128
0115
088
0116
0128
084
0227
155
0287
0107
2سـامي المعمري* حَلِّقْ بِقلبي لا تَـرُدَّ جَناحَهُ واعْبُر بٍهٍ فَوْقَ الصَبابة والْقِهِ فإذا هَوى بالحُبِّ في قاعِ الهَوى فَجِّر لهُ ي …
1284
01212
0933
9869
1856
0أ.د أماني عبدالعزيز الداوود*
التصوير_ولاء عبدالله العمري
في هذه الأيام التي فتحت أبواب السماء بالأمطار وسقيت الأرض بالخيرات…
شغلني كثيرًا هذا السؤال: لِمَ نفرح بالمطر؟ لِمَ نفرح به فرحة تميزنا عن غيرنا من الشعوب، فرحة تخالط أعماق القلوب؟ وننتشي لها كطفل سعيد في يوم عيد؟
حينها لفت نظري قوله تعالى عن المطر: {فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون} (الروم- 48) نعم، هنا وجدت الجواب، فالمطر في العرف الاجتماعي عند العرب هو رمز لفرحة الكبار والصغار، وشعار للاستبشار والحب والوئام؛ لأنهم يرون فيه رمزا لجلاء الأحزان والأوجاع عن النفوس كما يغسل الأرض والبيوت، ورمزا للإرواء بالحب والأنس كما يروي الشجر والزهر.
ويختصر شدة فرح العرب بالمطر وأسبابها قول الراعي النُّميري :
وحديُثها كالقطْر يسمعُهُ راعي سنينَ تتابعتْ جَدْبا
فأصاخَ يرجو أن يكون حَيَاً ويقولُ من فرح: هيا ربَّا..!
لكن المفارقة العجيبة أن المطر بالفرح الذي يتساقط مع زخاته والسعادة التي تحملها قطراته ربما يثير في الوقت نفسه الحزن، ويبعث الألم ؛ وذلك لارتباطه بالفرح واللحظات السعيدة، فإذا هطل سيذكر كل فاقد فقيده، ويشتاق كل حبيب إلى حبيبه، ويحن كل مفارق إلى ذكرياته.
وهو الشعور ذاته الذي عبر عنه بدر شاكر السياب حين قال:
أتعلمين ..أي حزن ٍ يبعث المطر..
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع .. كأن طفلا
بات يهذي قبل أن ينام..
بأن أمه التي أفاق منذ عام ٌ فلم يجدها ..
ثم حين لج في السؤال .. قالوا له:
بعد غد ٍ تعود لابد أن تعود ..
يظل قدوم المطر يبعث البشارات ويحمل الخيرات ويثير مشاعر الفرح، لكن النفس البشرية معقدة الشعور، مليئة بالمفارقات، مشحونة بالخبرات والذكريات، لذا فإن ما يفرحها قد يحزنها في الوقت نفسه، وما أضحكها ربما يوما يبكيها.
*أستاذ اللغويات بقسم اللغة العربية وآدابها
التعليقات