بدرية آل عمر*

اتفقا على أن يسرقا بيت جارهم، قال اللص: أنا سأكون كظله، سأتقرب منه و أخبرك متى يخرج من بيته ؟ !
وبعد شهرين نتقابل هنا ؟!
وافق الحرامي حبًّا في الفوز بالغنيمة.. أصبح اللص صديق الجار المقرب
حتى أنهما أصبحا يتسامران ليلا حتى الفجر معًا ويتحدثان كثيرًا
عن أسرارهما، و في ذات ليلة باردة أحضر اللص معه شرابًا غريبًا !؟
فقدمه ضيافةً للجار قال له هذا الشراب سينسيك تعبك ويجعلك سعيداً
شربه الجار حتى فقد وعيه وأصبح لا يدري ماذا يفعل ؟! وماذا يقول ؟!
و أثناء كلامه اعترف للص عن مكان خزينة أمواله وأعطاه المفتاح حتى يرى ما بها من
مال دخل اللص المكان فوجد الخزانة وشاهد فيها ما لا عين رأت ولا سمع بها ولا خطر على باله !؟
في كل يوم يزيد من الشراب للجار حتى سقط ودخل في سباتٍ عميق.
أخذ اللص كل ما في الخزنة من مالٍ و جعل في زاوية الخزنة شيئًا قليلا من الغنيمة..
اتصل على صديقه الحرامي قائلًا له: نحن الآن بعيدا عن البيت
اذهب إلى المكان الفلاني وستجد الخزنة والمفتاح وضعه الجار تحت السجادة التي مقابل الخزينة!
ولكن عدني أنك ستحضر المال كي نتقاسمه وأنك لن تخذلني وتسرقني ؟!
قال: أعاهدك على ذلك فرح الحرامي وأسرع إلى مكان الخزنة
وجد المفتاح والمال ولكنه صدم فالمال قليلًا جدًا
وعندما همّ بالخروج أغلق الباب أخذ يصرخ ويستنجد وفي دقائق معدودة قبضت عليه الشرطة
وهو متلبس بالجريمة.
وفي اليوم التالي اخبر الجار اللص بما حدث ليلة البارحة وأنه سيجن الحرامي الذي سرق ماله ولم
يبقي على شيء ولم يعترف إلا بمبلغ قليل و زهيد قال اللص: سيأخذ القانون مجراه
لا تخف يا صديقي ؟!
هم بالمغادرة التفت على جارة وقال؛ كان الله في عونك
أتيت أودعك سأرحل إلى دياري ولربما يكون لنا لقاء آخر …
وقف الجار بعد أن ودع اللص متفرجا حيران قلق!
الحرامي مازال تحت التحقيق لا يعلم أين اختفى صديقه اللص ؟.
حُكم عليه بالسجن!!
اللص رحل ورحل معه المال و سر الحرامي.

*كاتبة سعودية