مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

عبدالله المطمي* يجلس بمفرده أمام إحدى طاولات المقهى المزدحم، يقلب بين يديه هاتفه …

قارئ الطالع

منذ سنتين

196

0

عبدالله المطمي*

يجلس بمفرده أمام إحدى طاولات المقهى المزدحم، يقلب بين يديه هاتفه الجوال …

وقفت إلى جواره تبحث لها عن مكان شاغر وبيدها كوب قهوتها، جالت بعينيها أرجاء المقهى فلم تر مكانا لها، التفتت إليه قائلة: فضلاً، هل تسمح لي بالجلوس معك على الطاولة ؟ رد: بكل سرور، سحب كرسيا وهيأه لها قائلاً: تفضلي سيدتي، شكرته …

وضعت فنجان القهوة على الطاولة ثم تبعته بحقيبتها وهي تجلس على الكرسي المقابل له، حاول أن يبدو هادئًا وقد رجع إلى تصفح هاتفه وكأن الأمر عاديًا، بدأ يسترق النظر إليها بين وقت وآخر، فنجان قهوتها سكنت رغوته وهمد بخار حرارته وهي منهمكة في كتابة وتصفح هاتفها، تنظر إلى شاشته ثم تسجل في مذكرة ورقية بعض الأرقام، لم تعطه فرصة أو التفاتة حتى ليجد مسوغًا للكلام، فكر.. ثم فكر.. ثم قرر أن يكسر الصمت، ألقى نظرة على فنجان قهوتها ثم قال: قهوتك بردت سيدتي، ردت: أها صحيح، شكرًا لك سوف أشربها الآن، فقط ثلاث دقائق وأنتهي من موضوع مهم على الجهاز.

رفعت وجهها مع تنهيدة خفيفة قائلة: الحمد لله وهي تقفل شاشة جهازها بلطف بكلتا يديها، .. والآن إلى شرب القهوة متناولة فنجان قهوتها، فاجأها بقوله: هل من الممكن فنجان القهوة ؟ ردت باستغراب: هل تريد أن أطلب لك قهوة؟ رد مبتسمًا: لا لا سيدتي أريد أن أقرأ لك طالعك فأنا أجيد ذلك، ناولته ضاحكة.. تفضل ..ولنر مهارتك في قراءة الحظ، تناوله منها ثم بدأ يقلبه يمنةً ويسرة، ينظر في سطح القهوة يقربه تارةً ويبعده أخرى عن عينيه وقد أسندت خدها على راحة كفها تنظر إليه بنصف ابتسامة وتستحثه على الإسراع في القراءة.

سيدتي أنت تملكين شخصية قوية ولكنها متسامحة، لك بعض الحظوظ والنجاحات المستقبلية القريبة، فقط ينقصك الحذر والتركيز قليلا في عملك والانتباه من الشركاء ثم ناولها الفنجان، أخذته منه ووضعته على الطاولة وهي تحمل أغراضها قائلة: ما رأيت أكذب منك يا قارئ الفنجان؛ فقراءة الفنجان لا تكون إلا بعد أن يشربه الضحية.. غادرت المكان وهي تشير إلى الفنجان قائلة: أشربه لعل حظك يكون قويا مع غيري

*كاتب من السعودية

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود