مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

نوار الشاطر* هل استطاع أدب الطفل أن يقدم للطفل ثقافة ؟ ربما كان هذا السؤال الأكث …

ثقافة الطفل عبر أدب الأطفال

منذ سنتين

214

0


نوار الشاطر*

هل استطاع أدب الطفل أن يقدم للطفل ثقافة ؟
ربما كان هذا السؤال الأكثر إلحاحًا.

باعتقادي نعم لأننا عبر أدب الطفل نستطيع أن نؤسس لمفاهيم عميقة و مهمة للغاية عبر القصص والشعر والأناشيد و الرسوم الملونة الموحية، ولكن بأسلوب غير مباشر مغلف بثوب الخيال المزركش بالفكاهة والمتعة.
استطاع أدب الطفل أن يوجه رسائل تربوية توعوية منذ نشأته، واستطاع أن يثبت في مواقف كثيرة أنه من أرقى الوسائل الفاعلة  للارتقاء  بذائقة  الطفل فكريًا  و ثقافيًا.
لكن رغم ازدحام المكتبات بالقصص والدواوين الشعرية وغيرها من الكتب الموجهة للأطفال لا نجد إقبالًا كبيرًا على هذه المنتجات، وذلك لأسباب كثيرة  أبرزها الوضع الاقتصادي و ارتفاع ثمن هذه الكتب نظرًا لارتفاع كلفة انتاجها و تسويقها بشكل محترف يجعل الأهل وغيرهم يقبلون على شرائها.
هل من الممكن أن تكون هناك مكتبات مجانية تقدم الكتب للأطفال مجانًا  لتشجعهم على القراءة ؟
أظن أن ذلك متاح في البلدان المؤهلة اقتصاديًا لتقدم الكتاب مجاناً للطفل، و أيضًا بحاجة لمؤسسات كبرى مهتمة بالطفل ودعم ثقافته و العمل على ذلك فعليًا من خلال ندوات وورشات عمل حقيقية مع الطفل نفسه.
التأسيس الثقافي للطفل يبدأ من الأسرة، واهتمام الأسرة بذلك، وتشجيع الطفل على القراءة المعرفية التي ترفع من سوية ثقافته و تساهم في انفتاح أفقه، والخروج بعقله خارج منظومة العقل الجمعي، وتشجيعه على التجريب والتفكير الذاتي، و اشغال الفكر، وتشجيعه على السؤال، حيث يعتبر السؤال من أهم الطرق للتعلم واكتساب المعرفة عند الأطفال، وكلما كانت أسئلتهم عميقة و معقدة، كلما دلّ ذلك على ذكاء الطفل وحبه للمعرفة، ومن الصعب إعطاء أجوبة دقيقة وحقيقة للأطفال، لذا نلجأ إلى إعطاء أجوبة تتناسب مع عمر وتفكير واستيعاب الطفل، والأهم هو أن نعمل على إثارة فكر الطفل ليستنتج هو الأجوبة، ثم نقوم بإعطائه الجواب الصادق والصحيح، ونستطيع تحقيق ذلك من خلال أدب الطفل و الكتب المختصة الموجهة للطفل.
وختامًا لا بد أن أنوه أن عملية اختيار الكتاب أو القصة للطفل لا بد أن تستند إلى ذكاء معرفي، بحيث نقرأ الكتاب أولاً  ثم نحلل رسائله الباطنية الموجهة للطفل، ونرى مدى القيمة الثقافية التي يقدمها للطفل، وعلى هذا الأساس نقدمه لطفلنا بكل ثقة و أمان.

*كاتبة للأطفال _ سوريا

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود