مقالات مشابهة

الأكثر مشاهدة

 نورالدّين رقعي التّميميّ* لـو كــان لـي أُنـشــودةُ الأوطـــانِ     ما قلـتُ أن …

انتمـاء

منذ سنتين

101

0

 نورالدّين رقعي التّميميّ*
لـو كــان لـي أُنـشــودةُ الأوطـــانِ   
 ما قلـتُ أنّـي شـاعــرٌ وكفـــانِـي

في الصّدقِ لستُ كما تَرَوْنَ وإنّمـا   
عشــقُ العُــروبـة ذائـبٌ بكَيَــاني

مـن عهــد مَـديَنَ لـم أكـن إلاّ أنَــا      
وبمَجـدِهـم فـي العِـزِّ قالَ لسـاني

والكونُ يـدري مَنشَـئِي وتبَـاعُـدي    
بعضـي تنـاهـى فـي بني عَـدنـانِ

يمنيّــةٌ رؤيَـايَ حيــن تصَـــوُّري  
وجميـعُ هـذي المُمْكنـاتِ مَكـاني

راعٍ ولي شـرفُ النّـزوحِ بِأعنُزي      
 من حضرموت إلى ربوع سَسَانِ

يهتـزُّ في لغتـي صـدَى نَبـراتِهَــا    
وتَتـيــهُ أَمْـوَاجــي بكـلِّ زمـــانِ

والعفْـوُ في شيَـم الرّجـالِ مُروءةٌ      
 ونَــداهُـمُ شطـــرٌ مــن الإيمـــانِ

عُــدْ بِي قليــلاً  يـا زمـانُ فإنّنــي     
أحتاجُ بعـضَ الوقتِ كي أرعاني

أرعَـى امتـدادي ثمَّ أقـرأُ مَن أنـا        
إذْ كنتُ رمـلاً فيــكِ يـا شُطــآنـي

وسـألتُ أيّـامي فأخبـرني النّــدى      
عُــدْ كيْ تَشُـمَّ روائـحَ الرّيحــانِ

فهنـاَك أنتَ كما وُلــدتَ مُعَتَّـقًـــا     
وهُناك صمتُك في ذرى الخُلجـانِ

ومَـواســمُ الأَعــرابِ أُنـسٌ كلُّهـا      
 فيهــا تُبَـرعِــمُ قيمـةُ الإنـســانِ

يـا أيُّهــا العَـربـيُّ يــا مَـوروثَنــا      
 منــذُ ابتــداءِ الكـونِ والأديـــانِ

اقــرأْ مَـراثيَـك التـي عاشَـرتَهـا    
 وصنَعـتَ منهـا دَيْــدنَ الأوثــانِ

اقْـــرأْ   فمنهــا  عِبــرةٌ أزليّـــــةٌ         
مِن وقـتِ هابيلٍ إلـى الطُّـوفـانِ

لكــن تعبتُ مـن الأمـاني كلّمـا        
آنســتُ ظِـلاًّ فـي رُبـى هَـمَــذانِ

لاحتْ هناك أشعّة النّجْوى وفي       
نسمـاتهــا بَـــوْحٌ إلــى نَجْــــرانِ

حّتى مررتُ بِحَيِّ مَن كانوا هنا      
كَ فقيلَ لي: القـومُ مـن غَطَفـانِ

ومـررتُ شــرقًا والمواجعُ يُقَّـظٌ      
فـانتـابني شـوقٌ لأرضِ عُـمـــانِ

وعبرتُ أرض النّيل كان أريجها     
يمتــدُّ جِـيــزيًّــا إلــى أَصْـــوانِ

وتَلـفُّــه النَّجْــوى إلـى أمْــدائِــه        
بحثًــا عـن الآهــات في لبنـان

وعلـى الجراحِ تمايلتْ ريمُ الفلا      
يـا مـن يغــازلُ شـاردَ الغـزلان

عند السّراب على حدود غَواربٍ      
فوق التّـلال وفي رُبى السودان

ليـلٌ كـذاك اللّيـل يَبسُـم للـدّجَـى       
 يُشجيكَ دَلٌّ كـان قـد أشجــاني

إِنّــي وآلمَنِــي الكــلامُ بلحظــةٍ         
جَرَشٌ وسحرُ الرّيف في عَمّان

ما هـكـذا وظللـتُ أبحث من أنا       
 لغتــي تَخَطّـى فَهْمَهـا فنجانـي

لمّـا ركبتُ الخيلَ خيل عروبتي       
 غارت خيول الفُـرس والرومان

أَسْرجتُها وقصـدتُ بابلَ مُفردًا        
 وبـداخلي نـارٌ بغيــر دخـــــانِ

قالوا تَجـرّدَ شاعـرٌ مـن بوحـه        
 وتَوَاعَـدا في موطن النّسيـان

*شاعر جزائري

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظه مجلة فرقد الإبداعية © 2022
تطوير وتصميم مسار كلاود