85
0355
0202
0127
0150
0182
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03828
0إعداد_حصة سعد البوحيمد
يُعد معرض الكتاب عرس ثقافي وموسوعة كبيرة لخلاصة فكر الأدباء والمفكرين والمبدعين، فمن الكتب يمكن أن يبني الشخص نفسه ووطنه وحضارته؛ فالعالم أجمع لا يوجد به عظيم إلا قارئ ومفكر؛ إذ أن ما يتعلمه الإنسان في سنوات، يمكن أن يتعلمه من قراءة كتاب فقط؛ لأن الكتب تختصر تجارب وفكر الآخرين باختلاف أزمنتهم
لذا تتنافس العشرات من معارض الكتاب على خارطة العالم العربي في كل اتجاه وبشكل شهري وفق تظاهرة معارض الكتاب السنوية في وقت لا تزال فيه دور النشر والمطابع تستقبل المئات من المنتجات الشهرية للطباعة الورقية،
فهل ذلك التنافس والإقبال الملحوظ من الزوار على المعارض وارتفاع المبيعات يؤصل صمود الكتاب الورقي أمام زحف التقنية والكتاب الإلكتروني الذي يتصفحه القارئ دون عناء؟؟
هذا ماطرحته فرقد على طاولة الحوار مع نخبة من أصحاب الرأي والخبرة والأدباء والمثقفين من خلال المحاور التالية :
– كيف تقيم انتشار وأهداف معارض الكتاب خليجياً وعربيًا، وما هي الثمار التي يجنيها القرّاء من معارض الكتاب ولا يجدها في قوالب التقنية؟
– ما السر وراء صمود الكتاب الورقي وتصاعد مبيعاته سنوياً وفق لغة الأرقام، وهل سيستمر هذا الصمود رغم منافسة التقنية ؟
– ما هي الأمنيات التي تتطلعون أن تحققها معارض الكتاب وكيف نرفع من مستوى ثقافة اقتناء الكتاب المطبوع؟
*صمود الكتاب هو قتال في النزع الأخير
يبدأ حوارنا حول القضية المطروحة الروائي الأستاذ خالد الداموك بقوله:
أولاً: يجب عليّ عند الحديث عن هذا الموضوع التوضيح أني لم أطلع على دراسة في هذا الموضوع، كما أني لست ناشراً أو مؤسسة ثقافية بل سأتحدث باجتهاد من منطلق كاتب وقارئ يحلل الموضوع لا أكثر.
ثانياً: لمست في سؤالكم ملمحاً عن المتاجر الإلكترونية كبديل للمعارض والتي توصل الكتاب إلى باب منزلك دون تكلف عناء زيارة المكتبات أو المعارض، ومن هنا يجب التذكير أن المعارض لم تعد قيمتها تقتصر على سوق الكتب، بل هناك ثمار أخرى غيبها العنوان الكبير للفعالية وهو (معرض الكتاب) رغم أنها باتت تزاحم البيع والشراء وهي الفعاليات المصاحبة من ندوات ومحاضرات، كما أن المعارض توافق الطبيعة الإنسانية الاجتماعية التفاعلية التي تدفع بالقراءة والمثقفين إلى حضور المعارض التي باتت تشكل السمة الأبرز للجميع وليست انتقائية تستهدف النخبة كالمهرجانات الثقافية والأدبية، كما أنها تخلق تسجيلاً وجودياً بالحضور والتفاعل مع التظاهرة ولقاء الكتّاب والمبدعين والانخراط في الأجواء الثقافية وتشجيعها، إنه يشبه كثيراً مشجعاً كروياً يفضل حضور المباراة في الملعب لمساندة فريقه المفضل زاهداً في الجلوس في بيته وبين عائلته ومتابعة المباراة برؤية أفضل وإخراج تليفزيوني محترف.
وحتى لو كانت مبرراتي السابقة غير مقنعة للبعض، إلا أن المحك هو الواقع، والواقع يقول أن انتشار المعارض وإقبال الجماهير عليها يلبي حاجةً حتى لو لم نفهمها إلا أنها ملحة وليس لها بديل يقوم مقامها.
التصاعد كما أعتقد هو في الإقبال على التلقي المعرفي عموماً وليس في الكتاب الورقي حصراً، فهناك إقبال على المعرفة بشتى الوسائل سواءً كانت كتباً إلكترونية أو وسائطاً إلكترونية من بودكاست وأفلام وثائقية وغيرها، فالعالم اليوم أصبح يضج بالمعرفة بكل الوسائل مما خلق رغبةً لدى الإنسان بالاستزادة والإقبال على المعرفة وهذا ما رفع أرقام مبيعات الكتاب الورقي فقط.
أما صمود وصعود الكتاب الورقي في الوقت الراهن هو قتال في النزع الأخير، والحقيقة أن الكتاب الإلكتروني يزاحم مبيعات الورقي ويقرض في كل عام مع التقدم من حصته السوقية حتى لو ارتفعت مبيعات الورقي، فالنسبة والتناسب هما الفيصل في هذا الأمر وليست أرقام المبيعات والمقارنة الدوغمائية. أي أننا نستطيع معرفة ذلك من خلال حصر مجموع سوق الكتب إجمالاً إلكترونياً وورقياً ثم استخراج النسبة بين الورقي والإلكتروني لهذا العام ثم قياسها بالعام المنصرم والعام القادم وسنجد عندها أن نسبة الإلكتروني ترتفع في كل عام بينما تتراجع نسبة الورقي، أما أن نقف على أرقام مبيعات مرتفعة في الورقي عن العام الماضي فهذا تضليل لا أرى فائدةً منه، أرى أن سببه الأول ارتفاع نسخ الطباعة في السنوات الأخيرة فبدل أن كانت تطبع الرواية بألف نسخة باتت تطبع بألفين نسخة وهناك إقبال كبير على المعرفة كما أسلفت.
ونعم، أقر بأن الكثير من القراء ما زالوا يفضلون الطرق التقليدية في التلقي المعرفي والاستمتاع بالفعل القرائي، وهؤلاء القراء ما زالوا هم الأغلبية العظمى، بل والساحقة، وهذا ليس فقط لدينا في المملكة أو في البلدان العربية بل منتشر في العالم أجمع وله أسباب متعددة منها: عدم الثقة بالتقنية في مقابل الثقة المطلقة بالطرق التقليدية، أيضاً الوقوع في أسر العادة، أيضاً حب اقتناء الكتب وتزيين المنازل بالمكتبات، وأيضاً قصور التقنية في بعض الحالات مثل كتابة الملاحظات على الكتاب ووضع علامات للمراجعة على الصفحات وغيرها، وأيضاً ظاهرة التباهي التي خلقتها في السنوات الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي.
كما أني أضيف لما سبق من أسباب صمود الكتاب الورقي، التوجيه الجماهيري من قبل دور النشر بدعم الكتاب الورقي لأنه أكثر ربحاً بالنسبة لها، ولأنها تجهل طرق حفظ حقوقها في الفضاء الإلكتروني المخيف الذي ما زالت لا تستطيع السيطرة عليه.
لماذا نحاول رفع مستوى ثقافة اقتناء الكتاب المطبوع؟!
لماذا نقاوم مداً حضارياً وتقدماً إنسانياً نعرف تمام المعرفة أنه سيبتلعنا؟
نحن مقبلون على تغيّرٍ في نوع الكتاب فقط وليس شيء آخر، أما العلم فسيظل كما هو وسيظل الإنسان محباً له باحثاً عنه. بل إن الطرق التقنية الحديثة تسهل الحصول على الكتاب في دقائق ما دام ما يقوله الكتاب هو الهدف وليس مادته التي صُنع منها. هذا التغيّر من الكتاب الورقي للرقمي لا يجب المبالغة في تناوله بطريقة حزينة أومأساوية، فهو سبق أن حدث قبل مئات وآلاف السنين عندما مرت الكتابة بمراحل متعددة من النقش على الحجرإلى الألواح والجريد إلى الجلود إلى البردي ثم إلى الورق الذي نعرفه اليوم، وها نحن نعيش مرحلة انتقالية جديدة لم تتوقف خلالها الحضارة الإنسانية عن تقديم أفضل الوسائل في تقديم العلم والمعرفة.
كما أني أعتقد أن هذه المقاومة التي تدعون لها مضرة أكثر من كونها نافعة، فهي سباحة ضد التيار ستكلفنا التخلف عن التقدم العملي والتقدم التكنلوجي وصناعة فجوة بين الأجيال مما قد يسبب ضعفاً في التواصل بينها. كما قد يعود بتبعات نفسية لا يمكنني وصفها إلا بالأمراض التعصبية المتخلفة.
قطار المعرفة العالمي يتقدم وإذا لم نواكب هذا التقدم فسنخسر مقعدنا وسنظل في محطة الانتظار نحلم بعودة قطارٍ لا يعود أجبرتنا الحاجة لركوبه صاغرين بندم.
*سيسود الكتاب الالكتروني ويبقى خيار الطباعة قائماً
ويشاركنا الرأي الكاتب والشاعر سعد الغريبي بقوله:
قبل أن نتحدث عن الإقبال الشديد على معرض كتاب ما، وأن نشيد بالحشود التي ازدحمت على أبوابه وأغلقت منافذه لا بد أن نستعرض مكونات المعرض، ونتابع الجمهور على أي المكونات يقبل ؟ سنجد لأول وهلة أن معرضالكتاب لم يعد معرضاً للكتاب فحسب؛ بل أصبح مهرجاناً للمأكولات والمشروبات ومنصة لتقديم الندوات والحوارات ومسرحاً للفنون ومعرضاً تشكيلياً وموعداً للقاء الأصدقاء من كل مكان، ثم يأتي بعد ذلك الباحثون عن الكتاب؛ منهم طلاب يبحثون عن مراجع، وأساتذة يبحثون عن مصادر، ومراهقون عمرياً وفكرياً يبحثون عما لا يسمح له بدخول البلاد إلا في معارض الكتب، وأصحاب مكتبات يشترون من الناشرين مباشرة ليعرضوها في مكتباتهم بعد انتهاء المعرض بسعر المستهلك الذي يحددونه بكل حرية. وأعداد قليلة يحسنون الظن بالعارضين ويتوقعون أن أسعارهم مخفضة وأنها فرصة لا تتكرر. إننا إذا وزعنا مليوناً من الزائرين على ما ذكرت من الفعاليات السابقة فلن نجد إلا عشرهم جاؤوا من أجل الكتاب. وعشر العشر من جاء للاقتناء. وليست المعارض العربية بأحسن حال، فأنا من المداومين على حضور معرض القاهرة، وكنت فيه في دورته الأخيرة قبل أيام، وقد أتاح له موقعه الجديد بما فيه من مساحات شاسعة إقامة عروض فنية (شعبية) للرقص والغناء وألعاب الخفة، ونصب مسرح في الهواء الطلق أمام كل صالة من صالات المعرض، وبجانبها المطاعم والمقاهي. وقد يسرق الوقت بعض زوار المعرض وبخاصة من الأسر التي تصطحب أطفالاً فيقتصرون على ما رأوا ويغادرون ناسين أنهم جاؤوا لمعرض الكتاب. نحن شعب مستهلِك. جُبلنا على حب التسوق، وأُصبنا بحمى الشراء. في أي معرض للغذاء أو الكساء أو الموادالاستهلاكية تجدين أننا نتسابق على الشراء والتكديس، وتنتهي صلاحية الطعام، وموضة اللباس فنتخلص منهابعد مدة لا سيما حين يحل الموسم التالي. واسألي كم منا اشترى كتباً من معارض سابقة لم يقرأ منها سطراً واحداً! أما إن كان السؤال عن تأثير الكتاب الإلكتروني على الورقي فأقول: إن المرحلة ما زالت بعيدة عن حلول ذلك محل هذا. فقد تعودنا أن نُحمِّل الكتب إلكترونيا إذا كانت مجانية، وقد أُوصدت أمامنا – في المملكة – منصات كنا نُحمل منها، وننشر إصداراتنا التي اشتكت منها رفوف المكتبات التجارية. الكتب الجديدة كلها يحميها ناشروها الذين يعرضونها بأسعار تقارب سعر الكتاب الورقي. سيأتي اليوم الذي يسود فيه الكتاب الإلكتروني،وسيبقى إلى جانبه خيار الطباعة لمن أراد. لكن لا ننسى أن (الكمبيوتر) لا يؤلف ولا يراجع، بل هو وسيلة بديلة للورق ليس أكثر. وما دام الأمر كذلك فالإنسان هو من يختار الوسيلة الأنسب له.
إذا نظرنا إلى الكتاب كما ينظر إليه ناشروه بأنه سلعة، وأن المعرض أقيم من أجله، فيجب أن يكون معرض الكتاب خاصاً به لا يشاركه غيره، كما هو معرض السيارات ومعرض التمور ومعرض البناء. وإذا كان الكتاب وحده ليس قادرًا على الصمود بنفسه كما السلع الأخرى فليكن على هامش ملتقى ثقافي أو مهرجان ترفيهي، ولنسلبه مسمى “معرض الكتاب“. ولِنرفعَ من ثقافة اقتناء الكتاب المطبوع على الجهة المنظمة لإقامة معرض الكتاب أن تراقب أسعار الكتب المعروضة وأن تتحقق من تفعيل نسبة التخفيض. وأن تسهل الوصول للمعرض والدخول إليه والتجوال فيه، وهي أمور قتلها الكتاب طرحاً دون جدوى، مثل توفير حافلات ترددية من مواقع معينة، وإيجاد مواقف قريبة من بوابات المعرض، وزيادة مقاعد المنتظرين، وتوزيع أجنحة المعرض توزيعاً منطقياً يسهل على الزائر العثور على مراده.
*الكتاب الورقي يلفظ أنفاسه الأخيرة
ويرى الشاعر محمد الفوز أن سهولة الحصول على الكتاب لا تعني سهولة الوصول إلى المعرفة و بالتالي لا نحتاج إلى ثقافة متخمة في الأوراق أو لذاكرة حبيسة الأدراج لذلك يجب أن يكون الناشر أكثر ذكاءً في تحقيق المعرفة بشكل مختلف من خلال التقنية وتحويل الكتاب الورقي إلى كتاب ناطق كما نرى استجابة البودكاست لمتطلبات المرحلة و لهفة المتلقي لأي فكرة جديدة ذات أسلوب مغاير و محفز في آن واحد.
والكتاب الورقي يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة مع حالة الاستنفار التقني، ولاشك أن الانفجار المعرفي و تحول كثير من المكتبات العملاقة إلى حفظ بياناتها في سحابات تخزين؛ أدت لسرعة البحث عن المعلومة و سرعة الوصول لها من عدة مصادر، هذا يعني نجاحاً غير مسبوق لكن الجيل القديم أو البيئات الكلاسيكية مازالت علاقتها بالكتاب الورقي حميمة إلى حد و قد لا تستمر مع اتجاه الجيل الشاب إلى التقنية بكافة أشكالها، ما نتأمله من وزارة الثقافة أكثر مما نتأمله من الناشر أو من المعارض، حيث ينبغي دعم الكتاب، و الحد من تفشي ارتفاع الأسعار ،كذلك وضع المؤلفين في قلب حركة النشر من خلال عقد لقاءات مستمرة مع أرباب الفكر و صناع المعرفة، و الإيمان العميق بأن الحوار و تلاقح المعرفة مع المفكرين لا يقل أهمية عن الإنتاج المعرفي؛ لأن شرح فكرة أو مناقشة أطروحة يرفع من شأن المعرفة و يجعل من الثقافة المتداولة بسيطة و ليست عملية معقدة بين طرفين.
*صمود الكتاب الورقي دليل على وجود القارئ الحقيقي
ويرجح الأستاذ غانم سليمان البجيدي مدير دار الرائدية للنشر والتوزيع ورئيس تحرير صحيفة الرائدية الإلكترونية كفة الكتاب المطبوع حيث قال:
انتشار معارض الكتاب يعتبر إيجابي خاصة لمحبي القراءة، ففي السابق كان القارئ يتكبد عناء السفر لمناطق بعيدة حتى يتسنى له شراء ما يحب من الكتب. لذلك يعتبر مبادرة وزارة الثقافة في انتشار عدة معارض في المدن الرئيسية بالمملكة، وكذلك السماح للمؤسسات بإقامة معارض كتاب في بقية المدن، فخلال عام أقيمت في السعودية معارض في الرياض والمدينة المنورة وجدة والآن تستعد لإقامة معرض في الشرقية وفي المقابل أقامت بعض المؤسسات معارض في الجبيل والقصيم وجازان وتستعد كذلك لإقامة معرض في الجوف.
أما الفرق بين المعارض وقوالب التقنية أن القارئ يتصفح الكتاب قبل شرائه ويختار ما يناسبه فليس بالضرورة أن يشتري القارئ الكتاب في معارض الكتاب لأنه يسمح للقارئ بالتدقيق بالكتاب قبل شرائه، إضافة إلى ما يصاحب المعارض من ندوات وأمسيات ثقافية ويكون ملتقى للأدباء والمثقفين.
وصمود الكتاب الورقي دليل على وجود المثقف والقارئ الحقيقي فطالما الكتاب الورقي موجود فكن على يقين أن المثقف موجود وهذه وجهة نظري الشخصية التي قد يتفق معي البعض وقد يختلف، والأمنيات لا تتحقق لكن نرجو أن يكون هناك تنسيق بين إدارات معارض الكتاب حتى لا يكون هناك تعارض في مواعيد المعارض.
أما رفع مستوى ثقافة اقتناء الكتاب المطبوع فهي موجودة ومفعلة في جميع مدارس المملكة العربية السعودية ودول الخليج كذلك في برنامج ( تحدي القراءة ) والذي فعلاً يعتبر المحفز الأول لشراء الكتاب المطبوع، نشكر كل القائمين على هذا البرنامج سواء داخل أو خارج المملكة.
للكتاب الورقي سطوته وسحره الأخاذ
وتؤكد الشاعرة والكاتبة فايزة سعيد على بقاء الكتاب وصموده أمام التقنية بقولها:
دون شك انتشار معارض الكتاب سوى خليجياً أو عربياً شيء مطلوب وضرورة لا بد منها، ويجب أن تكون ضمن أهداف أي بلد يريد أن يرتقي بمستوى الفكر والثقافة لدى افراد مجتمعه، ودون شك أيضا ً أن عائدات وثمار هذه المعارض حتماً سوف تؤتي اكلها وثمارها من خلال ما تقدمه من علم ومعرفة ومعلومات لدى المجتمعات التي تريد النهوض بحضارتها إلى أعلى المستويات، أما بالنسبة للكتاب الورقي فسيبقى حاضرا وبقوة لدى فئات جميع شرائح المجتمع المختلفة؛
لأن للورق سطوته وسحره الأخاذ، هذا غير المحتوى العميق، أما التقنية فهي لا تقوم بما يقوم به الكتاب؛ لأن الكتاب إرث تاريخي ضارب في عمق التاريخ الشرقي والغربي معاً، ولن تستطيع التقنية إزاحة الكتاب عن المشهد الثقافي ولو بعد ألف عام، أما امنيتي فيما يتعلق بمعارض الكتاب فهي التقليل من أسعار الكتب حتى تكون في متناول الجميع وتشجيع ثقافة الكتاب وجعل الكتاب ضرورة حياتية مثل الطعام والشراب واللبس.
*معرض الكتاب عرس ثقافي تشد إليه الرحال
وتشيد الروائية المصرية وعضوة اتحاد كتاب مصر وداد معروف بدور معارض الكتاب والكتاب بنوعيه الورقي والإلكتروني في نشر الثقافة والمعرفة بقولها:
معرض الكتاب سواء أكان خليجيا أم عربيا هو عرس ثقافي وأدبي وعلمي, تشد إليه الرحال من جميع المراحل العمرية وباختلاف المستوى الثقافي والعلمي، لما يدور فيه من أنشطة ثقافية وما يحوي من كتب جيء بها من مختلف دول العالم, كي تتاح لراغبي المعرفة وعاشقي القراءة والمتخصصين في كل فرع من فروع المعرفة، فهو تظاهرة ثقافية كبيرة، تجمع العرب من الشمال إلى الجنوب كي يحتفلوا بالكلمة المكتوبة وبأصحابها من المبدعين، ففي مصر مثلاً يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب في إجازة نصف العام الدراسي، فيحج إليه الطلاب من كل مراحل التعليم لاقتناء ما يودون قراءته من كتب، كما يعتبرونها فسحة ترفيهية، لما يكون في المعرض من أنشطة فنية وشعبية، وندوات للشعراء والأدباء الذين يتمنون رؤيتهم في الواقع فتكون الفرصة لملاقاتهم والحديث معهم.
كما أن معارض الكتاب في مختلف الدول العربية تحفل بكل الكتب سواء أتيحت إلكترونيا أم لم تتح إلكترونيا، فليس كل كتاب صدر يتاح إلكترونيا، كما أن هناك كتب صدرت إلكترونيا ولم تصدر ورقيا, لذا يكون المعرض فرصة لتوفير الكتب التي لا يجدها القراء على الشبكة العنكبوتية, فيستطيعون اقتناءها, وإن كانت أسعار الكتب هذا العام مرتفعة جداً نظراً لارتفاع أسعار الورق.
وإلى الآن ما زال الكتاب الورقي صامداً، لكن لا نعلم هل سيظل صامداً دائما، أم سيرفع الراية البيضاء، أمام زحف الكتاب الإلكتروني وقلة كلفته بالنسبة للكتاب الورقي، الذي تضاعف سعره هذا العام بعد الارتفاع الكبير في أسعار الورق، ربما يكون صمود الكتاب الورقي عائداً إلى فئة كبيرة من القراء لا تتمتع بالقراءة إلا إذا كانت ورقية, يشعرون بحميمية مع الكتاب, يستطيعون بسهولة حمله في أي مكان واستعادة ما يريدون منه في أي وقت، فالكتاب الورقي يمثل في حد ذاته طقساً من طقوس القراءة؛ وإن كانت فئة لا يستهان بها من الشباب تحرص على الكتاب الإلكتروني وتحمله على هواتفها وهذا ما وقفت عليه في رسالتي للماجستير، حيث كانت عينة الدراسة من الشباب الجامعي تفتح لي هواتفها وتطلعني على الروايات التي تقرؤها على مواقع منصات الكتب، فقد كانت رسالتي للماجستير عن استخدام الشباب الجامعي للمواقع الأدبية على الإنترنت ودورها في إشباع حاجاتهم الثقافية وتعرضت فيها للكتاب الورقي وللكتاب الإلكتروني ولمنصات تحميل الكتب.
وآمل أن يتاح الكتاب المطبوع بسعر معقول ييسر القراءة لعشاقها، وقد فعلت ذلك مؤسستان حكوميتان مصريتان في معرض الكتاب، أتاحت كتب كبار الكتاب كطه حسين والعقاد والرافعي ومجموعات شعرية كاملة لكبار الشعراء، والأعمال الكاملة لروائيين عظام، وأيضًا أعمالاً قصصية وسيرًا ذاتية وكتبًا في شتى مناحي المعرفة؛ كل هذا بجنيهات معدودة، لذا تجد معظم زوار المعرض يتجمهرون حول إصداراتها، ويحملون حقائب ملأى بهذا الحصاد المطبعي النفيس، ويكونون منه مكتباتهم الخاصة، أنا شخصياً اشتريت كل أعمال طه حسين بمبلغ 70 جنيه فقط لا غير، فلو عُمِّمت التجربة في مؤسسات أكثر وفي عديد من الأجنحة لكانت نوعاً من حماية الكتاب الورقي.
*الصمود للكتاب الورقي مستمر
ويؤيد الشاعر اليمني صالح باظفاري بقاء الكتاب الورقي معللاً ذلك بقوله:
من خلال مشاركتي في المعرض الدولي للكتاب في الرياض لاحظت أن الإقبال على الكتاب الورقي بشكل غير طبيعي، وهذه الظاهر تشجع على أبدية الحرف الورقي وتفوقه على الكتاب الالكتروني وذلك كونه لا يضرب من قبل فايروس أو عطب معين في أجهزة الحاسب أو الهاتف فالصمود للورقيات مستمر وهذا رأي الشخصي
إضافة إلى أن الكتاب الورقي أكثر راحة للقارئ بشكل عام، ويجد فيه القارئ متعة لا يشعر بها من يقرأ الكتاب الإلكتروني.
ـ الكتاب الورقي يساعد على بناء علاقة قوية وحميمة وصلة وثيقة بين القارئ وبين الكتاب، وهذا الشيء لا يوفرهالكتاب الإلكتروني.
ـ الكتاب الورقي لا يتوقف عند انقطاع الكهرباء أو عدم وجود أجهزة الحاسب أو عدم الاتصال بالإنترنت.
ـ الكتاب الورقي أكثر راحة للعين من الكتاب الإلكتروني، حيث أن القراءة لساعات طويلة من جهاز إلكتروني تسبب إجهاد للعين، ولكن القراءة لساعات في الكتب الورقية لا تسبب ذلك.
*مازال الورق مطلوباً وله محبيه
ومن جهتها تؤكد الكاتبة البحرينية شيماء الوطني أفضلية الكتاب الورقي حيث قالت:
شئنا أم أبينا تقام معارض الكتاب لأسباب تجارية بحته، وقلة منها ما يقام وقد جعل الكتاب ونشر ثقافة القراءة نصب عينيه ، ولكن مع ذلك تظل معارض الكتب أحد أهم روافد الثقافة وفرصة جميلة لمن تستهويهم القراءة والكتب قراءً وكتاباً على حد سواء، ولا نستطيع إنكار تأثير الكتاب الإلكتروني في مقابل الكتاب الورقي ولكن معظم تلك القوالب التقنية سواءً الكتب الإلكترونية أو المسموعة لم تستطع حتى الآن سحب البساط من الكتاب الورقي في وطننا العربي على الأقل والدليل على ذلك ما تلقاه معارض الكتب من تهافت وانتظار من قبل القراء .
كما ذكرت مازال الورق مطلوباً وله محبيه ومن يفضلونه على أي نوع تقني آخر، هي علاقة وطيدة تتملك القارىءحين يمسك بالكتاب بين يديه وفي رأيي أن أي تقنية أخرى لا يمكنها أن تمنح ذات الإحساس الحميمي بينالقاريء وبين صفحات الكتاب وهو يقلبها بأصابعه، ربما تتغير الأوضاع فيما بعد ولكن لا أظنها ستحدث سريعاً.
نتمنى أن تصبح معارض الكتاب مهرجانات حقيقية للكتاب والكُتاب ، وأن تتبنى ثقافة القراءة وأن تسعى لنشرالكتاب والقراءة عبر فعاليات نوعية .
*للكتاب الورقي كاريزما خاصة
ويشيد الأستاذ محمد سعيد الزهراني مدير الإشراف التربوي بالباحة سابقاً بدور معارض الكتاب وبأهمية الكتاب الورقي بقوله:
تهدف معارض الكتاب إلى نشر الوعي بأهمية الكتاب ودوره في تنمية الفكر والثقافة محلياً واقليمياً وعربياً حيث للكتاب الورقي كاريزما خاصة تتمثل في الاقتناء وحب التملك ويشعر القاري بقيمة الاحتضان للكتاب
حيث يحقق الكتاب تنوعاً مختلفاً في موضوعه ومحتواه وهذا لا يجده في الكتاب الرقمي. وبرغم التقدم التقني الهائل إلا أن الكتاب الرقمي يظل خاضعاً وبشكل دائم لتوفر الشبكة العنكبوتية (النت) ولذلك فإن تصفحه يظل تحت رحمة الشبكة التي دائماً يصاحبها التعثر في غالب الأوقات. بينما الكتاب الورقي تقرؤه في أي وقت وتحت أي ظرف ( للورق عبق ونشوة )
ولذلك الكتاب يحقق تفوقاً ورواجاً لم تحققه الكتب الرقمية
وذلك لما يصاحب الكتاب من بروتوكولات معينة أبرزها تقديم الناشر، كما أن اقتناء الكتاب يساعد في تكوين مكتبة منزلية يستفيد منها جميع أفراد العائلة، وتقاس بها درجة الوعي للأسرة ومن ثم المجتمع.
أتمني في معارض الكتاب أن تكون أسعار الكتب في متناول الجميع؛ لما يحقق ذلك من رواج للكتاب وأتمنى التركيز على ما يفيد المجتمع من كتب تثري وعي وثقافة المجتمع وإتاحة الفرصة لمشاركة المجتمع المدرسي في فعاليات معارض الكتاب، وإتاحة الفرصة للمتقاعدين من جميع القطاعات للمشاركة في الفعاليات المصاحبة، سيظل الكتاب الورقي هو المسيطر والسائد مهما تقدمت التقنية
*الكتاب الورقي تاريخ و حياة وامتداد لعصور
ويشاركنا الحوار الكاتب والقاص حسن علي البطران حول القضية المطروحة بقوله:
حينما نتحدث عن الكتاب الورقي وصموده أمام الكتاب الالكتروني وهل له مبيعات ومدى فعالية هذه المبيعات ، فإن معارض الكتاب تعطي مساحة كبيرة للإنسان المهتم خاصة أن هذه المعارض هي ظاهرة ثقافية كبرى في كل دولة يرافقها ندوات ومحاضرات وأنشطة تنمي الفكر والثقافة والأفكار بين الأدباء والمثقفين، وجود هذه المعارض بهذه الآلية تعتبر بيئة وحاضنة مناسبة لها، وكأنها أي المعارض تتنقل من وقت لآخر ومن مكان إلى سواه، والكتاب الورقي يبقى له ذائقته ولونه ورائحته، وإن كان البديل رقميًا فلا يفي بالغرض من وجهة نظري، فالكتاب الورقي متاح في أي لحظة لكن الالكتروني حينما يحدث خلل في الجهاز أو الشبكة العنكبوتية نفقد هذه المتعة وهذه الذائقة، وأرى أن معارض الكتب حتى الآن تسير في اتجاه تصاعدي، والإقبال على الكتاب الورقي مازال قائمآ وإن حصل ركود فهو ركود طبيعي كأي ركود في اي مجال من مجالات الحياة، ولا اظن أن الكتاب الورقي سيحصل له تكدس مادامت معارض الكتب تقيم الأنشطة وتقيم الفعاليات المرافقة والمصاحبة لهذا الكتاب ومادامت دور النشر لها مصداقية مع الكاتب أو المؤلف..
فالكتاب الورقي هو تاريخ ، هو حياة ، هو امتداد لعصور ، هو عصارة فكر وهو تكنيك إبداعي وهمسات وخواطر وتاريخ وفن، إن الكتاب هو علوم بشتى المجالات، ويبقى الورقي له قيمته، حينما تتلقى كتابآ بإهداء من صديق أو مبدع أو كاتب أو شخصية مرموقة ستجد متعة بتوقيعه على هذه الوريقات، وكلما زاد بها الزمن وأصفرت ازدادت جمالآ وأرجعتك الذاكرة إلى الماضي، الماضي الجميل الذي ربما يحمل ذكرى معينة، ولكن أين ذلك من الكتاب الالكتروني؟ نعم أُأيد أن يكون الكتاب الرقمي أو الالكتروني مرافقآ للكتاب الورقي لا بديل عنه ..
والكتاب يبقى كتاب وإن تعددت ألوانه ولا أقف مناهضاً أمام الكتاب الالكتروني لإنه امتداد للتطور التكنولوجي الذي نعيشه حاليآ وهو امتداد طبيعي، والامتداد الطبيعي لا يغني عن الامتداد الحقيقي ولا يسد جزءآ منه، فاستمرار الكتاب الورقي بمعارضه الدولية والمحلية والإقليمية هو شأن له قيمة إبداعية وثقافية لدى المبدع والمثقف والأديب والشاعر وصاحب التاريخ وكلٌ في مجاله ..
ولعلّ الصمود الكبير الذي رافق الكتاب الورقي وبقي صامدآ أمام كل التيارات المناهضة لهو دليل على قوته وقيمته، وإن قل الاهتمام له في فترة ما فهو أمر طبيعي وأكبر دليل على ما أقول ورجوع مكانته هو كثرة المبيعات في المعارض سواء كان في الدول العربية أو الدول غير العربية لأن له أهداف شتى وأهداف كبيرة، وتبقى حلقة التواصل، وتبقى حلقة التوارث، تبقى تكوينه ندوات، وتبقى تكوينه قاعات قراءة وتبقى تكوينه لندوات حول هذا الكتاب وذاك، ولكن أين تلك الأهداف كما اسلفت من الالكتروني أين ذكرى الإهداءات الذكريات التي ترافقها،
أين ذلك من الكتاب الالكتروني ؟
إذن الكتاب الورقي له أهداف جانبية ليست فقط قراءته والتعمق فيه وإن كانت هذه هي أهداف في غاية الأهمية ونسير بها في شتى مجالات الحياة ..
أنا مع الكتاب الورقي وليس ضد الكتاب الرقمي ولكني أوافق أن يكون لكل كتاب ورقي كتاب الكتروني إن أمكن، ولا يمكن أن يقصي أحدهما الآخر ..
السبب الرئيس في إقامة المعارض هو الكتاب الورقي وهو الأساس ويبقى الكتاب الرقمي هو الرديف وهو حالة طبيعية لما يدور في العالم من تطورات تكنولوجية وعلمية وبحثية في كل مجالات الحياة ووضع طبيعي أن يتطور الكتاب إلى الكتروني ولكن الكتاب الورقي هو العمق وهو التاريخ ويبقى الكتاب شامخًا مدى العصور وهو امتداد للتاريخ … التاريخ الموازي .
*علينا القبول بما يتاح أمامنا من فرص لاقتناء الكتب
وترى القاصة زينب الحسيني من لبنان نسبية وجهات النظر حول الكتاب الورقي والكتاب الالكتروني بقولها:
تعتبر القراءة من أهم وسائل التواصل مع أفكار الآخرين وعقولهم ومنجزاتهم في شتى المجالات العلمية والأدبية والثقافية المتنوعة، ولا شك أنها هواية يتفرد بها الإنسان دون غيره من الكائنات، كما أن التقدم البشري الحضاري عبر العصور هو فعل تراكمي من زمن إلى زمن ومن جيل إلى جيل، من هنا بدأت فائدة الكتاب الورقي التي توثق المادة المعرفية وتحفظها للاستفادة والتناقل والتداول .
ومع التقدم التكنولوجي والتقني الهائل بدأ الكتاب الإلكتروني يحل تدريجياً مكان الكتاب الورقي.
سؤال يطرح نفسه هل الكتاب الإلكتروني سيغنينا عن الكتاب الورقي؟
الإجابة نسبية بمعنى أن الآراء تتناقض ما بين مفضل للكتاب الورقي وبين آخر مقتنع بالكتاب الإلكتروني أوالصحيفة الالكترونية ، في وقت كثرت فيه المجموعات الفيسبوكية التي تنشر القصص القصيرة والقصائد الشعريةو pdf الروايات وكل هذا مجانا. وصار من السهل جداً النشر فيها والتعليقات والمجاملات واللايكات التي لاتحصى ولا تعد،
فيما أن نشر الكتاب الورقي صعب نسبياً، إذ المطلوب أن نحظى أولاً بدار نشر محترمة وهكذا دور نشر ينبغي أنتكون مشهورة وذائعة الصيت كي يسوق الكتاب فيما بعد، والمطلوب أيضا دعاية للكتاب تقوم بها الدار الناشرة وإلا سيأخذ الكاتب أو الشاعر على عاتقه أمر الدعاية لكتابه، ولا ننسى أننا في زمن ضرب فيه غلاء الأسعار رقما ًقياسياً، ففي بعض الدول لم يعد بإمكان الفرد شراء الكتب الورقية إلا بنسبة قليلة جداً.
في السابق كان متابعو الثقافة والقراءة ينتظرون بشغف مواقيت معارض الكتب لأنها كان مهرجانات ثقافية بامتياز يتلاقى فيها الأصدقاء والأدباء والشعراء، وتقام ندوات للتوقيع تدار فيها حوارات ثقافية متنوعة وندوات شعرية لشعراء أو
روائيين مبدعين معروفين عربياً أو عالمياً.
الوضع اختلف، وعلينا القبول بما يتاح أمامنا من فرص لاقتناء الكتب واقتناص الأسعار المناسبة،
لذا أصبح والحالة هذه من واجب وزارات الثقافة أو المؤسسات الثقافية عامة، أن تساهم في دعم انتشار الكتابالورقي وتشجيع النشر ليساهم الناشرون بتشجيع الكتاب والأدباء ودعم دور النشر القيمة التي تصبح أحياناعلى حافة الإفلاس. من جهة أخرى هناك سلبيات للكتابة الإلكترونية فكم من كتاب نال انتشاراً واسعاً بدعايات زائفة للكاتب أو الروائي أو الشاعر في غياب التقييم الحقيقي للعمل الروائي أو الديوان الشعري، وكم نجد منالأخطاء النحوية أو المواضيع الهابطة الهشة في هكذا كتب، إذ ليست هناك رقابة ملزمة من أي طرف أو من لجنة محكمة، علماً أن هناك أعدادا لا تحصى من كتب إلكترونية رائعة مستوفية لكل الشروط الإبداعية، نشرهاأصحابها بعد إجماع من نقاد مشهود لهم في الساحة الأدبية أو النقدية العربية.
وبعدما تقدم، لا نستطيع أن نعمم ما قلته على كل معارض النشر في العالم العربي، فلكل دولة وضع مختلف يميزها، فدول الخليج عامة ما زالت تعير معارض الكتب اهتماماً بالغاً وتشجع دور النشر والكتب الورقية، وتعطي جوائز للكتاب المبدعين، والمطلوب دائما ليس فقط تشجيع النشر والكتاب وإنما مطلوب من المدارس والجامعات، تأسيس شباب يتطلع دائماً إلى غد عربي مشرق، من خلال متابعة كل ما يستجد عربياً وعالمياً من إبداعات أدبية وعلمية وتكنولوجية وأيضاً فضائية خلال مواكبة كل جديد إن بالكتب (الورقية والالكترونية)أو بالمجلات والصحف وأيضا في وسائل الإعلام المحترمة .
أخيراً أشكر الأديبة الفاضلة المبدعة الأستاذة حصة البوحيمد على إتاحتها لي الفرصة بكتابة هذه المقالة في صحيفة فرقد الإبداعية الرائدة.
*يظل الكتاب الورقي زاهياً في الاقتناء والشراء
ويراهن الشاعر الأستاذ أحمد آل مجثل على بقاء الكتاب الورقي رغم زحف التقنية :
سيظل الكتاب الورقي في تزايد مستمر، وهذا رهانٌ ثقافي ومعرفي رغم التطور التقني والفني وتعدد وسائط ووسائل المعرفة والحداثة التي مرت بصناعة المحتوى الثقافي منذ علاقة المتلقي بالكتاب
ومع نشوء وتطور صناعة الكتاب لم يئنّ الكتاب أو يتًوجّع من مزاحمة المنافسة من الوسائل التقليدية كالإعلام المسموع أو المرئي، وظلّ الكتاب الورقي زاهياً في الاقتناء والشراء،
ومع كل هذا التطور الصناعي والتقني في هذه المنافسة استمرت معارض الكتب الدولية في حضور المشهد الثقافي، ولا نزال نحتفي بإقامة وحضور هذه المعارض من فرانكفورت إلى القاهرة إلى الرياض وجُدّة إلى الشارقة وابو ظبي …… الخ.. وهذا يعكس القيمة والدافع لدى المتلقي وزبائن هذه المعارض والنتيجة التي تصل اليها دور النشر من ايرادات كبيرة في تسويق هذه الاصدارات في كل عام، تجعلنا نؤمن بحقيقةٍ يحاول كثيرٌ من المناهضين لعوائد معارض الكتاب ليسوا على دراية كافية بأهمية وقيمة الكتاب في نفوس الناس
ومهما بلغت العوامل المساعدة في وضع هذه المعارض تحت مقصلة الظروف الاقتصادية ومحاولة التقليل من اهميتها لا تزال هذه المعارض في وضعٍ ايجابي للمؤلف والناشر ودور النشر التي قد تتجاوز الف دار نشرٍ في المعرض الواحد مثل معرضي القاهرة والرياض مثلاً ، فأي محاولة لنسف هذه القيمة ستبوء بالفشل
ومع ايماننا بواقع التقنية والكتاب المسموع والكتاب الالكتروني الا انها اسهمت بصورة عالية في حثّ الناس منمثقفين وعامة على حضور هذه المعارض وشراء واقتناء الكتاب الورقي
لكنّ هذا الحال لن يدوم بهذا النّهم لدى الزائر ودور النشر الا حين تكون هناك عوامل جادة وظروف لائقة تزيد منانتشار الكتاب الورقي ومنها ان تُقلل العوائق مثل اعفاء دور النشر والناشرين من تكلفة الشحن او تخفيضهبنسبة عالية واعفائها من التكاليف الباهضة في ايجار هذه المعارض وتسهيل دخول الإصدارات الى كل دولةومساهمة الدول في الدعم للكتاب ودور النشر حتى يسهل الاقتناء والشراء على حدٍّ سواء.
التعليقات