الكتاب المقدس، والتجربة اليومية للكاتب، فجاءت الأعمال جمعا بين الجدية الأخلاقية، والتأصيل الديني. 

*المصدر: مقالات الموسوعة البريطانية*

*كاتبة المقال: فاطمة الشريف* 

 

 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود