234
0225
0540
044
0208
085
0367
0203
0128
0150
0182
0الرياض_فرقد تستضيف هيئة الأدب والنشر والترجمة، سلطنة عُمان الشقيقة كضيف شرف للدورة المقبلة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، والذي سيقام تحت شعار "وجهة ملهمة" خلال …
11769
04707
04351
174206
03831
0عبدالله محمد العمري*
“طوت مزنة أيامها ولياليها بصحبةِ رفيقتها وجارتها مريم، الممتلئة بالحكايات المسلية، التي لا تبتعد عن حياتهم بين قرى القصيم ومدنها، تلك التي ما تزال رطبةً بين الألسن، تزيدُ وتنقصُ بحسبِ مهارةِ الراوي، مريم كانت مفعمةً بالخيال، تحاول أن تنسى مزنة ثقل بطنها الذي تورم أمامها وتثاقل إلى الأسفل…”.
لو كنتُ ضمن لجنةِ القراءة التي حكمت العمل؛ لاقترحتُ أن تكون البداية مما نصص أعلاه، وهي الحكاية التي جاءت في الترقيم الـ(15) من بين (60) ترقيماً، وفي الصفحة (77) من العمل البالغ عدد صفحاته (358) صفحةً.
رواية (التغريبة النجدية، 1 العقيلات) للإعلامي والروائي السعودي محمد بن عبدالله المزيني، الصادرةُ عن دار الانتشار العربي في طبعتها الأولى عام 2021م.
وبالطبع فإنَّ هذا الحديث؛ حديثَ الذي وقفَ متأملاً أمام عملٍ سردي مكتمل، تحتضنهُ دفتا كتاب، وإلا فإنَّ الأمرَ ليس بهذه البساطة، فالروائي هو وحده أدرى بما تقلبت به نفسيته، وبما تبدَّل به مزاجهُ، وبما سرحَ فيه خياله؛ ليمسك بطرفِ خيطِ حكايته، وينطلق إلى مساحاته الشاسعة، محاولاً أن يسبر غور كل زوايا الزمان والمكان والإنسان والأحاسيس والمشاعر المتبدلة والمتقلبة.
الومضة الأولى في التغريبة النجدية
اختار الروائي المزيني أن ينطلقَ من وصفِ المكان الذي تروحُ وترجعُ إليه الحكاياتِ المتوزعةِ على مساحةٍ شاسعةٍ من أرضِ الجزيرةِ العربيةِ، والشام والعراق، وبالتحديد من منطقةِ القصيم، المنطقة النجدية الشهيرة، ومن خلال رجال عقيل (العقيلات) الرجال الذين اشتهروا بالتجارةِ توازيها الأمانة، وترعاها مكارم الأخلاق العربية، وشجاعة الرجل العربي المقدام، الذي لا يرضَ الضيم، ولكنه في الوقت ذاتّه شديدُ الحلمِ وعظيمُ الحكمةِ، فلا يضع سيفه في الموضع الذي يمكن أن يضع فيه بيانه وصريف قلمه، والعكس صحيح.
مشهدٌ وصفي افتتح به المزيني عمله، ومهّد به لما بعده، ففرحةُ الناسِ بقدومِ قافلةٍ تحمل إليهم القوت الذي كادوا أن يهلكوا، لولا قدومهُ إليهم ضمن ما جاءت بهِ من خيراتٍ، وملابسَ يستبدل بها من تمكنه إمكاناتهِ وقدرتهِ المادية “أسماله” البالية بملبوسٍ آخر.
مفردة “أسمال” التي كررها المزيني في عدة مقاطع؛ لتكون المفردةُ المناسبةُ لتحريكِ خيالِ القارئ، بما يقصدهُ عندما يتحدث عن اللباسِ المتاح والمتوفرِ في تلك الفترة.
نفسُ القافلةِ التي جاءت بما يحتاجه أهلُّ القريةِ هي نفسها التي قد غادرتهم، ثم عادت، وستُغادر من جديدٍ في رحلةٍ أخرى، فلا مجال لاستقرارٍ تطول مدته، فحياةٌ العقيلات لا تتصالح مع الإقامةِ الطويلةِ، والبقاء في مكانٍ واحد لفترةٍ طويلة، فمتطلباتُ الحياةِ رغم بساطتها متجددة، ولا تنتهي بانتهاءِ رحلةٍ.
أحداث وشخصيات العمل
تدورُ أحداثُ هذا العمل حولَ حالةِ الترحالِ التي عاشها العقيلات، وما يصحبها من صعوباتٍ ومخاطر، فالطرقُّ غير آمنةٍ، والصحراءُ الشاسعةُ تُضيف العديدَ من الصعوباتِ إلى جانبِ مخاطرِ الطريقِ المتمثلةِ في قطاع الطرق (الحنشل)، وأصحاب السلطة على مساحاتٍ تتقاسمها قوى قبلية ومناطقية، بالإضافةِ للوجود التركي، هذه القوى التي تفرض أتاواتٍ قاهرةٍ على كلِّ من يمرُ من خلالِ مناطقَ نفوذهم، وتأتي شخصية “روضان الرجعان” لتشكلَّ الشخصيةَ المحوريةَ التي يتشكل الكثير من أحداث الرواية حولها، وهو الشخصُ الذي قدّرَ له أن يعيشَ حياتِ الترحالِ بين مناطقِ الجزيرةِ، بعد أن التحق بقافلة العقيلات، وليشكل وجه العقيلي المشرق، فهو الشجاعُ والشهمُ والكريمُ والزوجُ الحنون، الذي قدّر عليه أن يتغربَ عن زوجتهِ في أولِّ زواجهم، وبدايةِ حملِ زوجته “مزنة”، التي لم تعلّم بموضوعِ حملها إلا بعد أن أعطى زوجها روضان كلمةً لرجال القافلة، بأنه سوف يصحبهم؛ مما جعل زوجته تتحمل حق الوفاء بكلمتهِ، رغم صعوبةِ ذلك عليها، إلا أنها رضت وسلّمت بالقدرِ، وحثّت زوجها على الوفاءِ، الذي هو ديدنُ الرجالِ أصحابِ الكلمةِ الصادقةِ.
وتأتي شخصية “الشيخ حمد السرهادي”؛ شخصيةً محوريةً، وهو القائدُ العقيلي الذي ما أن التقى بروضانِ الرجعان حتى احتضنه وضمه إلى رجاله، بل جعلَ منه الرجلَ الأولَ في قافلتهِ؛ وفاءً منه لوالدِ روضان، الذي له يدُ معروفٍ لم يَنساها الشيخ حمد.
وفي ثنايا الزمانِ والمكانِ شخصياتٌ تنتشرُ على مساحةِ التغريبةِ النجديةِ في جزئها الأول العقيلات، ولكلِّ شخصيةِ حكايتها، التي ترتسمُ على لوحةِ العملِ الروائي المتماسك فنياً وتاريخياً، فالمزيني ليس بالروائي العابر، وليس بالروائي الطارئ على المشهدِ السردي السعودي والعربي، فهو لا يمسكُ بخيطهِ السردي فقط، بل يمسكُ بأدواتِ الإبداعِ الملازمةِ لكلِّ ما تمكنت من الاطلاع عليه من أعمالهِ الروائيةِ.
ويأتي انبثاقُ شخصياتِ العمل بعيداً عن التخميناتِ الباليةِ لبعض النقادِ الذين ما زالوا يتئكونَ على النظرياتِ المتخشبةِ لأساليبِ إدارة السرد الفني، والتي لا تُؤمن إلا بالقوالبِ المحددةِ مسبقاً.
تتولدُ شخصياتُ التغريبةِ النجديةِ للمزيني من رحمِ الحكايةِ، ومن ميدانِ الأحداثِ، ومن بين المشاعرِ والوجدانِ الإنساني الذي يمنحُ العملَ لمساتٍ إنسانيةٍ ووجدانيةٍ وواقعيةٍ وتاريخيةٍ مختلفةٍ، فهو يمهدُ لجزءٍ آخر من خلال الأحداثِ والرواياتِ والمشاعرِ المكتنزةِ في قلوبِ ووجدانِ بعض الشخصيات.
وسنجدُ أنَّ بعضَّ الشخصياتِ نبتت في أرضية العمل الخصبة، ليقول المزيني من خلالها بعضاً مما بداخلهِ من مخزونٍ تاريخي ووجداني وقيمي، فهاهي “وطفى” ابنةُ “الشيخ جدعان”، وهي التي وجدتهُ وقد شارفَ على الموتِ، بعد أن أصابتهُ أولُ طلقةٍ من قُطاعِ طرقٍ هجموا عليه هو ورفاقه، وهم يتقدمون قافلتهم بمسافةٍ بعيدةٍ ليكشفوا لهم الطريق، ويؤمنوا القافلة من خطر محتمل. وقعت “وطفى” في حبِّ “روضان”، الذي عادَ إلى قافلتهِ، بعد أن توجهَ إليها في مكة المكرمة، تحت حمايةِ والد “وطفى”، ولتبدأ أحداثٌ ممتدةٌ إلى الشامِ بمناطقهِ المختلفةِ مع شخصيتين هما: شخصية “سليمان” و “براك” ابني صبيح وهيا؛ “صبيح” الذي اتجه إلى العراق؛ لتكون له مواقفَ وقصصاً هناك، “وهيا” التي ظلّت في القصيم، وجعلها الخوف والجوع تنتظمُ مع “مزنة” و“مريم” في مجموعةٍ ليشكلنَّ قوةَ عملٍ تهربُ من الجوعِ إلى أيِّ بارقةِ شبعٍ، حتى إن كانت لحوم الميتة التي وجدنها تحت رمالِ الصحراء المحيطة بهم من كلِّ جانبٍ، ولتكون هيا قائدةَ الثلاثي النسائي، الذي يتصدى للحنشل في كلِّ مرةٍ يحاولُ أن يعتدي على اللاشيء الذي يملكونه.
وفي خضمِّ الأحداثِ التي لا تهدأ داخل العمل، نجد الشخصياتُ ذاتَ الثقلِ القيادي، والتي لم يُطلق المزيني عليها الأسماء جزافاً على ما يبدو، فهو يختارُ الاسم بحرفيةٍ وقصد متعمد، فـ“سيد المقام” و“شيخ العرب” و“زيد ابن معاون”.
فيبدو جليا أن هذه الأحداثَ والشخصياتِ تمهدُ لقصةٍ تهتزُ لها الجزيرةُ العربيةُ، وتعيدُ ترتيبَ الحياةِ، ويشعُّ منها نورُ للحياةِ تتبدل معه حالة الفقر والفاقة والجوع والخوف، فيتحولُ الخوفَ إلى أمنٍ، والفقرُ إلى رخاءٍ وازدهارٍ.
وقد حرصتُ وأنا أجولُ بين أحداثِ هذا العمل من خلال ما تم عرضهُ، أن أتجاوز الكثيرَ من الأحداثِ والمواقفِ، التي كانت على طرفِ لسانِ قلمي؛ حتى لا أفسدُ على القارئ متعةَ القراءةِ والمفاجأةِ التي شكلت جزءاً من جمالياتِ هذا العمل.
تواردُ خواطر أم تواردُ وقائعٍ
سنجدُ أن الكثيرَ من المواقفِ والأحداثِ التي جاءت في سياقاتِ (رواية التغريبة النجدية 1 العقيلات) قد وردت أحداثٌ مشابهةٌ لها في إعمالٍ روائيةٍ سعوديةٍ أخرى، فعلى سبيلِ المثالِ (رواية دويحس) لعبدالجبار عبدالله الخليوي: تحدثت عن “منيع” الذي انتظم في قافلةٍ تنقلهُ من أحدِ قرى نجد إلى منطقةِ الزبير في العراق، وما حدث لهُ من اعتداءٍ وإصابتهِ جراء اعتداءِ الحنشل على القافلةِ التي تضمه، والطريقةُ التي تم إنقاذه بها، وهي قريبةٌ من الطريقةِ التي أُنقذ بها “روضان الرجعان” في روايةِ المزيني.
وهناك أحداثٌ تتشابه بين الروايتين مرتبطةٌ بطبيعةِ العلاقةِ بين نجد والعراق، وخصوصاً منطقة الزبير التي شكلَّ فيها أهل نجد مجتمعهم الخاص، فسميت الزبير بنجدٍ الصغرى.
وكذلك (رواية أيامنا الصعبة) لعبدالله بن صالح العريني، فمضاوي، التي حلّت محلَّ أختِها نورة في الزواج من عثمان الرجل المسن، لينقذها والدُها من الجوعِ والفاقةِ التي يعيشونها، تلتقي مع قصة “موضي” ابنة “هيا” و”صبيح” في روايةِ المزيني التي عرضتها أمها على أحدِ رجالِ قافلةٍ لقيتُهم بالصدفةِ ليتزوجها؛ شفقة من الأم، ولتخرجها من دائرة احتمال الموت جوعاً.
وهذا الالتقاءُ في طبيعةِ الأحداثِ يعززُ من واقعيةِ الرواياتِ التي تتوارد فيها القصص المتشابهة، مما يعني أنها تعطي نوعاً من التكثيفِ غير المقصود في أي عملٍ للواقعةِ التاريخية، وهو أحدُّ أدواتِ الباحثِ في مجالاتِ النقدِ الاجتماعي والثقافي؛ للتثبتِ من الحالةِ الثقافيةِ والاجتماعيةِ السائدةِ في فترةٍ ثقافيةٍ ما.
الرواية التاريخية والرواية الواقعية
لسنا في هذا العرض السريع في إطارِ الحديثِ المطولِ والمفصلِ عن أنواع الرواية، ونكتفي أن نشيرَ هنا إلى أنَّ العلاقةَ متلازمةُ بين الروايةِ التاريخيةِ والروايةِ الواقعيةِ، فالواقعُ من منظورِ العملِ الروائي ليس الحقيقة؛ لكنه يمكن أن يكون حقيقه، والتاريخ ليس قطعياً فكلُّ مؤرخٍ يرويه وفق ما يعلمه وما قد يتبناه من أفكار.
وإذا كان هناك من النقادِ العرب من يرى أنه لا يمكن التفصيل في أنواعِ الروايات وفق التقسيم الغربي للرواية العربية، فإنَّ الرواية التاريخية والرواية الواقعية قد لا ينطبق عليها هذا الحكم، فالمشهد الروائي العربي مكتنز بهذين النوعين، وإن كان لا يمكن فعلياً تقسيمهما زمنياً في الواقع العربي كما هو في الواقعِ الأوربي، وهذا يعودُ إلى طبيعةِ الظروفِ التي تعرضتْ لها الحياةُ الأوربيةُ والمجتمع الأوربي، فالواقعيةُ الأوربيةِ جاءت نتيجةً لضعفِ الرومنسيةِ، وإن كانتا أي “الرومنسية والواقعية” نشأتا في الظروف نفسها. كما أنَّ الواقعيةَ الأوربيةُ تنقسمُ إلى عدةِ أقسامٍ قد لا تنطبقُ على الروايةِ الواقعيةِ العربية.
وإذا أردنا أن نستشهدَ ببعضِ الأسماءِ في الواقعية الأوربية، فيمكن الإشارةُ إلى تولستوي وفلوبير وأميل زولا في بعض أعمالهم.
ويمكنُ اعتبارُ الروائي المزيني أحدَّ أدباءِ الواقعيةِ العربيةِ، وهو من خلالِ (رواية التغريبة النجدية 1العقيلات)، يمكن اعتبارهُ أحدَّ روائيي الروايةِ التاريخيةِ بالإضافة للواقعية.
اللغة والحكاية عند المزيني
لكلِّ روائي أسلوبه، وطريقتهُ في المزاوجةِ بين اللغةِ والحكايةِ، وهو أمرٌ حتمي في الإبداع السردي، ففي حالة المزيني تأتي الحكايةُ لتحملَ اللغةَ أو لتستدعيها، ولتسهيلِ توضيحِ هذه النقطة، يمُكن المقارنةُ في هذا الجانب بين “المزيني” و”عبدالعزيز الصقعبي”، وهما على ما يبدو ينتميان للفترةِ ذاتها، وهما من الأسماء الأولى من حيث الإمكاناتِ وقوةِ الحضور على الساحة الإبداعية السعودية؛ إلا أن لكلٍّ منهما أدواته وأسلوبه الخاص به، فمن حيثُ اللغةِ والسردِ، فالمزيني كما ذكرنا تحملُ الحكاية اللغة، بينما في حالة “الصقعبي” فإنَّ اللغةَ هي التي تحملُ الحكايةَ، فتصبحُ اللغةُ هي المركبُ الذي يحملُ الحكايةَ التي يتبناها الصقعبي في لغةٍ شاعريةٍ تعتبر بصمةً فنيةً وأداةً مطيعةً في يده.
بينما يبني المزيني لغته في غابةٍ مزدحمةٍ بالحكاياتِ والخيالِ الخصبِ، وإن كانَ ينحى في بعضِ أحيانٍ، وهي أحيان كثيرةٍ إلى العزف على أوتارِ اللغة، لكّنهُ ما يوشك إلا أن يعودَ إلى حكاياتهِ المحفزة والمحركة للغتهِ السردية.
وهذان النموذجان من الروائيين السعوديين، يعطيان صورةً جليةً عن مدى التنوعِ في الإمكاناتِ الروائيةِ السعوديةِ، ويشكلان ثقلاً حقيقياً، وتنوعاً واقعياً لطبيعةِ التنوعِ في الحالةِ الروائيةِ السعوديةِ المليئةِ بالنماذج المتمكنةِ في الجانبِ الأدبي الروائي.
(مصدر الصورة: منصة تويتر، أدبي الرياض:21 أكتوبر2021)
دارة الملك عبدالعزيز والرواية التاريخية
أطلقت دارة الملك عبدالعزيز أحدَّ برامجها في الفترة القريبة الماضية، تحت عنوان “تاريخنا قصة”، وقد حظي باهتمامٍ كبيرٍ ومتابعةٍ من المهتمين وكتاب الرواية التاريخية، والمهتمين بالمشهدِ الإبداعي الروائي السعودي، وقد عقدت الدارة بالتعاونِ مع الأنديةِ الأدبيةِ والأدباء من داخل الوطن وخارجه عدداً من ورش العمل والندوات التي شكلت حراكاً حقيقياً على واقع المشهد الروائي السعودي، ولعلَّ روايةَ “التغريبة النجدية” حركت داخلي الكثيرَ من الشجونِ حول أهميةِ الروايةِ التاريخيةِ، وأنه قد حُقق لها ما تتمناه من اهتمامٍ من خلالِ البرنامج الذي حرك الماء حول هذا النوع من الرواية، ولعلَّ الخطوةَ القادمةَ التي قد تكون متممةً للبرنامجِ النوعي الثري، والعبقري الذي أوجدتهُ الدارة؛ هي قراءةُ الأعمالِ القديمة والقادمة حول الرواية التاريخية، وهذه الدراسةُ المقتضبةُ قد تكونُ أحد ثمارات الجهد المدروس الذي قامت به الدارةُ من خلالِ برنامجها “تاريخنا قصة”، لتتوالى القراءاتُ في هذا الجانب الذي يخدمُ الباحثَ والمبدعَ والمشهدَ الأدبي والروائي، ويسهمُ في وضعِ تاريخنِا في سياقِ قصةٍ إبداعيةٍ مُلهمةٍ للعالم.
الغلاف والإبداع الفني
أحدُ جمالياتِ هذا العمل “التغريبة النجدية 1العقيلات” تمثلت في الغلافِ الذي حملَ رمزياتٍ موفقةٍ، ترتبطُ بـ”النظرية التفاعلية الرمزية”، و”النظرية السيمائية”، فالقافلةُ والسرابُ المحتمل، واللونُ الأبيض، والظلُ الذي افترشته الأرض، جعلت من هذا التصميم روايةً أخرى، أجادَ المصممُ “عبدالمجيد” في قولها وقولبتها من خلالِ هذا التصميم المعبر، والجميل.
*روائي وشاعر سعودي
عضو الهيئة الاستشارية بمجلة فرقد
لم أقرأ الروايه بعد ولكن من هذا الشرح لرواية التغريبه النجديه ١ اعيش اجواءها الان في الربيعيه القصيم اجمع روايات وقصص تاركتها الجدات ابا عن جد وانا احفزهن للسرد المميز وبإذن أجد من يعينني من أبناء خوالي البازعي في تبني هذا العمل التاريخي العظيم من إرث الأجداد من اهلي وخوالي .
وشكرا